أبو ظبي تستعد للبدء في بيع إمتيازات التنقيب وإنتاج النفط والغاز
كاسرة التقاليد، أعلنت أبو ظبي أنها ستبدأ في طرح عطاءات مفتوحة للحصول على إمتيازات جديدة للنفط والغاز كجزء من استراتيجيتها الأوسع لزيادة العوائد وتعزيز إستدامة صناعة الهيدروكربونات.
أبو ظبي – عمار الحلاق
في 10 نيسان (إبريل) الفائت كشفت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) عن خطط تفصيلية لأولى جولاتها من العطاءات الاستكشافية والإنتاجية التنافسية.
في المجموع، تُغطي الكتل الست – أربعٌ منها على اليابسة – مساحةً تبلغ حوالي 30,000 كيلومتر مربع، أكبرها يبلغ 6,300 كيلومتر مربع فيما أصغرها يبلغ 2,500 كيلومتر مربع.
إن إطلاق العطاءات التنافسية للحصول على إمتيازات يُعَدُّ أمراً مهماً بالنسبة إلى الإمارة في جهودها الرامية إلى إطلاق العنان للإمكانات الكاملة لقطاع الطاقة لديها، وفقاً لسلطان أحمد الجابر، وزير الدولة والرئيس التنفيذي لـ”أدنوك”.
“هذا النهج أساسي لاستراتيجيتنا المُوَسَّعة للشراكة، التي تهدف إلى إدخال فرص جديدة في إطار توسيع قاعدة الشراكات وتنويعها”، صرح الجابر في مؤتمر صحافي في نيسان (إبريل) الفائت. “بالإضافة إلى ذلك، وبينما نبدأ بتوسيع محفظة أعمالنا النهائية، تعزز كتل التراخيص الجديدة طموحاتنا في النمو على المدى الطويل وتستفيد من تراثنا الناجح كمصدر رائد في مجال التنقيب والإنتاج”، مضيفاً.
ووفقاً لدراسات وأبحاث أجرتها “أدنوك”، فإن الكتل لديها قدرة مشتركة على إنتاج مليارات من براميل النفط وتريليونات الأقدام المكعبة من الغاز الطبيعي.
وسيتم تقديم العطاءات النهائية في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، مع توقع الإعلان عن عملية التقييم والكونسورتيوم الفائز قبل نهاية العام.
ويأتي الإعلان عن المزاد في أعقاب إعلان “أدنوك” عن منح أو تجديد إمتيازات لعدد من الشركاء الدوليين في آذار (مارس) الفائت. بعض الشركات، مثل توتال الفرنسية، كان لها وجود طويل الأمد في قطاع المنبع للهيدروكربونات في الإمارة، في حين أن البعض الآخر، كما الحال مع “أو أم في” النمسوية، فهو من القادمين الجدد نسبياً إلى الخليج.
كما ستدعم هذه الامتيازات خطط أبو ظبي لزيادة الإنتاج في الحقول القائمة إلى 3.5 ملايين برميل في اليوم بنهاية هذا العام، صعودًا من الطاقة الحالية التي تبلغ 3 ملايين برميل في اليوم، على أن يتم تنفيذ بعض الإجراءات الإضافية على الأقل في توسيع قطاع المصب في الإمارة.
توسيع طاقة المصب
من المتوقع أن تتمتع الطاقة في المصب برفع كبير في السنوات المقبلة من خلال توسعة وتطوير منشأة بتروكيماويات متكاملة ل”أدنوك” في الرويس.
وفي حديثه في أوائل شهر آذار (مارس) الفائت، قال الجابر إن الهدف هو زيادة الطاقة الإنتاجية للمصنع إلى 14.4 مليون طن سنوياً بحلول العام 2025، أي زيادة إنتاجه الحالي بمقدار ثلاثة أضعاف.
يهدف هذا المرفق إلى جعل أبوظبي لاعباً رئيسياً في قطاع الطاقة التحويلية والسماح لها بالاستجابة بشكل أفضل لاحتياجات السوق المتغيّرة للمنتجات المصنّعة من خلال مرونة تشغيلية موسّعة. وهذا الأمر هو إستجابة للتوقعات بأن الطلب على البتروكيماويات في المصب يمكن أن يزيد بنسبة تصل إلى 150٪ بحلول العام 2040 ، وفقاً لجابر.
وفي 13 أيار (مايو)، عقدت الشركة ملتقاها الخاص بالاستثمار في المصب، حيث أعلنت عن مشاريع جديدة، ووضعت الخطوط العريضة لاستراتيجيتها النهائية في إطار المخطط الرئيسي لمركز الرويس للصناعات الصناعية.
عقود جديدة مع سامسونغ
من جهة ثانية، إن خطوات أدنوك الرامية إلى تعزيز أعمالها في قطاع المصب، قد خلقت بالفعل فرصاً لمزودي الخدمات، حيث حصلت شركة سامسونغ الهندسية من كوريا الجنوبية على عقدين للهندسة والمشتريات والبناء في مجمع الرويس في أواخر آذار (مارس) بقيمة إجمالية قدرها 3.5 مليارات دولار.
وستكون أكبر الصفقات في مشروع مشترك بين سامسونغ والشركة الهولندية الهندسية “سي بي أند آي” (CB & I) لتطوير مصنع معالجة بقيمة 3.1 مليارات دولار لتزويد “أدنوك” بوحدة إزالة بقايا الكبريت من الغلاف الجوي. وسيسمح ذلك لمصفاة الرويس بإنتاج ما يصل إلى 420 ألف برميل من النفط الخام الحامض من حقول زاكوم البحرية العليا، بدلاً من النفط الخام الحلو الخفيف “المربان”، مما سيحرّر المزيد من الكميات من هذا الأخير للتصدير.
أما الإتفاقية الثانية، التي تبلغ قيمتها 473 مليون دولار، فستشهد قيام سامسونغ بتطوير محطة طاقة بقدرة 230 ميغاواط ومحطة لتحلية المياه بطاقة إنتاجية يومية تبلغ 62,400 متر مكعب، وكلاهما سيتم إطلاقهما من خلال حرارة العادم الناتجة من مرافق الرويس.
إن لدى كلا العقدين مكونات قيّمة داخل البلد، لأنهما يسمحان للمقاولين المحليين المساهمة في المشاريع.
إن تطوير قدرة إزالة الكبريت مهم لصناعات المنبع والمصب، حيث أن بعض الاحتياطات الجديدة التي يتم إستغلالها تكون عالية في محتوى الكبريت وتتطلب معالجة إضافية بالمقارنة مع الحقول الموجودة.
وحالياً، تنتج أبو ظبي حوالي 6 ملايين طن من الكبريت سنوياً، على الرغم من أنه من المتوقع أن يتضاعف الإنتاج في السنين العشر المقبلة مع البدء في إنتاج إحتياطات جديدة من الغاز الحامض وتعزيز قدرة التقاط الكبريت.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.