آنّي إِرنو: لهذا نالت جائزة نوبل (3 من 3)

آنّي وعريسُها يوم العرس (1964): زواج لم يدُم

هنري زغيب*

في الجُزءِ الثاني من هذا المقال عرضتُ ملخَّصًا لأَربعة عشر كتابًا من نتاج الفائزة بـ”نوبل الأَدب” 2022 الكاتبة والروائية الفرنسية آنّي إِرنو Annie Ernaux (82 سنة)، وفي هذا الجزء الثالث الأَخير أُوجز أَحد عشر كتابًا لها، وستة كتُب صدرَت عنها، ما يشير إِلى أَهمية هذه الكاتبة في الأَدب الفرنسي المعاصر، وما تتركه آثارها من أَثر عميق استحقَّت بجدارة أَن تنال بفضله جائزة نوبل.

آني في السادسة مع والدها: ستختلف معه في صباها
  1. الحياة الخارجية 1993-1999 (منشورات غاليمار 2000): يُمكن تلخيص هذا الكتاب بعبارة من الكاتبة ذاتها: “عندما أُعيد قراءة هذه الصفحات، أَنتبه إِلى أَنني أَغفلتُ كثيرًا من المشاهد والوقائع حتى ليبدو لي كأَنني لم أَكُن أَنا مَن كتَبَتْها. إِنها كبصمات الزمن والتاريخ، مقتطفات من نص نكتبه جميعنا فيما نعيش حياتنا”.
  2. الحدَث (منشورات غاليمار 2000): أَيضًا تختصره هذه العبارة من الكاتبة: “منذ سنواتٍ أَدور حول هذا الحدَث في حياتي، وهو إِجهاض قسْريّ أَغرقني في حالة مُمِضَّة لا تعبير يتسع لها ولا أَفكار تحيطها، كأنما الكلمات تهرب مني فلا أَلتقطها لأَكتبها بل تتحوَّل كلَّ لحظة أَمامي إِلى شعور بالعنف”.
  3. لم أَخرج من ليلتي (منشورات غاليمار 1997): نص طويل سردت فيه الكاتبة سيرة والدتها منذ بدء إِصابتها بمرض الأَلزهايمر وكيف تبدَّلَت أَحوالها بعدذاك تدريجًا بعدذاك حتى وفاتها.
  4. الخجَل (منشورات غاليمار 1997): عن الكاتبة إِقرارُها بأَنْ “كانت تجتاحني دائمًا رغبةُ وضع كتُب لا أَتحدَّث عنها عند صدورها كي لا أَحتمل نظرة الآخرين إِليها. ولكن الخجل كان دومًا يحمل إِليّ الشعور بوضع كتاب قد لا يكون على مستوى ما كتبْتُ قبله؟”
  5. يوميات الخارج (منشورات غاليمار 1993): كتبَت فيه إِرنو: “بين 1985 و1992 كتبتُ عن مشاهد وكلمات دوَّنتُها من رحلاتي في القطار السريع، أَو من الناس في السوق، رغبة مني في الإِبقاء على عبارات من هذا العصر يتداولها ناس لا نراهم إِلَّا مرة واحدة في العمر، إِنما يتركون فينا شعورًا بالغضب أَو الأَلم أَو الذكريات”.
  6. شغف بسيط (منشورات غاليمار 1991): قصة امرأَة تسرد مغامرتها المجنونة طيلة سنة كاملة مع رجل متزوِّج.
  7. امرأَة (منشورات غاليمار 1989): حاولت فيه الكاتبة استرجاع وجه والدتها وحياتها منذ وفاتها سنة 1986 إِثر مرض الأَلزهايمر الذي أَنهك ذاكرتها وشخصيتها وجسدها.
  8. المرأَة المتجمِّدة (منشورات غاليمار 1987): تستذكر الكاتبة طفولتها ودخولها الصعب سنَّ النُضج فيما تغالبُ مراحل الزواج والأُمومة. الكتاب نص سيرة ذاتية حول الحمْل الثقيل على نساء جيلها الممزَّقات بين البيت الزوجي والعالَم الخارجي.
  9. المكان (منشورات غاليمار 1986): سيرة ذاتية تعود بها الكاتبة إِلى أُسرتها المتقشفة منذ طفولتها فصباها فمراهقتها، وتحاول ملْءَ فراغ أَحدثه شرخٌ بعيدٌ بينها وبين والدها. وفي نهاية الكتاب ملف خاص لوالدها في وضعه الاجتماعي.
  10. الخزائن الفارغة (منشورات فوليو 1984): سيرة الكاتبة حين كانت طالبة في كلية الآداب، وما عانته من معاكسات أَهلها واتهامهم إِياها بجميع أَنواع النقائص والعيوب حتى بُلُوغها كُرهها إِياهم، ومواجهة الحياة وحدها، وخصوصًا عبورها وحيدةً تجربة الإِجهاض القسري بمرارتها وصعوبتها القاتلة.
  11. ما يقولونه أَو فلا شيء (منشورات غاليمار 1977): سيرة فتاة مراهقة تحاول التواصل مع السوى، وفهْم ما يجري حولها. لكنها تصطدم بأَنها، لا في لغة أَهلها ولا في لغة الطالب الذي أَحبَّته في الجامعة، ولا في الكتب التي قرأَتْها، لم تجد أَجوبة عن تساؤُلاتها حول واقع ما تعيشه. لذا عادت فانكفأَت إِلى عالم وحدتها المريرة.
    آني في الثامنة عشرة مع والدتها قبل إصابتها بالأَلزهايمر

عنها

هذا الأَعلاه كان ثبْتًا موجزًا لأَهم المؤَلفات التي وضعتْها آنّي إِرنو وعليها استحقَّت جائزة نوبل. لكن لها حياةً مليئةً بمسيرة فنية وأَدبية صدرت عنها مؤَلفات وضعَها عنها خبراء أَو عارفون، بينها هذه الكتب الستة:

  1. آنّي إِرنو (كتاب جماعي بإِشراف بيار لويس فور – منشورات هيرن 2022): مقالات نقدية عن كتابات إِرنو وحوارات معها، في خارطة أَدبية وسوسيولوجية وتاريخية ونفسانية لهذه الكاتبة الغزيرة النتاج من خلال مؤَلفاتها وما تحويه من مواضيع شخصية وخاصة وحميمة. وفي الكتاب نصوص جديدة غير منشورة سابقًا، معظمُها مستلٌّ من اليوميات الحميمة في دفاتر الكاتبة.
  2. آنّي إِرنو: زمَن الذاكرة (منشورات ستوك 2014): نصوص حلقة دراسية عن مؤَلفات آنّي إِرنو (بإِدارة فرانسين بِسْت، برونو بْلاكمان، وفرانسين بورت) جرَت في مدينة سُوريزي (شماليّ فرنسا) بين 6 و13 تموز/يوليو 2012، تناوَل فيها الباحثون إِسهامات إِرنو في الأَدب والفلسفة والتاريخ والجماليا والسوسيولوجيا عبر نصوصها في مواضيع متشعبة كالزمن والذاكرة وتطور الفئات الاجتماعية، وحوادث الذل والإِذلال، ومشاكل التراتبيات الثقافية، ووضع المرأَة في المجتمعات المغلقة. وفي ختام كل محاضرة حوار ونقاش حولها مع الكاتبة.
  3. آنّي إِرنو والالتزام (منشورات ميتيس 2012): أربع دراسات وضعها توماس هانْكِلِر ومارك هنري سوليه حول المنحى السوسيولوجي في مؤَلفات إِرنو، وحول تقاطع كتاباتها مع دُرَب أَدبية واجتماعية وفكرية متنوعة، بما أَغنى الفكر النقدي الأَدبي.
    كتابُها الشهير “شغف بسيط” (1991)
  4. آنّي إِرنو: الضياع في كتابة الذات (منشورات كلينشييك 2011): مجموعة مداخلات ودراسات قصيرة بإِشراف دانييلَّا باجوميه وجولييت دُور، كانت محور ندوة أَقامتها جامعة لياج (بلجيكا) حول أَعمال آنّي إِرنو، تشكَّلت من محاور عدة بينها: المتخيَّل بين الانتماء والانسلاخ، وعلاقتهما بين الماضي والحاضر، ومسأَلة البيئة الاجتماعية الحاضنة بين الحميم والشخصي.
  5. آنّي إِرنو وشاعرية التجاوُز (منشورات بيتر لانغ الجامعية 2009): دراسة مستفيضة عن آنّي إِرنو من خلال كتاباتها الصحافية ومؤَلفاتها في السيرة الذاتية وأَحاديثها إِلى الصحافة، وبحث موسَّع في ما لديها من أَوجه متعدِّدة للحدود بين الــ”أَنا” و”الآخَر”، وبين مختلف الأَنواع الأَدبية والطبقات الاجتماعية والرموز الثقافية والأَبعاد المتتالية في أُسلوبها بين نوع أَدبي وآخَر.
  6. آنّي إِرنو بصيغة المتكلِّم (منشورات ستوك 2005): دراسة بالإِنكليزية وضعتْها جاكلين توماس وترجمَتْها إِلى الفرنسية دولِّي ماركِت، حول مجموع أَعمال إِرنو وتطوُّرها ومواضيعها الرئيسة وحجْمها الأَدبي من خلال كتابة السيرة الذاتية، وانتشارها بين القرَّاء من خلال رسائلهم إِليها وإِقبال الجامعيين والصحافيين الفرنسيين على قراءَتها.
  • هنري زغيب هو شاعر، أديب وكاتب صحافي لبناني. وهو مدير مركز التراث في الجامعة اللبنانية الأميركية. يُمكن التواصل معه عبر بريده الإلكتروني: email@henrizoghaib.com أو متابعته على موقعه الإلكتروني: www.henrizoghaib.com أو عبر تويتر: @HenriZoghaib
  • يَصدُر هذا النص في “أَسواق العرب” (لندن) تَوَازيًا مع صُدُوره في “النهار العربي” (بيروت).

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى