أفضل أصدقاء إيران الجُدُد: كيفَ أصبحَ الحوثيون شركاءً رئيسيين في سعي طهران للهَيمَنَةِ الإقليميَّة

بعدما كان “حزب الله” في لبنان الإبن المُدَلل للحرس الثوري الإيراني، ها هم الحوثيون يتحوّلون بدورهم لكي يكونوا المُدَللين الجُدُد لإيران في المنطقة.

الأساطيل الغربية لم تمنع الحوثيين من متابعة هجماتهم ضد سفن الشحن في البحر الأحمر.

محمد آية الله طبار*

مُنذُ تشرين الثاني (نوفمبر)، أصبح البحر الأحمر موقعًا لهجماتٍ مُتصاعِدة من قبل حركة الحوثي اليمنية، الجماعة المُسَلَّحة التي تحكم معظم سكان اليمن. وتُمثّلُ هذه الهجمات، التي يقول المتمرّدون الحوثيون إنها تهدفُ إلى الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة، ظهورَ منطقةِ صراعٍ جديدة في الشرق الأوسط المُضطرِبِ أصلًا. من خلال إغلاق البحر بشكلٍ فعّال أمام سفن الشحن، عطلت الضربات التجارة العالمية وحظي الحوثيون باهتمامٍ دولي غير مسبوق.

قامت الهجمات بعملٍ جيد بشكلٍ خاص في جذب انتباه إيران للحوثيين ودعمهم. تقليديًا، كانت الميليشيا شريكًا من الدرجة الثانية للجمهورية الإسلامية، التي تميل إلى العمل بشكلٍ أوثق مع “حزب الله” ومجموعات الميليشيات الأخرى التي تشترك معها في إيديولوجيتها المناهضة للولايات المتحدة. لكن إيران تريد بشدّة زيادة قوتها في البحر الأحمر حتى تتمكّن من منع البحرية الأميركية من الاستيلاء على ناقلات النفط التابعة لها أثناء تهرّبها من العقوبات الغربية، وقد أثبت الحوثيون أنهم قادرون على إبراز قوّتهم عبر كامل الجسم المائي. وأثبتوا أيضًا أنهم قادرون على تشتيت انتباه المنافسين الإقليميين الثلاثة الرئيسيين لإيران وإلحاق الضرر بهم: إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وسرعان ما أصبح الحوثيون جُزءًا أساسيًا من “محور المقاومة” التي ترعاه طهران. في الواقع، قد يصبحون قريبًا العضو الأكثر أهمية فيه.

بالنسبة إلى الحوثيين، تأتي هذه الشراكة المُتعمّقة في الوقت المناسب. لقد جعلت الجماعة نفسها بالفعل القوة السياسية والعسكرية الوحيدة في العاصمة اليمنية صنعاء. ومن خلال الدعم المعنوي والمادي الإضافي، الخارجي والداخلي على حدٍّ سواء، يمكنها الاستيلاء على البلاد بأكملها وتصبح بالتالي دولةً فاعلة مُناسبة. في الواقع، إنَّ الهجمات على سفن البحر الأحمر هي جُزءٌ من مهمة الحوثيين لبناء دولة. من خلال إعلان الحوثيين أنَّ ضرباتهم هي دفاعٌ عن الفلسطينيين، يحاولون تعزيز شعبيتهم بين اليمنيين. ومن خلال عرقلة التجارة العالمية، تأمل المجموعة أن تتمكّنَ من تحويل أفقر دولة في العالم العربي إلى قوة عسكرية جبارة.

لسوء الحظ، ليست لدى واشنطن طريقةٌ سهلة لإحباط خطط الحوثيين أو الإيرانيين. إنَّ الاستراتيجية الأميركية الحالية، المُتَمَثّلة في إطلاق الصواريخ على مخازن أسلحة الحوثيين ومنشآت التدريب، قد تُعطّلُ مؤقتًا قدرة الميليشيا على ضرب السفن. لكنَّ الهجمات تُقَدِّمُ وتُسَوِّقُ عن غيرِ قصدٍ أجندة الجماعة من خلال السماح لها بالادّعاء بأنها تُحارِبُ الإمبريالية، وتساعد إيران من خلال تحصين موطئ قدمها السياسي في الشرق الأوسط. لذلك يجب على واشنطن أن توقف الضربات. وينبغي لها، بدلًا من ذلك، أن تعملَ على وقف الحرب في غزة. ويجب على الولايات المتحدة أيضًا أن تحاول تعزيز الاتفاقيات الديبلوماسية في المنطقة ودعم إطارها الأمني. وبخلاف ذلك، فإن الشراكة الحوثية-الإيرانية سوف تزداد قوة، وكذلك نفوذ طهران في المنطقة.

في السفينة نفسها

قبل الإطاحة بعلي عبد الله صالح –حاكم اليمن لفترة طويلة– خلال احتجاجات الربيع العربي في العام 2011، كان الحوثيون مجموعةً قوية ولكن محلّية من المتمرّدين. لقد أعلنوا حملةً ضد فساد صالح، وكانوا معروفين بموقفهم المُناهض للولايات المتحدة وإسرائيل. لكن دعمهم كان مُقتصرًا إلى حدٍّ كبير على السكان الشيعة الزيديين في الشمال. وشكّلَ الحوثيون وصالح في وقتٍ لاحق تحالفًا تكتيكيًا، حيث ساعد الأخير الحوثيين على الاستيلاء على صنعاء في العام 2014. (في العام 2017، نصب الحوثيون كمينًا لصالح وقتلوه بعد أن حاول تغيير موقفه لصالح التحالف الذي تقوده السعودية).

لكن، مع انزلاق اليمن إلى الحرب، أصبح الحوثيون قوّةً عسكرية هائلة ومتحفّزة للغاية، حيث استولوا على مساحاتٍ كبيرة من أراضي البلاد. واليوم، يسيطرُ الحوثيون على ثلثي سكان اليمن البالغ عددهم 34 مليون نسمة، وثلث أراضي البلاد، وهي الأراضي التي استولوا عليها حتى في مواجهة حملة قصف مُكثّفة شنتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وقد صمدت الجماعة على الرُغم من الأزمة الإنسانية الأليمة ومئات الآلاف من الضحايا المدنيين.

لقد انتصر الحوثيون، جُزئيًا، بفضل إيران، التي ساعدت الميليشيا على تطوير أسلحة متطورة وعلّمت أفرادها كيفية استخدامها. وبدأ الحوثيون بدورهم تعزيز المصالح الإيرانية في جميع أنحاء المنطقة. على سبيل المثال، نفذت الجماعة هجمات عدة وقحة ضد منشآت النفط السعودية والإماراتية. ودفعت هذه الضربات الرياض إلى تهدئة التوترات، ما أدى إلى هدنة مع الحوثيين وتقارب بوساطة صينية مع إيران في العام 2022.

من المؤكّد أنَّ الحوثيين ليسوا دُمى في يد إيران. إنَّ الأوصاف الإعلامية التي تصوّرهم على أنهم عُملاء لإيران تلقي بظلالها على وكالة الجماعة. وفقًا لمسؤولين أمنيين أميركيين، على سبيل المثال، نصحت إيران الجماعة بعدم الاستيلاء على صنعاء، لكنها فعلت ذلك على أيِّ حال في العام 2014. ومع المردود السياسي الكبير الذي يأتي من الإشارة إلى الدعم للفلسطينيين، ربما يكون الحوثيون شنّوا هجمات البحر الأحمر بغض النظر عن مشورة إيران. وعلى نحوٍ مُماثل، تُبالغُ رواية الوكيل في تقدير دور إيران، وتتجاهل حدود الجمهورية الإسلامية كراعية. في مناقشاتهم الداخلية، لاحظ قادة ومحللو الحرس الثوري الإيراني أنَّ العديد من الكيانات السياسية والمتشدّدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط تتواصل مع طهران، وأنَّ الحكومة غير قادرة على الرد على الكثير منها. ولم يقم الحرس الثوري الإيراني بتعميق علاقاته مع الحوثيين إلّا بعد أن أثبتت الجماعة أنها قوة فعّالة في ساحة المعركة، الأمر الذي أثار دهشة الإيرانيين.

لكن حتى لو لم نكن جماعة الحوثي دُميةً في يد إيران، فإنها شريكتها. بالإضافة إلى إجبار السعوديين على السعي إلى التوصّل إلى هدنة، فإنَّ الضربات الحوثية المُكثفة على المدن الإسرائيلية تساعد على تشتيت انتباه إسرائيل وقواتها، ما يوفر ل”حماس” (حليفة أخرى لإيران) مساحةً للتنفّس. ومن خلال فتح جبهة جديدة، يزيد الحوثيون أيضًا من تكلفة أيِّ هجومٍ إسرائيلي ضد “حزب الله” في لبنان، فضلًا عن تكلفة قصف الحرس الثوري الإيراني والقوات المتحالفة مع إيران في سوريا. وعلى عكس “حماس” أو “حزب الله” أو الجماعات المختلفة في سوريا، فإنَّ المسافة الجغرافية بين إسرائيل وأراضي الحوثيين تجعل من الصعب على الدولة العبرية الإنتقام.

كما ساعد الحوثيون إيران على تلبية احتياجاتها غير العسكرية. تحاولُ طهران فرضَ حصارٍ اقتصادي فعلي على إسرائيل، يكون الحوثيون محوره. ومن الواضح أنَّ الجماعة قد أوقفت شحنات البحر الأحمر التي تشمل إسرائيل (على الرغم من أنَّ العديد من السفن التي استهدفتها لا علاقة لها بتلك الدولة). لكنها شنت أيضًا هجمات بطائرات مسيَّرة على ميناء إيلات الإسرائيلي. وقد تم اعتراض هذه الهجمات إلى حدٍّ كبير، إلّا أنَّ القلقَ بين شركات الشحن دفع الكثيرين إلى التوقف عن استخدام خدمة المنشأة. ونتيجةً لذلك، شهد مرفأ إيلات انخفاضًا بنسبة 85% في أنشطته.

يأملُ المسؤولون في طهران أن يتمكّن الحوثيون من مساعدة إيران بشكلٍ أكبر. وقد وقعت البلاد في مواجهة بحرية لسنوات عدة مع الولايات المتحدة، حيث تصادر واشنطن بشكل روتيني النفط الإيراني في المياه الدولية. وكان على طهران أيضًا أن تتعامل مع القوات الإسرائيلية التي هاجمت السفن الإيرانية في البحر الأحمر. ويمكن للحوثيين أن يساعدوا إيران في الرد على العمليات البحرية الأميركية والإسرائيلية. من خلال الشراكة مع الحوثيين للانتقام من سفن هذه الدول، يمكن لإيران أن تمنع البلدين من الاستيلاء على شحنات النفط والأسلحة الخاصة بها. والواقع أنَّ هذا التنسيق جار بالفعل. وكما قال قائد كبير في البحرية الأميركية لوكالة “أسوشيتد برس”، إنَّ إيران متورّطة بشكلٍ مباشر في الهجمات البحرية الأخيرة للحوثيين، بما في ذلك من خلال تمويل وإمداد وتدريب المقاتلين الذين نفذوا تلك الهجمات.

بالنسبة إلى إيران، إنَّ الشراكة مع الحوثيين تنطوي على مخاطر. لقد دفعت المواجهة المتوتّرة بين الحوثيين والولايات المتحدة المنطقة نحو حافة الهاوية، وهناك صقورٌ في واشنطن يحثّون إدارة بايدن على ضرب قوات وقواعد الحرس الثوري الإيراني. ومع ذلك، بعد عقود من الحرب في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لم ترتدع إيران: إذ تعتقد طهران أن التنازلات لواشنطن لن تؤدّي إلّا إلى مزيد من الضغوط الأميركية. وكما أعلن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في العام 2019، “كلّما قاومنا، حقّقنا نتيجة إيجابية”. إيران مستعدة للمضي قدمًا مع الحوثيين في البحر الأحمر، بغضِّ النظر عن المخاطر.

من الصعب التعامل معهما

الشراكة الحوثية-الإيرانية ليست أحادية الجانب. لدى الجماعة اليمنية أيضًا الكثير لتكسبه. تتوافق مساعي إيران لتعزيز قدراتها البحرية مع التطلعات العسكرية للحوثيين، ما يوفّر لهم ميزةً حاسمة في الحصول على المزيد من الدعم التقني والفعال من حيث التكلفة لقواتهم الرشيقة في مضيق باب المندب. وقد أثبت الحوثيون كفاءتهم في الاستفادة من قدرات إيران الباليستية والطائرات المُسَيَّرة المتوسِّعة، وتتوقع إيران أن تكون الجماعة فعالة بالمثل في تعزيز قدراتها البحرية.

ومن شأن وجود جيش حوثي أقوى أن يساعد الجماعة في الداخل. كلما تمكّن الحوثيون من استهداف السفن والأراضي الإسرائيلية، تمكّنوا من تعزيز مكانتهم بين اليمنيين. تحظى القضية الفلسطينية بشعبيةٍ كبيرة بين الشعب اليمني، ومن خلال تقديم أنفسهم كحليفٍ فلسطيني قوي، يكتسب الحوثيون المصداقية، بما في ذلك في المناطق الخارجة عن سيطرة الحوثيين. وهذا يساعد الجماعة على توسيع نفوذها، ويمكن أن يساعدها في الاستيلاء على بقية البلاد وتوحيدها. لذا هناك سبب وراء قيام الحوثيين بنشر مقاطع فيديو تم تحريرها بشكل أنيق لعملياتهم المؤيدة للفلسطينيين بشكل متكرّر.

تعكس هذه الاستراتيجية طريقة عمل الجمهورية الإسلامية خلال الثمانينيات. كان الشعب الإيراني مُعاديًا للولايات المتحدة وإسرائيل، ولذلك بعد انتصار الثورة الإيرانية، استخدم الثيوقراطيون الإيرانيون خطابًا مُناهضًا لأميركا ومؤيّدًا للفلسطينيين -طوال الحرب مع العراق- لتعزيز سلطتهم. واستخدمت إيران أيضًا هذه الأساليب لتصبح لاعبًا إقليميًا، مُستفيدةً من المظالم الأوسع تجاه خصومها لتشكيل تحالفاتٍ مع الجماعات المسلحة المحلية غير الحكومية. ويعتقد الحوثيون أيضًا أن تأطيرهم المؤيد للفلسطينيين وعملياتهم المناهضة لإسرائيل ستكسبهم شعبية واعترافًا دوليًا، خصوصًا في العالم العربي. ويؤكد قادة المجموعة أنه من خلال الضغط على إسرائيل والولايات المتحدة للموافقة على وقف إطلاق النار، فإنهم يفرضون ضغطًا كبيرًا على إرادة المجتمع الدولي.

بالنسبة إلى واشنطن، هناك طرقٌ قليلة جيدة لتقويض استراتيجية الحوثيين. ومن غير المرجح أن تؤدّي الضربات الانتقامية التي تشنّها الولايات المتحدة إلى إيقاف الجماعة؛ في الواقع، قد تؤدي إلى تمكينها، من خلال تغذية ادعاءاتها بأنها تقف في وجه إسرائيل ورعاتها. ويمكن أن تؤدي الهجمات الأميركية أيضًا إلى تصعيدٍ يجتاح المنطقة ويُسبّبُ أزمةً اقتصادية عالمية. ولهذه الأسباب، يُردّد بعض حلفاء الولايات المتحدة، مثل فرنسا، في تأكيد مشاركتهم في الهجمات. وقد رفضت المملكة العربية السعودية –الشريك الإقليمي الرئيس لواشنطن– الانضمام تمامًا. وطلبت الولايات المتحدة من الصين المشاركة في مبادرتها الأمنية. لكن على الرُغم من اعتمادها الكبير على البحر الأحمر في التجارة، فقد رفضت بكين ذلك. ونظرًا لتنافسها مع الولايات المتحدة، قد لا ترغب الصين في كبح جماح الهجمات في البحر الأحمر، والتي تصرف انتباه واشنطن عن العمليات في شرق آسيا. وحتى لو فعلت ذلك، فإنَّ الصين لا تتمتع بنفوذٍ كبير على “محور المقاومة” الإيراني المُتعدّد الأوجه.

في نهاية المطاف، فإنَّ أفضل طريقة للولايات المتحدة لمحاولة تحقيق الاستقرار في البحر الأحمر هي من خلال الديبلوماسية السريعة. وإذا تمكنت واشنطن من الضغط على إسرائيل لوقف قصف المدنيين الفلسطينيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، فإنَّ ذلك سيضعف الذريعة المباشرة لعمليات الحوثيين. وقد تكون الولايات المتحدة أيضًا قادرة على خفض التوترات من خلال الاستفادة من البنية التحتية الديبلوماسية الحالية في المنطقة -وهي مجموعة من قنوات الاتصال الرسمية وغير الرسمية بين الأطراف المتنافسة (مثل المحادثات التي تجري عبر سلطنة عُمان)- لدعم الهدنة السعودية مع الحوثيين. وبالمثل، ينبغي على واشنطن أن تعمل على الحفاظ على اتفاق الرياض مع طهران.

ويتعين على الولايات المتحدة أن تحاول احتواء صراعها المتنامي مع إيران أيضًا، وذلك من خلال إعادة النظر في التفاهم الذي كانت توصلت إليه مع الجمهورية الإسلامية قبل السابع من تشرين الأول (أكتوبر) وتحديثه. ووفقًا لهذا الاتفاق غير الرسمي، حدّت إيران من تقدّمها النووي وكبح جماح شركائها في المنطقة مقابل تخفيف العقوبات. ومع تطور البحر الأحمر إلى منطقة صراع عالمي محتملة طويلة الأمد، تحتاج إيران والولايات المتحدة إلى التواصل بشأن قواعد الاشتباك لمنع الاشتباكات المباشرة.

هذه خطوات قصيرة المدى لإدارة الصراع الإقليمي، تهدف إلى الحفاظ على الاستقرار حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. وأيًا كان الفائز، فسوف يحتاج إلى سياسة استباقية وشاملة تعترف بالأهمية المركزية للقضية الفلسطينية في الشرق الأوسط وتتناول الشراكة الحوثية-الإيرانية التي تُغَيِّر قواعد اللعبة في البحر الأحمر. ولكن حتى هذه السياسة لا بدَّ أن تقوم على ديبلوماسيةٍ لا هوادة فيها، بدلًا من الضربات العسكرية. تريد طهران من الحوثيين أن يُغرِقوا واشنطن في دائرةٍ من الغطرسة والإذلال، حيث تعمل الولايات المتحدة الجبارة على معاقبة الميليشيات المتشرذمة فقط لتنسحب في النهاية وذيلها بين ساقيها. بعبارةٍ أخرى، فإن الجمهورية الإسلامية والحوثيين ينصبان فخًّا لواشنطن، ويجب على المسؤولين الأميركيين ألّا يقعوا فيه.

  • محمد آية الله طبار هو زميل في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، وأستاذ مشارك للشؤون الدولية في كلية بوش للحكم والخدمة العامة بجامعة تكساس “إي أند أم”، وزميل في معهد بايكر للسياسة العامة بجامعة رايس. وهو مؤلف كتاب “فن الحكم الديني: سياسة الإسلام في إيران”.
  • يَصدُرُ هذا المقال بالعربية في “أسواق العرب” توازيًا مع صدوره بالإنكليزية في “فورين أفّيرز” الأميركية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى