كتاب بالإنكليزية للبروفسور فيليب سالم: “الإنتصار على السرطان – المعرفة وحدها لا تكفي”
صدر في حزيران (يونيو) الفائت عن دار “كوارتيت بوك ليمتد” (Quartet Books ltd.) في لندن كتابٌ جديد بالإنكليزية بعنوان “الإنتصار على السرطان – المعرفة وحدها لا تكفي” .(Defeating Cancer – Knowledge Alone is not Enough) الكتاب الجديد للبروفسور فيليب سالم هو بمثابة رسالة إلى مريض السرطان وإلى أهله وأصدقائه، وإلى جميع الأطباء الذين يعالجون الأمراض السرطانية.
بقلم أسعد خوري*
يؤكد باحث وعالم السرطان العالمي البروفسور فيليب سالم في كتابٍ جديد صدر له أخيراً في لندن بالإنكليزية أن المعرفة وحدها لا تكفي. يجب أن تتّحد المعرفة مع المحبة، لأن “الطبيب الذي لا يحبّ مريضه لا يُمكنه شفاءه”. ويؤكد ب”أن المرض يحتاج إلى الكثير من الأمل. من دون الأمل لا يُمكن الوصول إلى الشفاء. أما المثابرة فهي أكثر من ضرورية، والأهم من المثابرة عند المريض هو المثابرة عند الطبيب”.
عصارة الفلسفة العلمية التي طوّرها الدكتور سالم في رحلته مع الأمراض السرطانية. خمسون سنة في العلم والأبحاث. نصف قرن من مكافحة السرطان والتمرّد على اليأس. نصف قرن من الإصرار على الحياة والإصرار على الأمل. إبتدأت رحلته في حزيران (يونيو) 1968 عندما إلتحق بمؤسسة “ميموريال سلون كيتيرنغ” (Memorial Sloan Kettering) ومنها تابع تخصّصه في مؤسسة “أم دي أندرسون كانسر سانتر” (M. D. Anderson Cancer Center) ثم عاد إلى بيروت سنة 1971 ليؤسس أول مركزٍ للأبحاث السرطانية والتدريب في الجامعة الأميركية في بيروت. كان والد النهضة العلمية في لبنان والعالم العربي بالنسبة إلى معالجة الأمراض السرطانية. هذه النهضة التي أفرزت طلاباً تدرّبوا على يديه ليصبحوا قادة البحث العلمي في العالم. وكان أول من ثار على النمط التربوي والعلمي في لبنان والعالم العربي. وبعد 15 سنة في بيروت عاد إلى الولايات المتحدة الاميركية ليلتحق بمؤسسة “أم دي أندرسون كانسر سانتر” (M. D. Anderson Cancer Center)، التي تُعدّ أهم مركز للسرطان في العالم، وبعد أربع سنوات في هذا المركز أسس الدكتور سالم مركز سالم للأمراض السرطانية. عمر هذا المركز اليوم 27 سنة. منه يطل فيليب سالم على العالم. فهو يردد دائما “ان كنيستي هي عيادتي وصلاتي هي عملي”.
في هذا الكتاب يصطحب الدكتور سالم المريض من النقطة الأولى وهي التشخيص إلى النقطة الأخيرة وهي الشفاء التام. ان الخطوة الأولى هي التشخيص الصحيح. فإذا لم يكن التشخيص دقيقاً وصحيحاً تكون المعالجة خطأ. يقول الدكتور سالم ان هذه مشكلة كبيرة لأنه ليس هناك عددٌ كافٍ في العالم من الأطباء المُتخصّصين في تشخيص الأمراض السرطانية. وهو يقول أن التشخيص يجب التأكيد عليه عبر إستشارة خبراء عديدين في هذا المجال. إن التشخيص من قبل طبيب واحد غير كافٍ وقد يكون على خطأ. هذا التشخيص ليس سهلاً ويجب على المريض عدم قبول التشخيص الأول والإصرار على التأكيد على صحة هذا التشخيص من قبل إستشارة أطباء أخصّائيين.
والمشكلة الأخرى اليوم أن هذا التشخيص لا يكفي ان يكون تشخيصاً بواسطة المجهر، كما كان التشخيص في الماضي، فهناك تكنولوجيا جديدة وحديثة لمعرفة الهوية البيولوجية للمرض. هذه الهوية ضرورية لوضع إستراتيجية علاج حديثة. إنه لا يكفي اليوم ان نقول ان هذا المريض مصابٌ بسرطان الرئة. يجب ان نعرف بالتحديد نوع السرطان في الرئة ونعرف ايضاً هويته البيولوجية. اذ أن العلاجات الجديدة تُبنى على الهوية البيولوجية أكثر منها على الهوية الجغرافية للمرض. ويصر الدكتور سالم على أن الشفاء غير ممكن ان لم يبدأ بتشخيصٍ دقيق وعميق يُحدّد بالضبط هوية منشأ السرطان والهوية البيولوجية لهذا السرطان. هذا يسبب مشكلة في العالم لأنه ليست هناك مختبرات مؤهّلة وكافية في العالم لتحديد الهوية البيولوجية.
ويقول سالم أن العلاج يجب أن لا يبدأ فور معرفة التشخيص الدقيق. هناك خطوة تَلي ذلك وهي معرفة مدى إنتشار المرض في الجسم. إن لم نُحدّد هذه الطوبوغرافيا بدقّة، يكون العلاج غير صحيح. هذا يعني أنه إذا كانت هناك إمرأة تشكو من سرطان في الثدي ونحن نعرف نوع هذا السرطان وهذا لا يكفي لمعالجتها، يجب ان نعرف جيداً مدى إنتشار المرض في الجسم. هل هذا المرض موجود في الغدد اللمفاوية تحت الإبط؟ هل إنتشر إلى الدماغ؟ هل إنتشر إلى الكبد؟ من دون معرفة الطوبوغرافيا بدقّة لا يُمكن للطبيب ان يضع إستراتيجية علاج جيدة. كذلك يقول البروفسور سالم انه بعد الخطوة الأولى وهي التشخيص والخطوة الثانية وهي الطوبوغرافيا (Staging). هناك خطوة ثالثة مهمة جدأ قبل البدء في العلاج. هذه الخطوة تتطلب فريق عمل من الأطباء المُتخصّصين في المعالجة بالأدوية ( Medical Oncologists) والأطباء المُتخَصّصين بالمعالجة بالجراحة ( Surgeons)، وأطباء مُتخَصّصون بالمعالجة بواسطة الاشعة (Radiation therapists) . يجب أن لا يبدأ العلاج قبل إجتماع هؤلاء الأطباء لوضع إستراتيجية واحدة. من الخطأ الكبير ان تقوم هذه الإستشارات الواحدة تلوَ الأخرى. فعادة يذهب المريض إلى الجرّاح أولاً ثم يذهب إلى المعالج بالدواء ثم يذهب إلى المعالج بالأشعة وهذا خطأ. يجب أن يجتمع هؤلاء الأطباء إلى طاولة واحدة في الوقت عينه ويضعوا خطة علمية للمعالجة. هذه الخطة يجب ان تُوضع من قبل جميع هؤلاء الأطباء وليس من قبل طبيب واحد، وهذا ما يُسمّى ب”النهج المتعدد التخصصات” (Multidisciplinary Approach). لذلك يقول سالم أن الإبداع في العلم وفي معالجة المرضى يتطلب الكثير من التواضع. فالغرور حاجز كبير بين الطبيب وزملائه الأطباء وبين الطبيب والعلم. على الطبيب ان يضع “الأنا” في البيت قبل ان يأتي إلى العيادة. في العيادة هناك شخصٌ واحد مُقدَّس وهو المريض. القضية ليست مقام الطبيب وليست مقام الأطباء الإستشاريين. هؤلاء جميعاً يجب ان يعملوا معاً كفريق عمل متكامل لمصلحة المريض. لذلك يقول سالم ان “أهم شيء في العلم هو التواضع لأن التواضع يمنحك القدرة للتواصل مع العلم ومع زملائك. ليس هناك عمل عظيم يستطيع القيام به طبيب واحد. كل عمل كبير يتطلب فريقَ عملٍ متكاملاً”.
وإن لم يتبنَّ الطبيب هذه الفلسفة لوضع إستراتيجية العلاج، ستكون بالتأكيد نتيجة العلاج غير مُرضية. إذاً بالنسبة إلى الدكتور سالم يبدأ العلاج بعد ثلاث خطوات: الأولى التشخيص، الثانية هي الطوبوغرافيا (Staging) والثالثة إستشارة الفريق المتكامل. هذه الإستشارة يقوم بها الطبيب لأن المريض لا يعرف أهمية هذه الإستشارة . الطبيب وحده يعرف أهمية بحث مشكلة المريض مع الأطباء الآخرين؛ والطبيب هو الذي يعرف أي أطباء يجب ان يستشيرهم. المريض لا يعرف من هو الطبيب أو الأطباء الذين يجب إستشارتهم.
في العلاج يتكلم سالم عن الأنواع المختلفة للعلاج وأهمها العلاج بواسطة الدواء لأن معظم الأمراض السرطانية تكون مُتفشّية في الجسم عند التشخيص. لذلك يكون الدواء أهم سلاح يملكه الطبيب ضد هذا المرض. بالطبع إذا كان المرض ما يزال محصوراً في منطقة مُعيّنة تكون الجراحة هي العلاج الأساسي. أما بالنسبة إلى المعالجة بواسطة الدواء، يقول سالم، إن العلم قد تطوّر كثيراً في هذا المجال. لقد كان سالم شاهداً على تطور المعالجة الكيميائية وعلى تفجّر المعرفة في الأدوية الجديدة في العلاج الكيميائي. ومن بعد مرحلة العلاج الكيميائي جاءت المرحلة الثانية وهي العلاج البيولوجي أي إعطاء دواء ليس غريباً عن جسم الانسان مثل “إنترفيرون” (Interferon). ثم جاءت المرحلة الثالثة، وهي المعالجة بواسطة الأدوية المستهدفة. هذه الأدوية تستهدف فقط الخليّة السرطانية من دون ان تمسّ الخليّة الصحيحة بأذى كبير. ثم جاء حديثاً العلاج المناعي. هذا العلاج غيّر جذرياً معالجة الأمراض السرطانية. هذا العلاج يختلف عن المعالجات الأخرى لأنه بالأساس لا يستهدف الخلية السرطانية، إنه يستهدف جهاز المناعة في الجسم فيُقوّيه وبذلك يصبح جهاز المناعة قوياً وقادراً على تدمير الخلية السرطانية. إن آخر خمس سنوات شهدت على تطورٍ كبير في العلاج المناعي ونحن اليوم نملك أدوية عديدة في هذا المجال وبواسطة هذه الأدوية يتم شفاء عدد كبير من المرضى. ويقول سالم انه عند إنتهاء مسيرة خمسين سنة في رحلته الطويلة مع هذه الامراض فهو فخورٌ جداً لتطوير مزيجٍ جديد من العلاج. هذا المزيج يجمع العلاج المناعي إلى العلاج الكيميائي إلى العلاج المُستهدف. إن الأبحاث الجديدة التي قام بها تشير إلى أن هذا المزيج هو خطوة كبيرة باتجاه شفاء المرضى. وقد أحدث هذا المزيج نتائج مذهلة في معالجة أنواع عديدة من الأمراض السرطانية. هذا المزيج لا يُشكّل علاجاً جيداً بالنسبة إلى مرضٍ واحد بل إلى مراض كثيرة مثل سرطان الرئة وسرطان الجلد وسرطان الكبد وسرطان المثانة وسرطان الكلى وسرطان الليمفومات وغيرها من الأمراض السرطانية. إن العلاجات الحديثة اليوم تُركّز على مزيجٍ من العلاج المناعي والعلاج الكيميائي. إلّا أن سالم ذهب أبعد من ذلك ليزيد على هذين العلاجين العلاج المستهدَف.
ويُركّز سالم في هذا الكتاب على أن المعرفة وحدها لا تكفي. فهو يقول أن الطريق إلى الشفاء في الأمراض السرطانية هو طريق طويل وفيه حُفَرٌ كثيرة. فالمريض يحتاج إلى أكثر من المعرفة إنه يحتاج إلى المحبة، ويقول سالم “إن الطبيب الذي لا يُحب مريضه لا يمكنه شفاءه”. والمريض يحتاج كذلك إلى الكثير من الأمل. من دون الأمل لا يُمكن الوصول إلى الشفاء. كذلك يحتاج المريض إلى قوةٍ تدعمه كل يوم ليكمل الطريق. يحتاج إلى المثابرة. وهنا يقول ان هذه المثابرة يجب ان تكون مسؤولية الطبيب أكثر مما هي مسؤولية المريض. فالطبيب الذي لا يتمتع بصفة المثابرة (perseverance)، لا يُمكنه ان يشفي المريض. ان الشفاء يحتاج إلى الكثير من الأمل . فالأمل هو للمريض كالبنزين للسيارة. فاذا كانت السيارة خالية من البنزين لا تستطيع السير إلى الأمام. يقول سالم أن الطبيب عليه أن يعطي مريضه الكثير من المحبة والأمل والدعم للمثابرة. فإذا لم يدعم الطبيب المريض للمثابرة وللسير إلى الامام كل يوم، يسقط المريض على الطريق ولا يصل إلى الهدف الاساسي وهو الشفاء التام.
ركّز سالم على هذه الأمور في كتابه لأنه يعتبر أن الطب الحديث يُعالج المرض ولكنه لا يعالج الإنسان وراء هذا المرض. إن الطب يفشل عندما لا يرى الإنسان وراء المرض. فنحن الأطباء لا نعالج أمراضاً، نعالج مرضى. نُعالج إنساناً مريضاً. ومُعالجة الإنسان المريض تختلف كثيراً عن معالجة المرض بالذات. ويتكلم سالم عن الفلسفة السائدة التي تقول أن المريض يجب ان يعرف الحقيقة. وهنا يقول أنه ليس هناك خلافٌ على الإطلاق بأن من أهم حقوق المريض معرفة الحقيقة إلّا أن هذه المعرفة يجب ان لا تعلو على حياة المريض؛ فالمريض هو أهم من الحقيقة. الحقيقة يجب ان تصبّ في مصلحة المريض وليس العكس أي المريض في مصلحة الحقيقة. ليس هناك خلافٌ على أهمية قول الحقيقة، الخلاف هو في كيفية قول الحقيقة. ويقول سالم إن أكبر مشكلة هي فَنُّ قولِ الحقيقة. “إن قول الحقيقة هو فنٌ قائم بذاته ويؤسفني أن أقول أنّ هذا الفن لا يُتقنه الكثير من الأطباء”.
ويتكلم سالم عن أهمية التربية الصحيّة. فهو يؤمن بأن تربية المريض بالنسبة إلى نوع المرض وكيفية تصرفه ونوعية العلاج والأضرار التي قد تنتج عنه هي أشياء مهمة يجب أن يعرفها المريض. فالمريض المُثقَّف يهون عليه السير في طريق العلاج اكثر بكثير من المريض غير المثقف عن مرضه. ويتكلم سالم عن والده في هذا المجال ويقول أنه منذ صغره كان يُصغي إلى إبيه الذي كان يُشدّد كل يوم على طاولة العشاء على أهمية العلم واهمية التربية. في هذا المجال، يقول سالم، إن التربية هي الثورة الحقيقية لأنها هي الثورة الوحيدة التي تجعل من الإنسان إنساناً جديداً. إن التربية تدرّب العقل، والعقل هو الإنسان.
هذا الكتاب الذي صدر حديثاً هو كناية عن تثقيف صحي للمريض وتثقيف للطبيب الذي يعالج المريض. ومن أهمّ الأمور التي يبحث فيها سالم في هذا الكتاب هي أهمية كرامة الانسان. إن السرطان هو مرضٌ يختلف عن جميع الأمراض لانه يدمّر كرامة الانسان. كل الأمراض تمس بكرامة الانسان. إلّا أن السرطان يدمّرها بشكلٍ أكبر. ويُدمّر كرامة أهل المريض أيضاً. من هنا أهمية إعطاء المريض الفرصة لأن يعيش حياة أقرب ما تكون إلى الحياة الطبيعية. وسالم يتكلم في هذا الكتاب عن العلاج الداعم والمساعد “supportive treatment”. هذا العلاج يمنع حدوث الأضرار التي قد تنجم عن العلاج ويسمح للمريض ان يعيش حياة أقرب ما تكون إلى الحياة الطبيعية. وهناك مشكلة في الغرب إذ أنّ هذا النوع من العلاج لا تؤمّنه شركات الـتأمين. ولذلك في معظم المستشفيات والمراكز الطبية في العالم لا يُعطى هذا العلاج للمريض وبالتالي صعوبة إعطاء العلاج ضد الامراض السرطانية. فالدكتور سالم يؤمن أنه من الصعب إعطاء العلاج الجيّد للسرطان من دون إعطاء العلاج المساعد. لأن اعطاء العلاج الأول من دون الثاني يقود إلى مضاعفات كثيرة تُشكّل عقبة في متابعة المريض لمسيرته. وكثيرون من المرضى يتوقّفون عن العلاج لهذا السبب. وبالطبع من يتوقف عن العلاج، يسقط ويموت.
ويتطرق البروفسور فيليب سالم إلى مسألة كبيرة تُهدّد جودة العلاج وهي قضية شركات التأمين. ان الهدف الأساسي لشركات التأمين هو الربح المالي. أما هدفنا، نحن، كأطباء هو إعطاء الحياة. هذان الهدفان بين شركات التأمين والأطباء لا يلتقيان. لذلك يجب أن تكون هناك مراجعة جذرية وجدية في هذا المجال لمنع شركات التأمين من التدخّل بقرارات الأطباء بالنسبة إلى معالجة المرضى. ففي أميركا مثلاً تمنعك شركات التأمين من إستعمال دواء جديد لا تعرف أهميته بالنسبة إلى معالجة المرض. يقول سالم: “أنا لا أعلم ان شركات التأمين قد درست الطب. إن الذي ذهب إلى الجامعة ودرس الطب هو الطبيب. فيجب على الطبيب ان يكون حرّاً تماماً بقراراته بالنسبة إلى كيفية التشخيص وكيفية العلاج. يجب أن نضع حداً فاصلاً بين مسؤولية شركات التأمين ومسؤولية الطبيب”.
ويثير سالم في هذا الكتاب قضية حقوق الانسان. فهو يؤمن أن أهم حقّ للإنسان هو الحق في الحياة، الحق في الصحة. الإنسان يجب ان يحيا أولاً كي يتمكن من ممارسة الحقوق الأخرى لشرعة حقوق الإنسان. يجب أن نجعل من الحق بالصحة أهم حق للإنسان . فكل الحقوق التي جاءت في شرعة حقوق الإنسان تتلاشى أمام حق الإنسان في الحياة. هذا يعني أن جميع الدول في العالم يجب ان تؤمّن حق الإنسان، كان من كان، بالصحة. إن أكبر عيبٍ على أيّ دولة ان يكون فيها المواطن غير قادر على الحصول على العلاج لأنه فقير.
يقول سالم ان هناك سبباً أساسياً لعدم التمكّن من شفاء عدد أكبر من المرضى. إن أكثر من 90% من مرضى السرطان لا يتلقّون علاجاً علمياً جيداً. وثانياً حتى المرضى الذين يذهبون إلى مؤسسات تُعنى بهذه الامراض لا يتمكنوا من أخذ أفضل العلاجات لأسباب عديدة منها هيمنة شركات التأمين على قرار الطبيب، وعدم توفّر الأدوية الحديثة. بنظره ليس هناك حقٌّ للإنسان أهم من حقّه ليأخذ أفضل علاج مُمكن لمرضه. القضية ليست تأمين العناية الصحية بل نوعية هذه العناية.
في نهاية الكتاب يقول سالم: لقد تعلّمت من المرضى أكثر مما تعلّمت من أساتذتي ومن الكتب. ويتوجّه إلى مرضى السرطان في العالم ويقول لهم: “هذا كتابي أضعه بين أيديكم وهذه هي نصيحتي. إن حبي وصلواتي لكم دائماً”.
• أسعد خوري صحافي لبناني.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.