عُمَان تُنَمّي وتُوسِّع قدرتها البحرية لكي تُصبحَ مَركزأ لوجِستياً إقليمياً
تُعزّز سلطنة عُمان قدرتها على الشحن البحري وخدمات الدعم من خلال سلسلة من إستثمارات جديدة، مُعَزِّزةً بذلك مؤهلاتها كمركز لوجستي إقليمي محوري.
مسقط – سمير الحسيني
في أواخر تموز (يوليو) الفائت، أعلنت شركة “مرافي”، التابعة لشركة “العُمانية العالمية للوجستيات” القابضة للنقل المعروفة ب”أسياد” المملوكة للدولة، عن توقيعها مذكرة تفاهم لتطوير وتشغيل ميناء جديد للبضائع الجافة في مدينة “خزائن” الإقتصادية على بعد 60 كلم شمال العاصمة مسقط.
ستقوم “مرافي” بتأسيس “شركة – عربة” ذات أغراض خاصة مع العديد من شركات الخدمات اللوجستية في القطاع الخاص لتطوير الميناء وتشغيله، الأمر الذي سيساعد بدوره على تخفيف الإزدحام وزيادة تدفق البضائع بين السفن وشبكات النقل البري الرئيسية.
وفي حين أنه لم يتّضح بعد متى سيبدأ المشروع، فقد وافقت كلٌّ من “مرافي” ومدينة الخزائن الإقتصادية على إتمام الدراسة والعناية الواجبة والحصول على الموافقة الرسمية على المشروع بحلول نهاية هذا العام.
ستكون مدينة خزائن الإقتصادية أول موقع في البلاد يستضيف مرافق موانئ جافة. والموقع الذي ستبلغ مساحته الإجمالية عندما يكتمل 95 كيلومتراً مربعاً (بما فيها 3 كلم2 للميناء البري)، وسيكون مركزاً محورياً لوجستياً متكاملاً، قد بُنيت وأُنشِأت فيه بالفعل شبكة نقل واسعة النطاق، بما في ذلك الطرق وخطوط السكك الحديدية والطيران، لخدمة الميناء.
بالإضافة إلى البنية التحتية للميناء والتخزين، ستقوم خزائن باستضافة مرافق صناعية خفيفة ومتوسطة ومرافق سكنية وتجارية ومرافق ضيافة.
والميناء هو المشروع الرئيسي الثاني الذي أعلنت عنه “مرافي” أخيراً. في أواخر أيار (مايو) الفائت، كشفت الشركة عن خطط لتطوير وتشغيل محطة تجميع المعادن في ميناء صحار، على خليج عُمان، في شمال البلاد.
وبعملها في شراكة مع ميناء صحار والمنطقة الحرة، فإن “مرافي” سوف تكون قادرة على تطوير المحطة ومناطق التخزين المرتبطة بها، والتي سوف تغطي 200,000 متر مربع، على أن يكون المرفق جاهزاً للعمل بحلول أوائل العام 2020.
وكتدبير مؤقت، سيتم إنشاء مرفق تخزين وتحميل بمساحة 100,000 متر مربع في محطة موجودة، مع قدرة تحميل متحركة تبلغ 750 طناً في الساعة. ومن المقرر أن يبدأ الشحن في وقت لاحق من هذا العام.
ميناء صلالة لبناء محطة للمنتجات الزراعية
من ناحية أخرى تتم زيادة قدرة التعامل مع البضائع وتنويعها في ميناء صلالة، في جنوب البلاد. وينفتح الميناء، الذي يعمل حالياً كمرفق رئيسي لنقل الحاويات، على التعامل مع البضائع الضخمة من خلال تشغيل محطة جديدة للمنتجات الزراعية.
وبتطويره من قبل شركة خدمات الموانئ البحرية العربية، وهي مشروع مشترك بين الشركة اللوجستية الإسبانية “ألجيبوزا” (Algeposa) والشركتين المحليتين “الواحة للتطوير” و”الثبات القابضة”، فإن المرفق يستطيع التعامل مع 15,000 طن من الحبوب في اليوم وتخزين 60,000 طن منها.
ومن المتوقع أن تُضاعِف المرحلة الثانية من المشروع، التي تمرّ حالياً بمرحلة التخطيط، القدرة الإنتاجية.
إن عملية صلالة التوسعية تُقدّم فرصاً لمزوّدي المعدات والخدمات. وفي حزيران (يونيو) الفائت، منحت سلطات الميناء عقداً بقيمة 6.5 ملايين دولار لشركة “تيليستاك” (Telestack) في إيرلندا الشمالية لتوفير معدات تحميل السفن متعددة الأغراض. على وجه الخصوص، سيتم إستخدام المعدات لنقل الحجر الجيري والجبس، وهما من المنتجات الرئيسية لقطاع التعدين في سلطنة عُمان، مع الأجهزة المقرر تشغيلها بحلول الربع الرابع من هذا العام.
توسيع شبكة خدمات الدعم البحري
تتجه عُمان أيضاً إلى زيادة نطاق قطاع خدمات دعم الشحن لديها من أجل تعزيز جاذبيتها كمحور بحري ولوجستي، من خلال التعامل الإضافي بواسطة وصلات تقنية وإمدادات.
في أواخر تموز (يوليو) الفائت، أعلنت شركة “عُمان للحوض الجاف”، وهي شركة إصلاح وصيانة وبناء مقرها في الدقم، عن برنامج توسّع رئيسي طويل المدى.
وسيتم توسيع نطاق الأنشطة التي تضطلع بها الشركة من ثلاثة إلى 11 بحلول العام 2040 ، حسبما قال سعيد بن حمود المعولي، الرئيس التنفيذي للشركة، لوسائل الإعلام المحلية، الأمر الذي من المحتمل أن يرفع معدل العائدات إلى 500 مليون دولار سنوياً.
من خلال العمل بالشراكة مع القطاع الخاص، فإن “عٌمان للحوض الجاف” سوف تتحرك وتنتقل أبعد من عمليات الإصلاح والصيانة الأساسية، إلى بناء وإصلاح منصات النفط البحرية، وبناء السفن وتحويلها، وإنتاج الهياكل الفولاذية للإستخدام في صناعة الطاقة والتخصص في إصلاح السفن البحرية.
في المدى القصير، تعتزم الشركة البدء في بناء السفن والمنصات النفطية بحلول العام 2020، مع تعزيز عمليات الإصلاح والصيانة، بهدف تقديم الخدمات لما يصل إلى 200 سفينة سنوياً بحلول العام 2021.
كما سيتم تعزيز قطاع الخدمات البحرية من خلال تطوير منشأة لتزويد السفن بالغاز الطبيعي المسال في صحار، وهو مشروع أعلنت عنه شركة الطاقة الفرنسية “توتال” الفرنسية في منتصف أيار (مايو) الفائت.
كجزءٍ من إتفاقية شراكة أوسع بين الحكومة و”شل” لتطوير إكتشافات عدة للغاز الطبيعي في منطقة الباريك الكبرى في شمال سلطنة عمان، فقد أصدرت “توتال” بياناً قالت فيه أنها ستستخدم حقها في حقوق ملكية الأسهم كمواد وسيطة لمشروع يساعد على جعل عُمان مركز إقليمي لتزويد السفن البحرية بالغاز الطبيعي المسال.
إن خطط الطاقة الرئيسية لبناء مصنع تسييل معياري صغير في ميناء صحار يتألف من سلسلة تنتج حوالي مليون طن سنوياً.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.