تقنية حديثة تطوي المعدة وتخفف الوزن بإستخدام المنظار !
يعاني كثير من رجال الأعمال وسيدات المجتمع من البدانة المرضية، وقد عجز معظمهم من إيجاد الحل الناجع لمعاناته. الدكتور ناجي صفا، المتخصص في شؤون البدانة من جامعات كندا، يشارك مسؤولة شؤون الصحة في “أسواق العرب” كريستيل بدروسيان في مناقشة آخر الطرق لمعالجة البدانة المرضية “عملية طي المعدة عبر المنظار”.
بيروت – كريستيل بدروسيان
بداية”، ما هي البدانة أو السمنة المفرطة ؟
هي بشكل عام تراكم غير طبيعي للدهون في مخزون الأنسجة الدهنية في كل أجزاء الجسم، وهي مرض مزمن حيث أن أعراضها تتطور بشكل تدريجي. فالبداية تكون بجعلها كل شيء في الحياة اليومية صعبا”، فتسبب ألما” في المفاصل والظهر وتسبب صعوبة بالتنفس ومشاكل جلدية، إلا أن إهمال علاج البدانة يجعل الأمر أسوأ، وعندما تصبح البدانة مرضية فإنها تسبب الكثير من المشاكل المهددة للحياة كداء السكري من النمط الثاني، وإرتفاع ضغط الدم والسرطان وإرتفاع الكولسترول وتقطع التنفس في أثناء النوم.
تعتبر البدانة المرضية أو السمنة المرضية (Morbid obesity) اليوم المسبب الثاني للوفيات في العالم، من حيث الأهمية، بعد التدخين. وتشير التقديرات الى انه في الولايات المتحدة وحدها، فقط، هناك اكثر من 300,000 حالة وفاة في السنة بسبب مرض السمنة المرضية ومضاعفاتها. وتبين تقارير معاهد الصحة الوطنية الاميركية (NIH) ان السمنة الزائدة بلغت من الاتساع ما يمكن ان تعتبر معه وباء.
يعتمد تعريف البدانة المرضية (السمنة الزائدة)، من الناحية الطبية، على مقياس “مؤشر كتلة الجسم” (Index Mass Body – BMI). يتم احتساب هذا المؤشر حسب المعادلة الحسابية التالية: وزن الشخص (بالكيلوغرامات), مقسوم على تربيع طوله (بالأمتار). إذا كان BMI أعلى من 25 فهذا يعتبر سمنة زائدة. واذا كان المؤشر 35 وما فوق فهذا يعتبر سمنة مرضية، بينما إذا كان 50وما فوق فهذا يعتبر سمنة مرضية متطرفة، نظرا” الى وجود أمراض مصاحبة لها، مثل امراض القلب، والمفاصل، والرئتين.
لقد أظهرت الدراسات بأنه حالما تصبح البدانة مرضية تصبح محاولات تخفيف الوزن بالطرق التقليدية كالريجيم أو الرياضة ذات فعالية ضحلة في إنقاص الوزن، مع التأكيد على أن الحل الوحيد لعلاج مشاكل البدانة المرضية هو تخفيف الوزن والمحافظة عليه لفترة طويلة. وحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية، تسمى البدانة مرضية عندما يكون مؤشر كتلة الجسم:
• يساوي أو أكبر من ٣٥ فى حال وجود مرض مرتبط بالسمنة مثل مرض السكري، وإنقطاع النفس في أثناء النوم، وإرتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب …
• يساوي أو أكبر من ٤٠ من دون امراض مصاحبة
العلاج الأنسب لمن يعاني من السمنة أو البدانة المرضية هو الجراحة. ولكن قبل ذلك يجب عليه الخضوع لإستيضاح شامل يشمل تقدير وفحص جهاز الغدد الصم (Endocrine system) بشكل دقيق، وتحليل عميق لنمط الحياة وعادات الأكل، وكذلك إستيضاح وتوثيق محاولات سابقة لتخفيض الوزن. في نهاية عملية الإستيضاح هذه، وإذا كان المريض مناسبا” للجراحة، يتم توجيهه الى استشارة نفسية.
ولكن ما هي الحلول الجراحية؟
هناك نوعان لعلاج السمنة (البدانة) المرضية بالجراحة لدى الشخص الذي اظهرت فحوصات الإستيضاح أنه يستطيع إجراءها:
– :Restrictive عملية تجبر المريض على تناول كميات أقل من الطعام كالبالون داخل المعدة “Gastric Balloon” ،أو الحلقة حول المعدة “Gastric ring” أو الاستئصال الطولي للمعدة . “Sleeve Gastrectomy” وقد تؤدي هذه العمليات الى تخفيض الوزن لغاية 30- 40%خلال سنة واحدة.
– :Malabsorptiveعملية تسبب عدم امتصاص الأكل كتحويل المعدة”Gastric Bypass”، تؤدي هذه العمليات الى تخفيض الوزن الزائد بنسبة 70-80%
ما هي عملية طي المعدة (Laparoscopic Gastric Plication) التي تعتبر الأحدث في مجال جراحة معالجة السمنة المرضية ؟
– تصنف هذه الجراحة ضمن مجموعة النوع الأول من العمليات “Restrictive” أي أنها تصغر حجم المعدة وتجبر المريض على تناول كميات أقل من الطعام. تختلف هذه العملية عن العمليات الاخرى كالسليف أو الاستئصال الطولي للمعدة بعدم إجراء أي استئصال لأي جزء من المعدة. هي كناية عن طوي المعدة على بعضها البعض بشكل عمودي بخيوط جراحية من دون قص أو ربط بجسم غريب. تصغر هذه العملية حجم المعدة بنسبة 70%، فتشعر بالشبع بسرعة كبيرة.
– تتم هذه العملية وكما يشرح الدكتور ناجي صفا بالمنظار من خلال 5 جراح صغيرة.
ما هي نتائج هذه العملية ؟
نتائج هذه العملية من ناحية خسارة الوزن شبيهة بعملية ربط المعدة. إنها تساعد على فقدان 40 -50 % من الوزن الزائد خلال 6 أشهر، وقد تصل خسارة الوزن الزائد إلى 70 % خلال سنة.
ما هي ميزات عملية طي المعدة بالمنظار ؟
– لا تؤثر هذه العملية على الإمتصاص الهضمي الذي يبقى طبيعيا”؛
– قابلة للعكس والإلغاء؛
– تتم هذه العملية بالمنظار أي من دون شقّ للبطن ومن دون جراحة؛
– أحدث تقنية جراحية واقلها خطورة ومضاعفات؛
– هي أقل كلفة مقارنةً بالعمليات الأخرى.
وماذا بعد الجراحة ؟
يخرج المريض بعد مضي 24 ساعة على العملية. فيقضي حوالي 10 أيام يتناول السوائل، وبعدها يعتمد على الأكل المطحون لمدة أسبوع ليعود بعدها الى تناول الأكل الذي إعتاد تناوله مع التخفيف من الأطعمة التي تتضمن وحدات حرارية مرتفعة ليخسر وزنه بوقت أسرع.
من المهم جدا” أن تعلم أن هذه التدخلات الجراحية ليست سحرية، من شأنها تسوية مشكلة وزنك. هناك متابعة غذائية للمرضى قبل وبعد الجراحة. على الأفراد تعديل أسلوب حياتهم وعاداتهم اليومية، من حيث ضبط النظام الغذائي وزيادة النشاط البدني. من المهم جداً إستشارة اختصاصية التغذية لتقويم الإحتياجات الغذائية وتجنب نقص في الفيتامينات والبروتين . من القواعد المهمة بعد الجراحة:
١. أكل ثلاث وجبات صغيرة في اليوم فقط؛
٢. تناول الطعام ببطء ومضغه بشكل صحيح؛
٣. التوقف عن تناول الطعام عند الشعور بالشبع؛
٤. عدم الشرب أثناء الأكل؛
٥. عدم الأكل بين الوجبات؛
٦. تناول الأطعمة الطازجة فقط؛
٧. تجنب الأطعمة الليفية (fibers)؛
٨. شرب ما يكفي من الماء والسوائل خلال اليوم؛
٩. تجنب المشروبات ذو سعرات حرارية عالية؛
١٠. ممارسة التمارين الرياضية ٣٠ دقيقة يوميا” على الأقل.
علاج السمنة المرضية جراحيا” يتطلب من المريض وعيا” كاملا” وثقافة صحية وفريقا” متعدد التخصصات لنجاح رحلة التخلص من الوزن الزائد من دون العودة اليه مرة أخرى.
• إختصاصية تغذية
للمزيد من المعلومات
christellebedrossian@gmail.com
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.