مؤتمر جبران الدولي الخامس في باريس
شهد معهد العالم العربي في باريس انعقادَ المؤتمر الدولي الخامس للدراسات الجبرانية بتنظيم “مركز التراث اللبناني” في الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) تعاوُنًا مع كرسي جبران خليل جبران في جامعة ميريلاند الأميركية، بحضور سفيرة لبنان في اليونسكو سَحَر بعاصيري وجمهور من الـمثقفين متابعي جبران.
جلسة الافتتاح كانت مع مدير المركز هنري زغيب مضيئًا على دور المركز في عقد مؤتمرات وإصدار منشورات وإحياء أنشطة تُبرز حضور التراث اللبناني في وطنه وفي العالم، وهذا هو خامس مؤتمر دولي يعقده عن جبران بعد الثالث في بيروت والرابع في نيويورك. ثم تحدثت مديرة كرسي جبران مي الريحاني عن أهمية المرأة في حياة جبران ومؤلفاته، من أمه كاملة رحمة إلى ماري هاسكل إلى مي زيادة.
الجلسة الأولى كانت لروحانيات جبران تناول فيها ألكسندر نجار أهمية جبران كاتبًا ورسامًا حلوليًّا مؤمنًا بوحدة الوجود، وتحدث دانيال لارانجيه (فرنسا) عن تأثير الفلسفة الإرتقائية على كتابات جبران، وعرض جاد حاتم أثر الصوفية في نصوص جبران تركيزًا على مقطوعته “إِرَم ذات العُمُد”، وختم الجلسة الأب خليل شلفون متناولًا حضور يسوع في عقيدة جبران ومؤلفاته.
الجلسة الثانية تخصصت بأثر جبران في العالم العربي وعصر النهضة، تناول فيها بطرس حلّاق (سوريا) الرهان الوُجودي في أدب جبران، وبحث عيسى مخلوف في معالم جبران الإصلاحية، فيما عرضت إليزابيت سايلور (الولايات المتحدة) مسألة الواقع السياسي في قصص جبران القصيرة، وختمت مريم بوغَشيش (الجزائر) بعرضها حضور مؤلفات جبران في دول المغرب العربي.
الجلسة الثالثة كانت البحث في الترجمات التي لحقت بمؤلفات جبران، تناول فيها عبدالله نعمان إشكالات الترجمة والتخبُّط الذي عرفته ترجمات عدة لمؤلفات جبران، وعرض فرنشيسكو ميديتشي (إيطاليا) بلوغ ترجمات كتاب “النبي” 111 لغة في العالم بين اللغات المكتوبة وتلك المحكية ولو في اللغة الواحدة.
وتخللت الجلسات قراءات من نصوص جبران (“المواكب”، “النبي”) تولَّاها المسرحي الفرنسي هامو غْرايا.
ثم كانت في الختام مفاجأة المؤتمر بمشاركة كيتلين تواين، حفيدة شارلوت تيلر التي كانت صديقة جبران في فترته النيويوركية الأولى (1911-1912) فكشفت جديدًا من تلك العلاقة التي أثمرت رسم جبران وجوهًا عدةً لتلك السيدة الأديبة التي شُغف بها كثيرًا وكانت كذلك صديقة لأمين الريحاني.