مئوية “النبي” في الجامعة اللبنانية الأَميركية LAU
هنري زغيب*
لا أَعرف مؤَسسةً علْميةً أَكاديميةً جليلةً قامت في مئوية كتاب “النبي” ما قامت به الجامعة اللبنانية الأَميركية LAU، بتنظيمها عبْر “مركز التراث اللبناني” فيها، مؤْتمرًا دُوَليًّا استثنائيًّا دعت إِليه في حرَم الجامعة – بيروت، نخبةَ محاضرين لبنانيين وأَجانب اختصاصيين بجبران وتحديدًا بكتاب “النبي”.
تشكَّل المؤْتمر من خمس جلسات أَكاديمية نقاشية انتهت بقراءات مُمَسْرَحة من هذا الكتاب الخالد.
فماذا ضمَّ هذا المؤتمر الكبير؟
في الجلسة الافتتاحية كلماتٌ لرئيس الجامعة الدكتور ميشال معوّض والدكتور فيليب سالم (هيوستن) والشاعرة مي الريحاني (واشنطن)، وعرض فيلم قصير من وحي “النبي”.
في الجلسة الأُولى تحدَّث المحامي والكاتب أَلكسندر نجار عن ظُروف ولادة “النبي”، وعرضَ مدير متحف جبران في بشري جوزف جعجع ظروف “النبي” في المتحف.
في الجلسة الثانية كشف الباحث الإيطالي فرنشسكو ميديتشي “وثائق مجهولة عن جبران الناشط السياسي” في عصره، واستعرض الباحث البلجيكي فيليب ماريسيل “الفروقات والتغييرات الجبرانية المختلفة في طبعات النبي”.
في الجلسة الثالثة تحدَّث الدكتور عدنان حيدر (من جامعة أَركنصا الأَميركية) عن “معنى المعنى في تقْنية الترجمة – كتاب “النبي” نموذجًا”، وروَت الباحثة البلغارية مايا تسينوفا تجربتها “أَمام حضرة جبران بين رفوف مكتبته داخل في متحفه في بشرّي”.
في الجلسة الرابعة بحثَت الدكتورة نجوى نصر عن “نبي جبران وأَنبياء في لغات”، وفصَّلَت الدكتورة مايا الحاج تحديات الترجمة الأَدبية – ترجمة “النبي” نموذجًا، وكشفَت الباحثة سُهى حداد عن “خيط الحرير الأَبيض بين جبران ونعيمة”.
في الجلسة الخامسة تحدَّثَت الدكتورة إِيمان درنيقة عن “فن جبران فضاء للاندماج الثقافي” وعرض الباحث فادي بلهوان رسومًا ومخططات وضعها خصيصًا من وحي عبارة جبران “غاية الحياة الاستمتاع بالجمال”.
وختامًا انتقل الحضور إِلى مسرح غولبنكيان في حَرَم الجامعة لمشاهدة عرض قراءات مسرحية من الترجمة الجديدة، أعدَّتْهُ وأَخرجته لينا خوري، بأَداء الممثل الكبير رفعت طربيه وَحَوله مجموعة من طلَّاب المسرح في الجامعة، مع مرافقة موسيقية حية على المسرح بإِعداد وتأْليف من إِيلي برَّاك. وفي نهاية العرض تمَّ توزيع “النبي” بترجمته الجديدة هديةً للمشاهدين.
إِنه عملٌ جليل في مئوية جليلة لكتابٍ جليل. وما ترجمتي الجديدة كتاب “النبي” إِلَّا احتفاءً بهذه المناسبة الكبرى التي تُثْبِتُ أَن الجامعة الراقية لا تزال الواحةَ الوُثقى التي إِليها ترتقي الأَعمال الخالدة الكبرى لتكون على مستوى لبنان الوطن الخالد، وها هي LAU احتفلَت بمئوية “النبي” على مستوى جبران العالَمي الذي ذاق شهرةً عالَمية على حياته، وحين دنا من غروبها أَعلَنَ في صوت جهير: “لو لم يكُن لبنان وطني لاتخذْتُ لبنان وطني”. وفي هذا القول ما يدلُّ على أَن لبنان الوطن المبدع هو هو الخالد على مر الزمان.
- هنري زغيب هو شاعر، أديب وكاتب صحافي لبناني. وهو مدير مركز التراث في الجامعة اللبنانية الأميركية. يُمكن التواصل معه عبر بريده الإلكتروني: email@henrizoghaib.com أو متابعته على موقعه الإلكتروني: www.henrizoghaib.com أو عبر تويتر: @HenriZoghaib