أُنقُذوا الحياة البرية قبل فوات الأوان!

بقلم كابي طبراني

في الأسبوع الفائت، وبالتحديد في 17 آب (أغسطس)، إجتمع خبراء الحفاظ على البيئة من 180 دولة في جنيف لتشديد الخناق على تجارة العاج وأجزاء من أجسام حيوانات أخرى ونباتات مهددة بالإنقراض بعد أن أظهرت نتائج إستقصاءات حديثة أن العديد من أنواع الحيوانات والنباتات آخذٌ في الإنخفاض.

ما كان يدور في ذهن حضور المؤتمر هو إعادة النظر في “اتفاقية التجارة الدولية بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المُعرَّضة للإنقراض” (المعروفة ب”سايتس”) التي وُقِّعت في 3 آذار (مارس) 1973، وجعل أحكامها أكثر تشدّداً من أجل مكافحة التدهور السريع في أعداد أنواع الحيوانات والنباتات.

هذه الأحكام المُتشدّدة باتت ضرورية لأنها تشكّل “أداة قوية لضمان التنوّع البيولوجي المُستدام والإستجابة للخسارة المُتسارعة لهذا التنوّع، والتي غالباً ما يشار إليها باسم أزمة الإنقراض السادسة”، حسبما ما عبّرت الأمينة العامة ل”سايتس”، إيفون هيغورو.

هناك الآن حوالي 3500 نوع من النباتات والحيوانات تواجه خطراً وشيكاً بعد تعرّضها للتهديد من جراء هجمات الإنسان العشوائية والقتل. هذه الأنواع هي تراث عالمي ويجب على الإنسان أن يسعى إلى إنقاذها من الإنقراض.

عموماً، هناك أكثر من مليون نوع على وشك الإنقراض في المدى الطويل إذا استمر الإنسان في تدمير الحياة على كوكب الأرض بالمعدل الذي كان عليه في الآونة الأخيرة.

لقد قتل الناس بعضهم بعضاً بالملايين عبر القرون الماضية، سواء من خلال الحروب أو إستخدام أسلحة عشوائية، وهذا الإنتهاك الوحشي للحياة إنقلب الآن ضد أنواع من الحيوانات والنباتات.

من جهته، هَدَفَ مؤتمر “سايتس” إلى رفع مستوى الوعي حول السلوك البشري القاسي والوحشي تجاه تنوّع الحيوانات والنباتات، على أمل قلب الإتجاه ضد تدمير ما تبقى منه في الطبيعة والعمل على نموه.

إن الحكومات والمساهمين الآخرين مدعوون إلى تقديم دعمٍ فاعلٍ وفعّال لاجتماعات “سايتس”، لإنقاذ ما تبقّى من أشكال الحياة في العالم. كما أن مجلس الأمن الدولي مدعو هو الآخر أيضاً إلى تبنّي قرار يجعل هذا السلوك البشري الوحشي إنتهاكاً خطيراً يُعاقَب عليه بالعقوبات إذا استمرت دولة ما أو جماعة ما في تهديد الأنواع الحيوانية والنباتية وموائلها الطبيعية.

لذلك، يجب حظر إزالة الغابات فوراً، كما ينبغي الحدّ من ممارسات الصيد العشوائية على وجه الإستعجال. وعلى الإنسان أن يعتبر إنقاذ العالم وأنواعه الحيوانية والنباتية أولوية قصوى من خلال اعتماد التشريعات والممارسات الضرورية واللازمة في أقرب وقت ممكن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى