مُعدّلات تُثير القلق في الأردن
بقلم كابي طبراني
في ظل الأجواء السياسية والإقتصادية المُلَبَّدة بكل أنواع الضغوط والمشاكل التي تخيّم على منطقة الشرق الأوسط، تسعى المملكة الأردنية الهاشمية جاهدةً إلى إحتواء التداعيات والعواقب على وضعها الداخلي قدر الإمكان.
مع ذلك، فقد أظهر تقريرٌ صدر حديثاً عن إدارة الإحصاءات في عمّان أن البطالة بين النساء في البلاد زادت بشكل ملحوظ في الربع الأول من هذا العام، حيث بلغت 33 في المئة، مُقارنةً مع نسبة 24.8 في المئة في الربع الأول من العام 2016. كما إرتفعت البطالة بشكل عام أيضاً في البلد من 15.8 في المئة خلال الفترة عينها في العام الفائت إلى 18.2 في المئة في العام 2017.
الواقع أن هناك عوامل عدة قد تسببت بهذا الإرتفاع غير العادي في معدلات البطالة، بما فيها الإضطرابات الإقليمية، وإنخفاض الصادرات، والتباطؤ الإقتصادي، وتدفق اللاجئين السوريين إلى المملكة، حيث يعمد الكثيرون منهم إلى العمل سراً في قطاع الإقتصاد غير الرسمي، وينافسون المواطنين الأردنيين على الوظائف في القطاع الرسمي.
وأكبر نكسة هي أن النساء يتحملن وطأة البطالة في البلد على الرغم من إستراتيجية التوظيف الوطنية في الأردن للفترة 2011-2020، والتي تدعو إلى سد الفجوة بين الجنسين في القضايا المتعلقة بالعمالة.
ويحدث هذا الأمر على الرغم من التفوّق الأكاديمي للطالبات في المدارس الثانوية والجامعات، والمعايير الإجتماعية الناشئة التي تُشجّع المرأة على البحث عن عمل من أجل تغطية نفقاتها الشخصية والمساعدة في تغطية نفقات أسرتها.
من جهتهم يُقدّم المحللون أنواعاً مختلفة من التفسيرات – أو بالأحرى الأعذار – بالنسبة إلى هذه الفجوة المتزايدة بين الجنسين في مجال العمالة، ولكن من المؤكد أن الظروف في البلد لم تتغير كثيراً بين عامي 2016 وهذا العام لتبرير سبب الفجوة المتزايدة بين الجنسين.
يجب أن يكون التباطؤ الإقتصادي على الأقل على المستوى الجزئي، إن لم يكن على المستوى الكلي، الذي يُسهِم في إرتفاع البطالة بشكل عام، ومن ثم بين النساء. ولذلك، فإن الحل يكمن في تحسين معدل التنمية الإقتصادية.
إن عدم الإستقرار الإقليمي لن ينتهي في أي وقت قريب، ولا يمكن للأردن أن ينتظر حتى يعود الهدوء إلى الشرق الأوسط لتحفيز إقتصاده. لذا لا بد من عمل شيء، الآن، من أجل النهوض بالإقتصاد الوطني.
وبخلاف ذلك، فإن البلد يخاطر بمواجهة زيادة مقلقة لعدد العاطلين من العمل من الشبان والشابات الساخطين الذين يُمكن أن يقعوا بسهولة فريسةً للجريمة والمخدرات والتطرف.