أين موقع إسرائيل في “الناتو العربي”؟
بقلم كابي طبراني
أفاد بعض المعلومات أخيراً بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدفع باتجاه تشكيل تحالف أمني وسياسي يضم ست دول خليجية عربية ومصر والأردن، سيُطلَق عليه إسم “تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي”، أو أيضاً إسم “الناتو العربي” – وهو حلفٌ جديد هدفه مواجهة تهديدات إيران في المنطقة.
ومن المفترض أن يقوم التحالف المُتوَقَّع، في جملة أمور أخرى، بتعزيز التعاون بين أطراف الحلف بالنسبة إلى الدفاعات الصاروخية والتدريب العسكري وتدابير مكافحة الإرهاب. ومن المقرر مناقشة “الفكرة” واعتمادها رسمياً في قمة تَقَرَّر عقدها مبدئياً في 12-13 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل في واشنطن.
ومن دون التقليل من خطر التحركات والطموحات الإيرانية التوسعية في المنطقة وسياسات طهران وممارساتها المُزعزِعة للإستقرار، يتساءل المرء عما إذا كان ينبغي أن يكون التحالف العسكري، الذي يعتمد على دول عربية، مُركِّزاً فقط على إيران، عندما يكون هناك أعداء آخرون للنظام العربي وفي مقدمتهم، بالطبع، إسرائيل.
وغني عن القول بأن الدولة العبرية تشكّل أكبر تهديد عسكري للأمن العربي، وإذا كانت هناك خطة لإنشاء “الناتو العربي”، فينبغي أن يكون متعدد الأوجه في أهدافه ويشمل إسرائيل ضمن قائمة أعدائه وليس فقط إيران. تبقى إسرائيل، بعد كل شيء، أكبر تهديد لأمن وإستقرار العرب، وطالما أنه لا يوجد حلٌّ سلمي ومُشرّف للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، سيظل العرب في كل مكان ينظرون إلى إسرائيل على أنها العدو الأول وليس إيران.
إلى جانب ذلك، فإن التهديد الأبدي للأمن والاستقرار العربيين هو غياب الديموقراطية الحقيقية في معظم البلدان العربية. إن الحروب الأكثر وحشية في المنطقة هي داخلية وليست خارجية. ولذلك، ينبغي أن يكون “الناتو العربي” المُقترَح متعدد الأبعاد بالنسبة إلى المنظور والأهداف، بما في ذلك تعزيز وحماية حقوق الإنسان من خلال مؤسسات ديموقراطية تعددية تستطيع القيام بمهماتها من دون أي عائق وتفي بالمعايير الدولية على كلٍّ من الجبهتين السياسية والإقتصادية.
وبالحديث عن التهديد الإيراني، يجب ترك خطوط الإتصال والتواصل مفتوحة بين الدول العربية، التي تريد الإنضمام إلى التحالف، وإيران. لا يمكن إعتبار العداوة بين الجانبين بالضرورة دائمة أو طويلة الأمد. في ظل ظروف مُعيَّنة، لا يزال من الممكن إعادة بناء السلام والتعاون بينهما.