في حضرة عاصي ومنصور
هنري زغيب*
في كل عامٍ يطلُّ الحادي والعشرون من حزيران/يونيو، فيحتفل الناس بأَول الصيف، بعيد الموسيقى وبعيد الأَب. لكننا، منذ 1986، كلما أطل الحادي والعشرون من حزيران، نحتفل بذكرى الكبير الذي غاب يومها ليشرق في التاريخ كل يوم: عاصي الرحباني.
لهذا العام مناسبتان رحبانيتان: ذكرى غياب عاصي التاسعة والثلاثون، وانتصافُ مئوية ولادة منصور، وما أَغنانا نحتفل بهما معًا، هما الجناحان اللذان حملا صوت الخالدة فيروز إِلى فضاءَات العالم اللامحدود، ونشَرا لبنان “من تحت هالأَرزة لآخر هالدني… نهر الرجال يسافر ويسقي الدني”.
نحن إذًا في هالة الأَخوين اللذين جمعتْهُما الحياة، ولم يفرقْهما الغياب. إِنهما الحضرة المتوهِّجة في الوجدان اللبناني.
لذا: لا أَجملَ ولا أَجلَّ من عبارة “في حضرة عاصي ومنصور” اختارتْها الأُخت مارانا سعد عنوانًا لأُمسية استثنائية تنتظرنا في ذكرى عاصي وانتصاف مئوية منصور، مساءَ هذا السبت المقْبل في الحادي والعشرين من حزيران/يونيو، على مدرج زوق مكايل الشهير باستقبال الاحتفالات الراقية.
ومتى قلنا الأُخت مارانا سعد، قلنا معها تلقائيًّا: جمعية “فيلوكاليَّا”، ومعهد “فيلوكاليَّا” وهما بإِدارتها، وقلنا معها قيادتَها جوقة “فيلوكاليَّا”، وهذه المرة، اشتراكًا غنائيًّا مع رفقا فارس وجيلبير الرحباني وفرقة موسيقية تقودها الأُخت مارانا سعد على مدرج زوق مكايل.
الدعوة مثلَّثة: من “التجمُّع الوطني للثقافة والبيئة والتراث” ورئيسها المهندس أَنطوان أَبو جودة، من بلدية زوق مكايل ورئيسها الأُستاذ إِيلي بعينو، ومن “فيلوكاليَّا” إِعدادًا وتنفيذًا.
أَما المائدة الفنية فغنيَّة وذكيَّة وشهيَّة: بدءًا من استقبال “كشَّافة الجراح”، توقُّفًا عند مقطعٍ يخلِّد المناسبة ويَصدح: “حبيبي قال انطريني بأَول الصيف، ع بيادر الصيف، و عَ الحقله اسبقيني”. وتنسابُ بعدها لوحات رحبانية من أَجملِ ما أَطلعَت عبقرية عاصي ومنصور حتى ليُشتهى اختيارُ المذاق: هنا لوحة “بياع الخواتم” في سبع أَغانٍ، هنا لوحة “فخر الدين” في تسع أَغانٍ (بينها “دبكة لبنان” بأَداء فرقة نادي العبادية الفنية)، هنا لوحة “أُغنياتٌ في البال” ذاتُ خمس أَغانٍ (بينها دبكة “طاير بالشوق” مع فرقة نادي شحيم، ودبكة “دقُّوا المهابيج” مع فرقة برجا للفنون الشعبية، ودبكة “طالل على بواب الحلا” مع فرقة أَفراح”). وأَخيرًا: لوحة مخصَّصة لِمئوية منصور في خمس أُغنيات من رائعته “صيف 840”.
هذه ليست أُمسيةً غنائيةً عادية، بل عرسٌ رحباني يشع عشية السبت المقبل على مدرج زوق مكايل، فيحلَولي أَولُ الصيف، ويزغرد عيد الموسيقى، ويَفرح عيدُ الأَب، ويكون 21 حزيران/يونيو صباحًا ملوَّنًا في ليل زوق مكايل.
الأُخت مارانا سعد: شكرًا لكِ دومًا على ما تقدِّمين بِرُقيٍّ ساطع، وعلى جديدِكِ الراقي تهيئينه لِلَيلة السبت المقبل، حتى نكون فعلًا، كما سَمَّيْتِ الأُمسية، “في حضرة عاصي ومنصور”.
- هنري زغيب هو شاعر، أديب وكاتب صحافي لبناني، مدير مركز التراث في الجامعة اللبنانية الأميركية، مدير “صالون فيلوُكَاليَّا الأدبي”، ورئيس “اللجنة الوطنية اللبنانية لنشر الإبداع اللبناني”. يُمكن التواصل معه عبر بريده الإلكتروني: email@henrizoghaib.com أو متابعته على موقعه الإلكتروني: www.henrizoghaib.com أو عبر منصة (X): @HenriZoghaib