عالمٌ يَتَفَكَّك: صراعُ القوى الكُبرى ونهايةُ وَهمِ النظام الدولي (4 من 4)
من اليمن إلى السودان، لم تَعُد الصراعات حروبًا محلية معزولة، بل حلقات مُترابطة في سباقِ نفوذٍ إقليمي مُحتدم. في قلب هذا المشهد، يتحوّل القرن الأفريقي إلى ساحةٍ مفتوحة لتصفية الحسابات، حيث تتقاطعُ المصالح الدولية وتُدفع الشعوب ثمنًا باهظًا لصراعات الآخرين.

(الحلقة الرابعة والأخيرة)
من اليمن إلى الخرطوم: كَيفَ تَحَوَّلَ القرنُ الأفريقي إلى مَسرَحِ صراعٍ مَفتوح
الدكتور سعود المولى
لم تكن الحلقات السابقة سوى فصولٍ مُتتالية في قصةٍ واحدة تتجاوز حدود الدول وتتشابك عبر البحر الأحمر والقرن الأفريقي. فمن اليمن، حيث تتقاطع حسابات النفوذ الإقليمي، إلى السودان، الذي تحوّل إلى ساحةِ صراعٍ بالوكالة، تتكشّف صورةٌ أوسع لحربٍ مفتوحة تُدارُ على خرائط الآخرين وتُخاضُ على أرض الشعوب. وفي هذا الفصل الأخير، يبلغ هذا التشابك ذروته، حيث تلتقي المنافسة السعودية–الإماراتية بالمأساة السودانية في أخطر اختبار لاستقرار المنطقة.
في هذا السياق المتشابك، كثّفت المملكة العربية السعودية تحرّكاتها الديبلوماسية في القرن الأفريقي، في محاولة لإعادة الإمساك بخيوط التوازن الإقليمي ودعم مسارات السلام في السودان. فقد استضافت الرياض سلسلةَ لقاءاتٍ رفيعة المستوى شملت رئيسَي إريتريا والسودان، إلى جانب كبير مستشاري الولايات المتحدة للشؤون الأفريقية مسعد بولس، في إطار مساعٍ لتعزيز الشراكات الثنائية ودعم الجهود الدولية الرامية إلى احتواء الحرب السودانية. وجاء لقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الإريتري أسياس أفورقي في العاشر من كانون الأول (ديسمبر) ليعكس هذا التوجه، حيث ناقش الجانبان تطوّرات حوض النيل والقرن الأفريقي والبحر الأحمر، وسط دعوات إريترية لدورٍ سعودي أكثر فاعلية في ترسيخ الاستقرار الإقليمي، لا سيما في ظل تصاعد التوترات بين إريتريا وإثيوبيا واستمرار الحرب في السودان. ولاحقًا، لمَّحَ أفورقي صراحةً إلى مناقشة الجهات الخارجية الداعمة لقوات الدعم السريع، في إشارة فُهِمَت على نطاقٍ واسع على أنها تستهدف دولة الإمارات وربما أطرافًا إقليمية أخرى.
وبعد أيامٍ قليلة، استضافت الرياض رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، في لقاءاتٍ شملت ولي العهد ووزيرَي الخارجية والدفاع ومستشار الأمن القومي السعودي، ما أكد استمرار الدعم السياسي السعودي للمؤسسة العسكرية السودانية، سواء بشكل مباشر أو ضمن إطار جهود السلام الرباعية التي تقودها الولايات المتحدة بمشاركة مصر ودولة الإمارات. وتكتسبُ هذه اللقاءات دلالةً إضافية في ضوء العلاقات الوثيقة بين السودان وإريتريا، والتي شملت تسهيلات لوجستية وشحنات أسلحة يُرجّح أنها تضمّنت طائرات مُسَيَّرة لصالح الجيش السوداني.
في موازاة ذلك، سافر كبير مستشاري الولايات المتحدة للشؤون الأفريقية، مسعد بولس، إلى الرياض في محاولةٍ لإعادة ترميم علاقته المتوتّرة مع البرهان، والتي كانت إحدى العقبات الرئيسة أمام تقدُّم مبادرة السلام الرباعية. فقد اتهم البرهان واشنطن بالانحياز لقوات الدعم السريع والإمارات، ورفض علنًا مسار الحوار المقترح، بعد تسريباتٍ عن خارطة طريق اعتبرها الجيش السوداني مختلّة في توازنها. وجاءت لقاءات بولس مع المسؤولين السعوديين في ظل تصاعد تقارير عن زيادة شحنات الأسلحة الإماراتية إلى إثيوبيا، وهو ما أضفى بُعدًا إقليميًا أكثر تعقيدًا على الصراع.
وتكشفُ بيانات تتبُّع الرحلات الجوية عن شبكةٍ واسعة من الشحنات العسكرية المُرتبطة بالإمارات، شملت عشرات الرحلات بطائرات شحن من طراز” IL-76″ إلى إثيوبيا وشمال الصومال وليبيا، عبر شركات طيران سبق تورّطها في عمليات نقل أسلحة خلال نزاعات سابقة، بما في ذلك حرب تيغراي. وتشير هذه المعطيات إلى منظومة إمداد عابرة للحدود، استُخدِمَت لنقل أسلحة إلى قوات الدعم السريع عبر قواعد خلفية قرب تشاد وليبيا، مع اعتماد أساليب إخفاء متكررة، مثل تعطيل أجهزة التتبُّع لتضليل مسارات الرحلات.
ولا تقتصرُ تداعيات هذه الشبكة على السودان وحده، إذ تتقاطع مع توتّرات متصاعدة بين إثيوبيا وإريتريا وجبهة تحرير شعب تيغراي. فقد اتهمت القوات المسلحة السودانية إثيوبيا بتقديم دعم عسكري واستخباراتي لقوات الدعم السريع، بما في ذلك المدفعية وأجهزة التشويش، والسماح باستخدام أراضيها كعمق لوجستي محتمل. وفي المقابل، تنفي أديس أبابا هذه الاتهامات، في وقت تشهد علاقاتها مع إريتريا تدهورًا متسارعًا منذ اتفاقية بريتوريا، وسط حشود عسكرية متبادلة وتهديدات صريحة باستخدام القوة للسيطرة على منفذ بحري على البحر الأحمر.
وفي خلفية هذا المشهد، يتبلور التنافس السعودي–الإماراتي كجُزءٍ من صراع نفوذ أوسع يمتد عبر البحر الأحمر إلى اليمن. فاستمرار دعم الإمارات لقوات الدعم السريع فاقم التوتر مع الرياض والقاهرة، اللتين تنظران إلى استقرار السودان كمسألة أمن قومي. وقد ردّت السعودية على المكاسب الميدانية الأخيرة لقوات الدعم السريع بتكثيف ضغوطها الديبلوماسية، بما في ذلك طلب تدخل أميركي مباشر، وهو ما تُرجِمَ لاحقًا بتصعيد الضغط السياسي على أبوظبي. غير أنَّ هذا المسار تزامن مع تحركات إماراتية موازية في جنوب اليمن، حيث عزّز المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من أبوظبي، سيطرته على مناطق كانت خاضعة لوكلاء السعودية، مُهددًا اتفاق تقاسم السلطة الهش، ومضيفًا بُعدًا جديدًا لاحتمالات التصعيد الإقليمي المتقاطع بين السودان واليمن.
مأساة السودان
تستمر الحرب الوحشية في السودان منذ أكثر من عامين ونصف، مما أدى إلى نزوح الملايين ومقتل ما يزيد عن 150 ألف شخص، ما يجعلها من بين أكثر الصراعات دموية في العالم اليوم.
في كانون الأول (ديسمبر) 2025، بدا أنَّ قوات الدعم السريع تحقّق مكاسب، حيث سيطرت على حقل نفط رئيس في وسط السودان وأجبرت القوات المسلحة السودانية على التراجع في مدن رئيسة غرب البلاد. لكن القتال شهد مدًّا وجزرًا طوال فترة الحرب، حيث تبادلت القوى المتحاربة السيطرة على أجزاء من البلاد مرات عدة.
هنا موجز مكثّف لفهم ما يجري والخسائر التي تكبدها الشعب السوداني.
1- القوات العسكرية المشاركة: يتمحور الصراع العسكري في السودان حول طرفين رئيسيين هما القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. فالقوات المسلحة تمثل الجيش النظامي للدولة، وقد اضطلعت قبل اندلاع الحرب الأهلية بمسؤوليات حماية الحدود، والدفاع عن البلاد في مواجهة التهديدات الخارجية، إضافة إلى حفظ الأمن الداخلي. وفي نيسان (أبريل) 2023، قُدّر عديد الجيش بنحو مئتي ألف جندي، ما جعله العمود الفقري للمؤسسة العسكرية الرسمية.
في المقابل، تُعد قوات الدعم السريع تشكيلًا شبه عسكري ذي طبيعة مختلفة. فقد أُنشئت عام 2013 لمواجهة الجماعات المتمردة، لكنها تعود في جذورها إلى ميليشيا الجنجويد سيئة السمعة، التي ارتبط اسمها دوليًا بانتهاكات جسيمة خلال حرب دارفور بين العامين 2003 و2005، شملت القتل خارج نطاق القانون وجرائم العنف الجنسي. ومع إعادة تسميتها إلى قوات الدعم السريع، تحولت هذه القوة تدريجًا إلى ذراع أمنية شخصية للرئيس السابق عمر البشير، قبل الإطاحة به في العام 2019.
وعقب سقوط نظام البشير، دخلت قوات الدعم السريع في شراكة مؤقتة مع الجيش، تُوِّجَت بالمشاركة في انقلاب عام 2021 ضد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك. غير أنَّ هذا التحالف لم يلبث أن تفكك، إذ سرعان ما تفجّر صراعٌ على السلطة بين الطرفين، تُغذّيه خلافات عميقة حول مستقبل الحكم في البلاد، ولا سيما مسألة دمج قوات الدعم السريع داخل الجيش النظامي. ومع اندلاع الحرب الأهلية في العام 2023، كانت قوات الدعم السريع قد نجحت في حشد ما يقارب مئة ألف مقاتل، ما منحها وزنًا عسكريًا مستقلًا في موازين الصراع.
وإلى جانب هذين الطرفين الرئيسيين، انخرطت قوى مسلحة أخرى في النزاع، إما دعمًا لقوات الدعم السريع أو إلى جانب القوات المسلحة السودانية. ومن أبرز هذه القوى الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، التي اصطفّت إلى جانب قوات الدعم السريع، في مقابل حركة العدل والمساواة التي أعلنت ولاءها للجيش، ما أضفى على الصراع طابعًا أكثر تعقيدًا وتشابكًا.
2- القادة الرئيسيون: يقود القوات المسلحة السودانية الفريق أول عبد الفتاح البرهان، القائد العسكري الأعلى في البلاد ورئيس الدولة الفعلي. تدرَّجَ هذا العسكري المخضرم في الرتب حتى وصل إلى رتبة قائد إقليمي في العام 2008، ثم رُقّي بعد عقد من الزمن إلى منصب رئيس أركان الجيش. بعد الإطاحة بالبشير في العام 2019، عُيّن البرهان رئيسًا للمجلس العسكري الانتقالي، ثم الهيئة المدنية العسكرية التي خلفته والمعروفة باسم المجلس السيادي. وبصفته رئيسًا للمجلس السيادي، شغل البرهان أعلى منصب في البلاد. وقد تضرّرت سمعته جراء هجمات جيشه على المدنيين في دارفور مطلع العقد الأول من الألفية الثانية؛ واتهم مؤخرًا، باعتماده على دعم الجماعات الإسلامية. كان محمد حمدان دقلو، المعروف أيضاً باسم “حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع، الرجل الثاني في قيادة البرهان. وُلد حميدتي لعائلة فقيرة استقرت في دارفور، وكان جُزءًا من ميليشيا الجنجويد التي نشرها الرئيس البشير لسحق المقاومة غير العربية في غرب البلاد. وبعد أن أصبح قائدًا للجنجويد قبل أن يتولى قيادة قوات الدعم السريع، اكتسب حميدتي سمعة القائد القاسي الذي أثارت أساليبه الوحشية استياء بعض زملائه الضباط.
3- الأسلحة والتمويل: على الرغم من أنَّ القتال انحصر إلى حد كبير داخل حدود السودان، إلّا أنه يُغذّى من خارج البلاد. وفي هذا السياق، أفادت منظمة العفو الدولية أنه على الرُغم من حظر الأسلحة المفروض منذ عقود من قبل مجلس الأمن الدولي، فقد استخدم كلا طرفي النزاع أسلحة ومعدات حديثة الصنع من الصين وروسيا وتركيا والإمارات العربية المتحدة.

اتهمت الحكومة السودانية الإمارات العربية المتحدة بتقديم مساعدات عسكرية لقوات الدعم السريع، التي اتُّهِمت بدورها باستخدام الإمارات في تهريب الذهب غير المشروع. إضافةً إلى تقديم المساعدات العسكرية، وُجّهت اتهاماتٌ إلى الإمارات العربية المتحدة بتقديم دعمٍ اقتصادي لقوات الدعم السريع. في كانون الثاني (يناير) 2025، فرضت إدارة جو بايدن عقوباتٍ على سبع شركاتٍ مقرها الإمارات تُموّل حميدتي. وقدّمت السعودية، التي تعتبر السودان حليفًا لمواجهة النفوذ الإيراني الإقليمي، دعمًا ماليًا للقوات المسلحة السودانية. في تشرين الأول (أكتوبر) 2025، أعلنت الحكومة السودانية المدعومة من القوات المسلحة أنَّ السعودية تعتزم استثمار 50 مليار دولار أميركي إضافية في السودان، إضافةً إلى 35 مليار دولار استثمرتها سابقًا. وقدّمت مصر، المتحالفة مع البرهان في نزاعٍ مع إثيوبيا حول سد النهضة الإثيوبي الكبير، طائراتٍ حربية وطيارين للقوات المسلحة السودانية. في الوقت نفسه، قدّمت كلٌّ من إيران وروسيا دعمًا للحكومة السودانية. ويُعتقد أنَّ إيران، التي جدّدت علاقاتها الديبلوماسية مع السودان في تشرين الأول (أكتوبر) 2023، زوّدت القوات المسلحة السودانية بطائراتٍ مسيّرة هجومية، بينما قدّمت روسيا دعمًا ديبلوماسيًا وعسكريًا للحكومة السودانية.

4- المناطق الخاضعة لسيطرة كلٍّ من الطرفين : اعتبارًا من كانون الأول (ديسمبر) 2025، تسيطر قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية على نصفي البلاد المقسمين على طول خط شبه معدوم.
المحور الشمالي الجنوبي. تسيطر القوات المسلحة السودانية على ما يزيد قليلًا عن نصف البلاد، وتتمركز في العاصمة الخرطوم. وفي الشرق، تسيطر على مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر. كما تسيطر على نحو ثلاثة أرباع الحدود السودانية مع مصر شمالًا. ومن الناحية الاستراتيجية، توفر المناطق الخاضعة لسيطرة القوات المسلحة السودانية ميزة الوصول إلى البحر الأحمر -وهو مركز نقل حيوي يمر عبره 12% من التجارة البحرية العالمية- فضلًا عن كونها المركز التاريخي والديموغرافي والإداري للخرطوم، الواقعة عند ملتقى النيلين الأزرق والأبيض، وولاية كسلا الغنية بالثروة الحيوانية. وبالتالي، يقدر عدد من الباحثين أنَّ القوات المسلحة السودانية كانت تسيطر على 60% من البلاد حتى تشرين الثاني (نوفمبر) 2025. في غضون ذلك، عززت قوات الدعم السريع سيطرتها على دارفور، المنطقة الغربية الشاسعة التي لطالما كانت مركزًا لتعدين الذهب وطرق التهريب، وعلى عاصمة الإقليم الفاشر، وهي مركز اقتصادي يربط طرق التهريب بليبيا شمالًا، ونهر النيل شرقًا، وتشاد غربًا. وكان سقوط الفاشر في أيدي قوات الدعم السريع أواخر تشرين الأول (أكتوبر) قضى على آخر معاقل القوات المسلحة السودانية في دارفور، والتي كانت تُمكّنها من بسط نفوذها في غرب السودان. وخارج دارفور، تسيطر قوات الدعم السريع على معظم حقول النفط في البلاد، والعديد من حقول الذهب في وسط وجنوب غرب السودان، وتتقاسم السيطرة على مراعي مهمة مع القوات المسلحة السودانية.
5- الخسائر التي تكبدها السودانيون: من أبرز فظائع الحرب تكرار حوادث قتل المدنيين. وقد وُجهت اتهامات لكلا الطرفين بارتكاب جرائم حرب، تشمل هجمات مُستهدفة على المدنيين والمراكز الطبية وأنظمة الغذاء. تعكس عمليات القتل الجماعي في ولايات الخرطوم ودارفور وكردفان والجزيرة وسنار والنيل الأبيض النطاق الواسع للمجازر التي اجتاحت البلاد. وفي بعض الحالات، اتخذ هذا العنف بُعدًا عرقيًا واضحًا. أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش أنَّ قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها سعت، من أواخر نيسان (أبريل) إلى أوائل تشرين الثاني (نوفمبر) 2023، إلى تهجير سكان الجنينة، عاصمة غرب دارفور، بشكل ممنهج، بما في ذلك القتل. وفي تشرين الأول (أكتوبر) 2025، عقب حصار قوات الدعم السريع لمدينة الفاشر، شاهد العالم في رعب صورًا التقطتها الأقمار الاصطناعية لـ”تجمعات” من الجثث وبقع حمراء داكنة على الأرض. وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا أدان فيه قيام قوات الدعم السريع بقتل ما يقرب من 500 شخص في مستشفى التوليد السعودي بالفاشر. ويُصنف أكثر من 9.5 ملايين شخص كنازحين داخليًا، بعد فرارهم من العنف. وأفادت المنظمة الدولية للهجرة بأنَّ ولايتي شمال وجنوب دارفور تستضيفان أكبر عدد من النازحين داخليًا، تليهما ولايتا وسط وشرق دارفور. في الوقت نفسه، فرّ أكثر من 4 ملايين شخص إلى الدول المجاورة: مصر وجنوب السودان وتشاد.
تكشف هذه الحلقات الأربع أن ما يجري في المنطقة ليس أزمات منفصلة، بل شبكة واحدة من الصراعات المتداخلة التي تعبر الحدود وتُدار بمنطق النفوذ لا بمنطق الاستقرار. من اليمن إلى السودان، تتقدّم الحسابات الإقليمية والدولية على حساب الدول الهشّة وشعوبها المنهكة. وفي قلب هذا المشهد، لا يبدو السلام ممكنًا ما لم تتراجع حروب الوكالة لصالح حلول سياسية حقيقية. وإلى أن يحدث ذلك، سيظل القرن الأفريقي والبحر الأحمر مسرحًا مفتوحًا، فيما يبقى الإنسان هو الثمن الأغلى في لعبة الأمم.
- الدكتور سعود المولى هو باحث وكاتب ومترجم وأستاذ جامعي لبناني متقاعد، وهو زميل أول زائر في مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية في قطر.




يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.