جامعة الروح القدس-الكسليك تُكَرِّمُ إدمون رزق وتتسَلَّمُ أرشيفه الوطني

كرّمت جامعة الروح القدس-الكسليك (جونيه) الوزير والنائب السابق إدمون رزق، في احتفالٍ حاشدٍ شهدته قاعة البابا يوحنا بولس الثاني، بدعوةٍ من الأباتي هادي محفوظ الرئيس العام للرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة والرئيس الأعلى للجامعة ورئيس الجامعة الأب طلال هاشم، وذلك في مناسبة تسليم نائب جزين الأسبق أرشيفه الشخصي إلى مكتبة الجامعة.
تميّز الاحتفال بمزيجٍ مؤثّر من الشهادات والعرض الوثائقي، الذي أعاد الحضور إلى محطّاتٍ من تاريخ لبنان المعاصر، كما أضاء على مسيرة رزق الغنية التي تنقّلت بين الصحافة والتشريع والعمل السياسي والوطني.
وقد قدّم وأدار الاحتفال الإعلامي وليد عبود، وتضمّن شهادات من نُخبةٍ من الشخصيات الوطنية والفكرية، هم بحسب تسلسل الوثائقي: الأب البروفسور جورج حبيقة، النقيب رشيد درباس، الدكتورة منى فياض، وجوزيف الهاشم، والأميرة حياة أرسلان، الدكتور عدنان السيد حسين، القاضي عباس الحلبي، والدكتور نزار يونس.
في كلمة مؤثّرة، استعاد رزق، مسيرته الوطنية والإنسانية والفكرية، مُستعرضًا محطاتٍ مفصلية في حياته الشخصية والعامة. وقال: “أنا ابن الرهبانية اللبنانية، ربيب ديرها، تلميذ مدرستها، ومعلّم في معهدها، وفخور بانتمائي إليها”.

ووصف رزق الزمن بأنه مرآةٌ تعكسُ بوضوح الرؤية وتجذُّر القناعة، مؤكِّدًا أنَّ انتماءه اللبناني المسيحي لم يكن يومًا مُنغَلقًا، بل عاشه من موقع الإيمان بالشراكة الوطنية واحترام التعددية. وقال: “منذ اثنتين وثمانين سنة، كان اندماجي البنّاء في هُويتي اللبنانية العربية، وإيماني المسيحي، في كيانٍ قائمٍ على الاعتراف بالآخر، والشراكة المسؤولة”.
كما استعرض رزق تجربته الطويلة في النيابة والعمل السياسي، مؤكّدًا تمسُّكه بثوابت الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، ورفضه المشاركة في أيِّ سلطةٍ تخرُقُ القواعد الدستورية أو تتنافى مع مبادئ الكفاءة والعدالة. وقال: “مارستُ النيابة ربع قرن، ولم أوافق على أيِّ قانونٍ غير دستوري أو غير عادل… راهنتُ بحياتي على دولة القانون والحق والكرامة”.
وفي ختام كلمته، قدّم أرشيفه الفكري، خلاصة تجربة امتدّت أكثر من سبعين عامًا في الشأن العام، شاهدةً على مواقف ومراحل ومحطات، هديةً إلى شباب لبنان، لتكون ذخيرة بحث وتأمل، وتوثيق لذاكرةٍ وطنية لا تموت، داعيًا إلى التمسُّك بالقيم الجامعة. وأشاد بدور الرهبانية اللبنانية المارونية وجامعة الروح القدس-الكسليك في الحفاظ على الذاكرة الوطنية.
تجدر الإشارة إلى أنَّ الأرشيف الشخصي لإدمون رزق، الذي قُدِّمَ إلى مكتبة جامعة الروح القدس، يضمُّ ثروةً توثيقية مُميَّزة تشملُ أكثر من 80 ساعة من التسجيلات الصوتية، 200 فيديو، آلاف الوثائق، والمقالات، المقابلات والمخطوطات، التي تُوَثّقُ تاريخ لبنان السياسي والاجتماعي والثقافي الحديث. وقد تم جمع هذا الأرشيف بعنايةٍ شديدة من قبل عائلة رزق على مدى سنوات، ليكون مرآةً لذاكرة وطنية حية تُعبِّرُ عن محطات مفصلية في حياة لبنان. أما جامعة الروح القدس-الكسليك، من خلال تجهيزاتها التقنية وفريقها المتخصص في مركز فينيكس للدراسات اللبنانية، فستعمل على رقمنة وتصنيف هذا الأرشيف وإتاحته للباحثين والجمهور العام، مساهمةً في حفظ الذاكرة الجماعية اللبنانية وتعزيز البحث الأكاديمي والمعرفي.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.