موسيقي يغوص في الدماغ البشري لمعرفة تطور الذكاء

صدر حديثاً كتاب “برنامج تطوير الذكاء – إكتشاف علمي حديث ” للمؤلف الموسيقي والمايسترو مأمون ضو حيث يتحدّث من خلاله عن رحلته في البحث عن العلاقة بين أصابع اليدين والدماغ لمدة 13 سنة منذ العام 1990 وحتى العام 2003.

بيروت – مازن مجوّز

يبداً كتاب “برنامج تطوير الذكاء – إكتشاف علمي حديث” لممؤلفه مأمون ضو بالإهداء ومن ثمّ تليه مقدّمة للدكتور العلامة الياس الباشا “عضو الهيئة البريطانيّة لجرّاحي الدماغ” التي أضافت صدقيّة علميّة للكتاب ومؤلفه، حيث يؤكّد الدكتور الباشا بأن الكاتب قام بإكتشاف علميّ حقيقي مبنيٍّ على البراهين العلميّة بحيث يمكن إعتباره أحد أنواع الطب الحديث إذ يقول: “الكاتب: وهو موسيقيٌّ بالأساس، إكتشف علاقة بين نسبة وقدرة أداة اليد ومكوّناتها، من أصابع مختلفة، بالنسبة للقدرات العقليّة والذهنيّة. ومن خلال برامج موسيقيّة مختلفة يعدّها خصّيصاً، يخضع لها الفرد، يجد تحسُّناً واضحاً وتدريجيّاً بواسطتهاً.
مضيفاً: ” هو علمٌ جديد… لا يتهجّم على الإنسان، ولا يسبّب له أيّ نوع من الأخطار. وعلى حسب خبرة الكاتب، توصّل في حالات عديدة إلى نتائج إيجابيّة، في حلّ بعض المشاكل التابعة لتقدّم التلاميذ، خاصّة في المجالات العلميّة، وعلى مستوى تحسين الذاكرة”.
المقدمة توحي لقارئها بأن ما بين يديه كتاب علميّ جاف موجّه للمتخصصين أو الطلاب في مجالات العلوم العصبية والفيزيولوجيّة والنفسيّة، حتى إذا ما إنتقل إلى توطئة الكاتب سيكتشف أنّ بين يديه مادّة مشوّقة للقارئ بغض النظر عن ميول هذا القارئ وما يستهويه من كتب.
نجح الكاتب في تقديم نصٍّ سردي لا يشعرك بوطأة القراءة وثقلها وبلغة أدبيّة ممتعة، وبواسطة تلك الميزتين يطوف بك في عوالم متعدّدة من العلوم العصبيّة والنفسية والموسيقيّة وحتّى الدينيّة والفلسفة عبر التاريخ مسترسلاً في إبراز المسوّغات التي أدّت به إلى الإعتقاد بأن ثمّة تأثيراً لأصابع اليدين العشرة على الدماغ، لا سيما العزف الموسيقي. ويقول في هذا الإطار: “ولمّا كان الإنسان هو الوحيد بين سائر الكائنات الذي منحه الله تلك القدرة على التحكّم بأصابع يديه العشرة، فالعزف يكون فعلاً متمـّماً للترقّي باتجاه الإنسان “العاقل الناطق”” معلّلاً ذلك بأنّ تقنيّات العزف الموسيقي لا تضاهيها تقانات أخرى في تحريك أصابع اليدين.
من ثمّ يستعرض الكاتب تطوّر النظرة إلى الدماغ البشري الذي كان قبل قرون مُحرّماً التعاطي معه كآلة بشريّة ويعرّج على علم الفراسة ومن ثم تطوّر المدارس الفلسفيّة في أوروبا التي أتاحت للعلماء بالتعاطي مع الدماغ كعضو بشري يمكن جراحته وإستكشافه والتي نشأت على أثرها علوم جديدة كالفيزياء البشريّة وعلم الأعصاب وعلم النفس مستعرضاً أهم المدارس في تلك العلوم.
بعد ذلك يغوص الكاتب في تشريح وتحليل الدماغ البشري مبرزاً المكانة الخاصة لأصابع اليدين في القشرة الدماغيّة، ويعقب ذلك تعريف بالخلايا الدماغية ومنتوجاتها البيوكيميائيّة وأثرها في السلوك البشري.
ويختتم المؤلف كتابه بالحديث عن نماذج من الطلاب الذين تعاطى معهم، وعددهم يزيد على المئة وخمسين طالباً، خلال مراحل إختبار إكتشافه والنتائج الباهرة التي جناها منهم ولهم، ليخرج بعدها بنظريّاته التطبيقيّة حول تطوير الذكاء، الذي يفاخر الكاتب بأنه البحث الوحيد اليتيم في العالم، إبان إجراء إختباراته، الذي درس العلاقة بين أصابع اليدين والعمليّات الدماغيّة وكانت النتائج الساطعة التي مكّنته من الإعلان عن إكتشافه العلميّ في تطوير الذكاء عبر تعليم البيانو، بناءً على منهج خاص وُضِع لهذه الغاية، موضحاً ومؤكّداً أن عزف البيانو فقط لا يؤدّي بالضرورة إلى تطوير الذكاء بمعزل عن المنهجيّة الخاصة ببرنامج تطوير الذكاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى