الحربُ في اليمن يجب أن تنتهي
بقلم كابي طبراني
في 28 آب (أغسطس) توصّلت لجنة من خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف إلى “قرار” يُفيد بأن كلّاً من التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية والحوثيين المدعومين من إيران في اليمن قد إرتكبا إنتهاكات إنسانية جسيمة في حربهما ضد بعضهما البعض والتي “قد تصل إلى جرائم حرب”.
هذه النتيجة التي توصّلت إليها الأمم المتحدة صيغت بديبلوماسية إذ أنها قالت أن الأعمال الحربية التي قام بها الطرفان المتحاربان وأدّت إلى ألاف ضحايا في اليمن “قد” تصل إلى جرائم حرب. الواقع أنه ليست هناك أيّ حرب كبيرة أو صغيرة لا تقع خلالها خسائر فادحة في الأرواح والدمار التي “يُمكن” وصفها بأنها جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية. يقوم التحالف الذي تقوده السعودية بقصف جوي كثيف على الحوثيين، ومن دون شك وقعت إصابات بين المدنيين خلال هذه الهجمات التي قد تصل إلى حدّ الجرائم. وبالمثل، قام الحوثيون بارتكاب جميع أنواع الجرائم بما في ذلك ممارسة التعذيب وتجنيد الأطفال في جهودهم الحربية.
لكن ما يُميِّز الجانبان في القتال هو الحقيقة بأن قوات التحالف السعودي تخوض حرباً لإعادة الشرعية إلى اليمن بعد أن شنّ الحوثيون إنقلاباً في العام 2015 ضد الحكومة الشرعية للرئيس عبد ربه منصور هادي الذي يتمتع بالدعم الدولي وإعتراف الأمم المتحدة.
إن القضية الحقيقية الآن بعد ثلاث سنوات من القتال غير الحاسم في اليمن، أنه قد حان الأوان لإنهاء الحرب. وبما أن الأطراف المباشرة المشاركة في الصراع لا يُمكن أن تتوافق على شروط وقف الأعمال العدائية، فقد حان الوقت لتدخل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة “بإصدار أمر” بإنهاءٍ فوري لحرب السنوات الثلاث والدعوة إلى إجراء محادثات سلام تحت إشراف المنظمة الدولية. وبعيداً من مثل هذا التدخل الدولي، فإن الجانبين في حرب اليمن سيستمران في القتال وارتكاب كل أنواع جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية عن قصد أو غير قصد.
يجب على المجتمع الدولي ألّا يراقب عن كثب الحرب الفظيعة في البلاد وأن يصدر تصريحات واعية من حين لآخر من دون جدوى. إن الحرب يجب أن تنتهي الآن؛ مَن هو على حق أو مَن هو على خطأ لم يعد القضية الرئيسية في اليمن. يجب أن يكون وقف أعمال القتل والتدمير الشاغل الرئيسي لجميع الأطراف.