فيليب سالم في مي الريحاني: “سيِّدة نذرَتْ نفْسَها للُبنان الرسالة”

تَـمَّ في بيروت إِطلاقُ “جائزة مي الريحاني” في مؤْتمر صحافي عقَدَتْه في “مؤَسَّسةِ شارل قرم” مؤَسِّسَةُ الجائزة الكاتبة فَتِيحة بن منصور بدران، بحضور الشاعرة مي الريحاني وجمهورٍ نخبويٍّ.

تحدَّثَت في المؤْتمر مؤَسِّسةُ الجائزة فشرحَت مبادئها، تَلَتْها الدكتورة جنى مكْرم بيُّوض مُعلنَةً أَعضاء لجنة الجائزة: الدكتور فيليب سالم، القاضي الدكتور غالب غانم، السيِّدة حنينة كركلَّا، السيِّدة هيام صقر، الدكتور نبيل حيدر، الدكتورة جنى مكرم بيُّوض، الأُستاذ رمزي الريحاني، الدكتور كريستيان توتل، الأُستاذ عبدو صبّان.

وبعدما عرَضَ الدكتور كريستيان توتل معايير اسىتحقاق الجائزة، كانت كلمةُ الدكتور فيليب سالم، أَبرز فيها أَهمية هذه الجائزة في تشجيع الإِبداع اللبناني.

وختمت الاحتفال الشاعرة مي الريحاني شاكرة أَعضاء اللجنة على تأسيسها ونشاطها. 

وفي ما يلي كلمة الدكتور فيليب سالم بكاملها.

الْتزام برسالة لبنان

“صداقتُنا عمرها بضْع سنوات. لكنني أَشعُر أَنني أَعرفها طيلة حياتي. جمَعَنا حبُّنا للبنان، وجمَعَنَا حبُّنا للأَهل والأَصدقاء في لبنان، وجمَعَنَا التزامُنا العميق برسالة لبنان ومعناه.

وقبل أَن أَتكلَّم عن مي الريحاني رائدة الإِبداع اللبناني، أَودُّ أَن أُلقي الضوء على مساحةٍ مهمَّة من فكرها. ففيما عبر أَمين الريحاني بلبنانيته إِلى العالم العربي، عبَرَت ميّ إِلى العالم كلِّه بدعمها المرأَةَ أَينما كانت. فالتحدي الأَساسي ليس المساواة بين المرأَة والرجل في الحقوق، بقدْرِما هو كيف تَصنع من المرأَة والرجل إِنسانًا جديدًا. التحدي هو في خلْق مناخ جديد يسمح للطاقات الدفينة في الإِنسان أَن ترتقي به إِلى فوق. وهنا السرُّ الكبير: كل إِنسان، كائنًا مَن كان، قادرٌ على الإِبداع. إِن أَعظم عالِم فيزيائي في القرن الحادي والعشرين كان رجلًا مُعاقًا جسديًّا.

نموذجُ التعدُّدية الحضارية

نعود إِلى لبناننا الذي نحبُّه حتى الثمالة، ونقول: لم تكن عظَمة لبنان يومًا بكيانه السياسي، بل كانت ولا تزال في كيانه الحضاري. هذه الحضارة المميَّزة في الشرق والمميَّزة في العالم. هذه الحضارة التي جعلَت من لبنان وطنَ الرسالة. هنا في هذه البقعة من الأَرض تعانق المسيحيةُ الإسلامَ. وهنا في هذه البقعة من الأَرض تعانق حضارةُ الشرق حضارةَ الغرب. وحدَه لبنان في هذا الشرق نموذج للتعدُّدية الحضارية. وهنا تعيش الحرية. الحرية التي هي بوابة الحضارة. البوابة إِلى الإِبداع. من دونها لا يكون إِبداع ولا تكون حضارة. من أَجلها صُلب الكثيرون ومات الكثيرون. من دونها لا يكون لبنانُ لبنانَنا. هنا يعيش الشعب العنيد المتمرِّد على الصعاب والقادر على الصمود. خمسون سنة من الحروب… يقتُلونه كل يوم، ولكنه يرفض أَن يموت. لو حصل في نيويورك ما حصل في بيروت، لَما بقي شخص واحد يعيش فيها. هنا شعب يؤْمن بثقافة الحياة لا بثقافة الموت. نحن نحيا لنُبدع، لنقدم شيئًا للبنان، شيئًا للعالَم. نحن شعب يرفض الخضوع للإِحباط. في عمق آلامنا كانت فيروز والأَخوان رحباني يصدِّرون الفرح إِلى العالَم.

سيِّدة نذرت نفسها للبنان

نحن اليوم في حضرة سيِّدةٍ نذرَت نفسها للبنان الرسالة. سيِّدة تعيش في قلب لبنان. وكلَّما جاءت إِلى هنا، تعانق الأَرض وتملأُ المكان محبةً وفرحًا. إِنَّ جائزة باسمها تَرفع مَن يستحقُّها إِلى فوق. ونحن هنا لنَضُمَّها بالمحبة، لنغمُرها بالوفاء لِما قدمَتْه إِلى هذا الوطن. نحن هنا لنقف إِلى جانبها في الدفاع عن لبنان.

ليباركْها الله ويعْطِها من نوره”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى