ميخائيل نعيمه من مرداد إِلى زاد الـمَعاد

عقد مركز التراث اللبناني في الجامعة اللبنانية الأَميركية (LAU) ندوته الشهرية الإِلكترونية الثامنة عشْرة في موضوع “ميخائيل نعيمه: من مرداد إِلى زاد الـمَعاد”.

زغيب: دنا من المئة

أَعدَّ الندوةَ مديرُ المركز في الجامعة الشاعر هنري زغيب، وافتتحها بكلمة جاء فيها: “الحديث عن ميخائيل نعيمه، في ما سوى دقائقَ معدودات، هو الحديثُ عن حبْس الغيم في قطَّارة ورد. فهذا الأَديب (1889-1988) ملأَ نحوًا من قرنٍ كامل بالأَدب اللبنانيّ، قصةً ونقدًا ومسرحًا ووجدانيات وكتاباتٍ دخلَت عمْق النفس البشرية، وكان فيها جميعِها مردادَ الفكر البعيد، والفلسفة الكَونية التي وَسَمَت قلَمه، في كلِّ ما كتَب، بذاك الجو الروحاني المترفِّع عن الماديات الغابرة والأَرضيات العابرة.

على بُعد خطوتَين من المئة (99 سنة وخمسة أَشهُر) انطفأَ قبل ثلاث وثلاثين سنة (1988)، وما زالت مؤَلَّفاتُه تُكمل فينا وبيننا، ناشرةً فكرَه الحي من جيلٍ إِلى جيل، من كتابٍ له إِلى كتاب، وما زالت الكتاباتُ تصدر عنه، مرةً في دراسةٍ بَحثية، مرةً في أُطروحةٍ أَكاديمية، مرةً في مؤْتمر عنه دراسيّ، حتى لكأَنه يَسير معنا حقبة بعد حقبة. وهذه علامة الأَديب الخالد: يواصل حضورَه بعد غيابه كلَّما كتَب عنه قلم أَو استقصى أَدبَه ناقدٌ مدقِّق.

رسالة “مركز التراث”

“مركز التراث اللبناني” في الجامعة اللبنانية الأَميركية LAU، في دأْبه على مواصلة رسالته أَن يبقي مضاءةً شعلةَ التراث اللبناني، يَدخل اليوم إِلى عالم ميخائيل نعيمه في وقْفاتٍ من حياته وأَدبه، في مقابلة معه روى فيها ملامح من حياته وفكره، في الحفاظ على أَغراضه الخاصة بعد غيابه، في قصيدتين من مرايا شعره، ووقْفَة في قصيدة له بصوت فيروز.

مع ميخائيل نعيمه، من “مرداد” في الفكر إِلى “زاد الْمَعاد” في الأَدب، نحن في قلب الأَدب، والأَدبُ في قلب لبنان، ولبنانُ منبعٌ ساطعٌ من منابع الأَدب العربي. فَلْنَدخُل إِذًا إِلى عالمه، ولنُطِلَّ معه على أُفقٍ مُضِيءٍ من تراث لبنان”.

بعد استعراض كامل لجميع الأَغلفة من مؤَلفات ميخائيل نعيمه، كانت لقطات من ندوات تلفزيونية تحدَّث فيها نعيمه عن مراحل حياته وأَفكاره الفكرية والفلسفية التي آمن بها وكتب فيها، مع مشاهد له خاصة عند بيته في بسكنتا كاتبًا أَو قارئًا من نصوصه أَو متمشيًا حول بيته بين الزهور، وخصوصًا مع مي ابنة شقيقه نجيب، وهي كانت ملاكه الحارس طيلة حياته في بسكنتا ربيعًا وصيفًا، كما إِبان إِقامته شتاءً في الزلقا.

فوتوغرافيا وفيروز

ومن اهتمام مَيّ به في عناية فائقة إِلى وحيدتها سُهى فوزي حداد التي أَجرى معها زغيب حوارًا عن “يوم كامل في حياة نعيمه” كما كانت تعايِنُهُ، وعن اليوم الأَخير في حياته حتى انطفائه بسلام عند زاويته في بيت الزلقا (الساعة 10:20  ليلة الأَحد 28 شباط/فبراير 1988). ومع توَالي مجموعة من نحو 100 صورة فوتوغرافية وثّقَتْها سُهى أَخذت تشرح تباعًا مضمونَ كل صورة وظُروفها ومناسبتها وتفصيل ما فيها من كتابات أَو أَغراض شخصية للأَديب كانت في بيت الزلقا وانتقلت معها حاليًّا إِلى بيتها في المطيلب.

وبعد قراءة قصيدتين من شعر نعيمه: “النهر المتجَمِّد” و”أَخي” (من مجموعته الشعرية “همس الجفون”)، كانت أُغنية “أَوراق الخريف” (“تناثري تناثري يا بهجةَ النظر”) كما لَـحَّنَها الأَخَوَان رحباني وغَنَّتْها السيِّدة فيروز.

وختامُ الحلقة كانت لقطة خاصة مع مَيّ روت فيها جوَّ البيت بعد غياب عمِّها ميخائيل.

وأَعلن زغيب أَن الندوة الشهرية المقبلة (التاسعة عشْرة، في حزيران/يونيو) ستكون عن الأَديب الكبير مارون عبود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى