صناعة السيارات الألمانية تحقق مبيعات وأرباحاً قياسية

حققت شركات السيارات الألمانية مجدداً العام الماضي، مبيعات قياسية في ختام تنافس شديد جرى في ما بينها من جهة، ومع شركات كثيرة في الأسواق الأوروبية والدولية.
وأعلنت إدارة شركة “دايملر بنز” التي تنتج سيارة “مرسيدس” الأسطورية في تصريح أخير لها من مقرها في شتوتغارت عاصمة ولاية بادن – فورتمبيرغ، أن الشركة “خلّفت وراءها سنة ناجحة جداً”، بعد بيع 2.5 مليوني سيارة ركاب وعربة نقل. وحققت دخلاً قبل دفع الضرائب يصل إلى 10.1 مليارات يورو، وربحاً صافياً يبلغ 7.3 مليارات يورو. وشدد رئيس مجلس إدارة الشركة ديتر تسيتشه على أن شركته “تجد نفسها في مرحلة إزدهار” إنعكس مجدداً على العاملين فيها، إذ تلقى كل عامل فيها مكافأة قيمتها 4350 يورو.
وسجلت قيمة سهم الشركة على الفور ارتفاعاً في بورصة فرانكفورت للأسهم. وتبذل “دايملر” جهدها لكي تسترجع العام 2020 موقعها السابق كأفضل شركة منتجة للسيارات الفخمة في العالم، الذي فقدته قبل عشر سنين.
وعلى رغم النتائج الجيدة أعلن رئيسها رغبته في إعادة هيكلة الشركة لتحقيق ربحية ونوعية أفضل. وأعلنت إدارتها أنها تستعد حالياً لبدء طرح أكثر من ثمانية طرازات جديدة في الأسواق حتى نهاية العام الحالي.
وفي المقابل أعلنت منافستها شركة “بي أم دبليو” من ميونيخ في ولاية بافاريا، بيـــع أكـــثر من مليوني سيارة العام الماضي فـــي رقـــم قياسي جديد للسنة الخامسة على التـوالي. ودخل صندوق الشركة 8.7 مليارات يورو مع ربح صافٍ بلغ 5.8 مليارات يورو.
وعقّب رئيس مجلس إدارة الشركة نوربرت رايتهوفر قبل تقديم إستقالته من الشركة بعد وصوله إلى سن التقاعد، معتبراً أن “العالم كله يقدر النوعية الجيدة لسيارات شركتنا”. وتمكنت الشركة في قطاع السيارات الرقمية من تحسين مردود مبيعاتها من 9.4 إلى 9.6 في المئة، ولحقت بالتالي بمردود السيارات الرقمية التي تنتجها شركة “آودي” في بافاريا والعائدة لشركة “فولكسفاغن” الدولية الضخمة، التي أصبحت تملك 12 ماركة من السيارات.
كما سبقت “بي ام دبليو” في هذا المجال مردود سيارة “مرسيدس” الرقمية التي حققت 8.1 في المئة.
وتمكنت شركة “آودي” التابعة لمجموعة “فولكسفاغن” من بيع 1.7 مليون سيارة العام الماضي، مسجلة بدورها رقماً قياسياً جديداً ومحققة أرباحاً صافية بلغت 5.15 مليارات يورو. وحصل كل عامل فيها على 6540 يورو كجزء من الأرباح. ووضعت إدارة الشركة نصب عينيها التوسع أكثر هذه السنة أيضاً.
وقوّم رئيس رابطة شركات السيارات الألمانية ماتياس فيسمان، بعد مشاركته في “معرض تورنتو” الأخير للسيارات في كندا، نشاط صناعة السيارات الألمانية، فوصفه بأنه “نشاط موجه إلى العالم الواسع”، مشيراً إلى أن “إنتاج شركات بلده العام الماضي بلغ 14.8 مليون سيارة ركاب”.
وبعدما دعا إلى تعزيز القدرات التنافسية، لفت إلى أن الشركات الألمانية “لا تصدِّر سيارات من ألمانيا فقط بل أيضاً من مصانعها المنتشرة في منطقة “نافتا” التجارية الحرة التي تضم الولايات المتحدة وكندا والمكسيك”.
وأشار فيسمان إلى “أن الركيزتين الممثلـــتين في الإنتاج داخل ألمانيا وفي منطـــقة “نافتا” تصنعان نجاحنا في السوق المشتركة هذه”. وبعدما أشار إلى أن حصة شركات سيارات الركاب الألمانية من المــبيعات الإجمالية في الولايات المتحدة “بلغت 12.4 في المئة”، ذكر أن في مجال الســـيارات الفخمة “تهيمن مبيعات السيارات الألمانية التي تنتجها شركات “مرسيدس” و”بورشه” و”آودي” و”بي أم دبليو” على السوق الأميركية وتحقق نجاحات كبيرة”.
إلى ذلك، إعترفت الحكومة الألمانية بأنها لم تعد متمسكة بهدف برنامجها الحكومي الائتلافي الطموح بعنوان “التسيير الكهربائي”، الداعي إلى وجود مليون سيارة كهربائية في البلاد حتى العام 2020. وأعلنت مصلحة تسجيل السيارات في ألمانيا، أن عدد السيارات الكهربائية المسجلة فيها حتى الآن “يبلغ 24 ألفاً فقط”.
ويعود فشل البرنامج في شكل أساس إلى عجز شركات السيارات المختلفة في العالم، عن تطوير بطاريات قادرة على تسيير سيارة إلى أكثر من مئة كيلومتر وسطياً، علماً أن تعبئتها تتطلب ساعات، وبالتالي فان استخدامها سيقتصر على أمكنة قصيرة المدى. وهذا ما أبعد العدد الأكبر من الألمان عن فكرة اقتناء سيارة كهربائية حتى اليوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى