إسرائيل تفتح بوابة تجارية مع العالم العربي
هبط الجسر الهيدروليكي لسفينة الشحن التركية على رصيف ميناء حيفا في شرق المتوسط ونزلت عليه 37 شاحنة إتجهت شرقاً عبر شمال إسرائيل، حاملة بضائع من أوروبا إلى الزبائن في الأردن وما بعده.
الى ثلاث سنوات خلت، كانت الحمولة التي تنقلها هذه الشاحنات من فاكهة وأجبان ومواد خام لصناعة النسيج وقطع الغيار والشاحنات المستعملة تنتقل عبر سوريا، لكن الحرب الأهلية هناك جعلت تلك الرحلة بالغة الخطورة.
وأفادت هيئة المطارات الإسرائيلية إن عدد الشاحنات التي تعبر بين إسرائيل والأردن ارتفع بنسبة 300 في المئة منذ 2011 إلى 10589 شاحنة سنوياً.
وبدأت الصادرات خصوصاً من تركيا وهي تشمل مواد غذائية وآلات وأدوية، تتدفق عبر إسرائيل وجسر الملك حسين إلى الأردن وعدد قليل من الدول العربية المجاورة.
وقالت المديرية العامة للتجارة البحرية، وهي جزء من وزارة النقل التركية، إن حمولة حاويات الشحن التي تمر عبر إسرائيل في طريقها إلى بلدان أخرى ازدادت من 17882 طنا عام 2010 إلى 77337 طنا عام 2013.
وتنمو هذه التجارة، على صغر حجمها حالياً، بإطراد وبما يكفي لإحياء آمال إسرائيل منذ وقت طويل في أن تصير بوابة تجارية للعالم العربي.
وشكا عدد من رجال الأعمال الإسرائيليين والديبلوماسيين في الماضي من الضرر الذي تسببه السياسة للفرص الإقتصادية في البلاد، في حين تكتم آخرون على تجارتهم مع الجيران العرب كي لا يغضبوهم. أما في الوقت الحاضر، فهم يرون في ما يحصل في المنطقة فرصة لتعزيز العلاقات الإقتصادية والسياسية.
وقالت رئيسة دائرة الشؤون الإقتصادية للشرق الأوسط في وزارة الخارجية الإسرائيلية يائيل رافيا – زادوك إن “إسرائيل تستعيد دورها التاريخي كدولة ترانزيت وكجسر بين القارات حيث كانت تمر الطرق التجارية التاريخية“. ويبدو المسار المنطقي في هذه العملية بسيطاً: عادة تفرغ شحنات البضائع المتجهة من أوروبا وغيرها إلى الشرق الأوسط في مصر قبل أن تنقل في رحلة برية لساعات عدة إلى ميناء على البحر الأحمر حيث تحمل على سفن شحن جديدة وتنقل إلى وجهتها الاخيرة.
لكن الطرق من حيفا في إسرائيل إلى الأردن والعراق وحتى المملكة العربية السعودية التي كانت تستخدمها الامبراطوريتان البريطانية والعثمانية الى حين إعلان دولة اسرائيل، قد تكون أسرع وأرخص.
بيد ان فتح هذه الطرق لن يكون سهلاً، فمن الصعوبة التغلب على العوائق السياسية وأجيال من العداء وقت يبدو العراق نفسه على حافة حرب أهلية.
وتظهر الإحصاءات التجارية في الأردن ارتفاعاً حاداً للشحنات عبر إسرائيل عام 2012، لكنها عادت وانخفصت عام 2013.
ويقول المسؤولون الأردنيون إن إسرائيل تبالغ في دورها في تجارة الترانزيت ويشيرون إلى أن الحصة الكبرى من البضائع التي غيرت وجهتها لا تزال تنتقل عبر مصر.
إلا أن مكاسب اسرائيل – على كونها صغيرة – أكثر إثارة للدهشة لان دولا مثل المملكة العربية السعودية والعراق ترفض إقامة علاقات مع الدولة العبرية.