اللُغةُ… تراثًا ووطنًا

لأَن الشاعر أَداتُه اللغة تفكيرًا وتعبيرًا، يعمل الشاعر هنري زغيب على اللغة واسطةَ تعبيرٍ وخصيصةَ تفكيرٍ، فلا يُـمكنها، تاليًا، أَن تكون وسيلةً جامدةً حياديةً يتصرّف بها كاتبُها كيفما يحلو له، بل هي غايةٌ في ذاتها على كاتبها أَن يُؤَمّن لها النصاعةَ والبراعةَ كي تبدو في حلَّتها الأَجمل نثرًا وشِعرًا، فيزهو بها النثر ويعلو بها الشعر.
من هذا المبدأ النبيل في التعامل الأَسمى مع اللغة، ننشر هذا النص للشاعر هنري زغيب الذي يعتبر فيه أَن “اللغةَ تراثٌ ووطن”.

هنري زغيب: اللغة تراث ووطن

بقلم هنري زغيب*

في السائِد العامِّ أَنّ “وطن الإِنسان لغتُه”. وتاليًا تتّخذ اللغةُ هذا الحجم حين تكون عنوانًا للوطن بها يُعرَف ويُعَرَّف.
وفي السائِد أَيضًا أَنَّ “اللغةَ بنتُ العقل”. وتاليًا تجبُ تغذيةُ العقل باللغة ليبقى العقلُ محافظًا عليها، حافظًا إِياها، مُـحفِّـزًا إستخدامَها نضِرةً متوهّجةً في ذاكرة الحاضر والمستقبل، تَخدم مستخدميها فتظلُّ على أَلْسِنتهم حيّةً من جيلٍ إِلى جيل، لأَنّ الذاكرة تبقى حيّة بتحفيزها، وتنتهي رَخْوَةً فمشلولةً بالكسَل في تنشيطها والتكاسُل في تمرينها.
بين تمارين الذاكرة: حلُّ مسائلَ حسابيةٍ صعبة، أَو تفكيكُ أَلْغاز، أَو إِنجازُ شبكة كاملة لكلمات متقاطعة، وسواها مما يحفِّز الذاكرة ويُبقيها جاهزةً ناشطةً فاعلة.
وإِذا التراخي والكسل عاملان أَساسيّان في فقدان الذاكرة، ففي تنشيط الذاكرة خدمةُ العقل ليبقى متوهِّجًا حاضرًا كلَّ آن.
من هذا التنشيط: ربطُ الكلمات بعضِها ببعض، كتابةً أَو نُطقًا، ووضعُ الكلمة الصحيحة في مكانها الأَصليّ فلا يُضطَر المتكلم أَن يستعين بكلمةٍ أَجنبية في عبارته العربية، أَو أَن يستعير كلمةً من إِقليم لغوي آخَر كي يعبّر عن فكرته.
أَفهم التلاقُحَ بين اللغات بعباراتٍ تَدخل إِلى لغةٍ من لغةٍ أُخرى وقد تتكرَّس مع الوقت في قاموسها الطبيعي، لكنني لا أَفهم الكسل في إستخدام كلمات أَجنبية عادية لها مرادفها العاديُّ اليوميُّ في اللغة الأُم.
معرفةُ لغاتٍ عدَّةٍ، غنى. لكن خلْط اللغة بكلماتٍ مختلفةٍ من لغاتٍ عدَّة في عبارةٍ واحدة، كسلٌ يؤدّي إِلى التراخي فالفوضى. والفوضى في اللغة يُؤَدّي إِلى الفوضى في العقل. وهذا خطَـرٌ مُرعب.
إِنّ حفْظ الكلمات حافزٌ ينَشِّطُ خَلايا الدماغ، والبحثَ عن الكلمات يُـمرِّنُ مفاصلَ الذاكرة فتبقى جاهزةً لحفْظ المعلومات وإسترجاعها. لذا قلتُ إِن تنشيطَ الذاكرة تمرينُ العقل. ومن إِشارات هذا التنشيط: إحترامُ اللغة، وعدمُ تغييبها كسلًا مَـجَّـانيًّا لإِحلال لغةٍ أُخرى مكانَها في اغترابٍ لُغَوي مُـؤْذٍ.

الإغتراب اللغوي

أُتابع في صيف لبنان الترويجَ للمهرجانات السياحية وحملاتِها الإِعلانيةَ الداعيةَ جُـمهورَها إِلى الحضور وحجْز التذاكر. وتستوقفتْني في الإِعلانات الطُـرُقية والإِذاعية والتلـﭭـزيونية عن هذه المهرجانات ظاهرةُ إِطلاقها باللغة الإِنكليزية، وبِلكْنةٍ رَخْوَةٍ، ولفْظٍ أَعوَجَ أَعرَجَ حتى لَيَعصى فهمُ ما يقول المذيع لكثرة ما يُرخي لسانَه وهو يُعلن عن المهرجان ونجومه ومواعيده.
إِذا كان الإِعلانُ بالإِنكليزية يتوجَّه إِلى الأَجانب والسيَّاح، فالأَجانبُ والسيَّاحُ لن يتسابقوا ملهوفين إِلى حضورِ حفلاتٍ لن يَفهَموا منها ما يُغَنِّـي مُؤَدُّوها.
وإِذا كان الإِعلانُ للمغتربين اللبنانيين فهؤُلاء لن يُغْريَهم الإِعلانُ بالإِنكليزية كي يَحضَروا، إِن لم يكُونوا راغبين في الحضور.
وإِذا كان الإِعلانُ لـلُّبنانيين المقيمين، فلِمَ الإِعلانُ لهم بالإِنكليزية على لافتات الطرُق، مع أَسماء الفنانين بالأَجنبية تحت صورهم، ومع المواعيد أَيامًا وشَهرًا كذلك باللغة الأَجنبية؟
مِن الظواهر المستغرَبَة – كي لا أَقول المرفوضَة أَو المستهجَنة أَو الممنوعة – أَن يَــقرأَ الفرنسيُّ إِعلانًا بالصينية عن مهرجان فرنسي في ﭘــاريس، أَو أَن يَــقرأَ الإِنكليزيُّ إِعلانًا باليابانية عن مهرجانٍ بريطاني في لندن، أَو أَن يَــقرأَ الأَميركي إِعلانًا بالعربية عن مهرجانٍ أَميركي في واشنطن، أَو أَن يَــقرأَ أَيُّ مواطنٍ في العالم إِعلانًا في غير لغة بلاده عن مهرجانٍ في بلاده.
فلماذا إِذًا هذه الـظاهرةُ الإستعراضيةُ المتشاوفةُ عن مهرجان لبناني في لبنان في الإِعلان عنه بالإِنكليزية نصوصًا مقروءةً على لافتاتِ الطُرُق أَو تسجيلاتٍ مسموعةً في الإِذاعات والتلـﭭـزيونات؟
لماذا هذا التقرُّب من الأَجانب بعقْدة النقص الدُونيَّة تجاههم: لفْظًا وحركاتٍ وتقليدًا كحركات القِرَدَة في السيرك؟
لبنانُ السياحة لن يزداد سياحيَّةً لأَن شعبَه يتكلَّم لغاتٍ عدَّةً، فهو أَصلًا بلدٌ سياحيٌّ بمواقعَ تراثية وتاريخيةٍ وأَثريةٍ وطبيعيةٍ يعتزُّ بها لبنان، وطبيعيٌّ أَن يكون الترويجُ السياحيُّ لها في لُغةٍ أَجنبيةٍ لأَنه أَصلًا مُوجَّهٌ إِلى الأَجانب كي يزُوروا لبنان. أَما الترويجُ اللبناني بالإِنكليزية لجمهورٍ لبنانـيٍّ عن مهرجان لبنانِـيٍّ يُـحْـيـيه مغنُّون لبنانيون، فمِنَ النافل المجانـيّ كتابةُ أَسمائهم بالأَجنبية والإِعلانُ عن تواريخ حفَلاتهم بالأَجنبية لجمهورٍ لبنانـيٍّ مقيمٍ أَو عربـيٍّ ضيف.
إِنها موجةٌ مريضةٌ تُسهم أَكثر فأَكثر في تدمير بُـنْـيةِ مـجتمعٍ يكادُ يُصبح هجينًا في قلب بلادِه لكثْرةِ ما دخَـلَتْ عليه رياحٌ مختلَطَة لا هي من تراثِه ولا هي من تاريخِه ولا من ثقافةِ أَبنائه الذين “لا يَـزدادون ثقافةً” إِذا “أَظهروا براعتَهم” بـخَـلْط كلماتٍ أَجنبية متعدِّدةِ اللغات في الجملة الواحدة يُخاطبون بها أَبناءَ بلادهم.

3 لغات في جملة واحدة

بعضُ تدمير المجتمع يبدأُ من تدمير لُـغَـتِـه.
ومن هذا التدمير عفوًا أَو عمدًا: ظاهرةُ إستخدام كلماتٍ ثلاثٍ من لغاتٍ ثلاثٍ في جملةٍ واحدة تَبدأُ فرنكولبنانية وأَنكلولبنانية وعربُولبنانية معًا، وتنتهي لا لبنانية ولا فرنسية ولا إِنكليزية ولا عربية.
والأَخطر: أَن ينتشر هذا النهجُ بين الناس وينتقلَ إِلى شاشات التلـﭭـزيون، فلا تكمل المذيعةُ شَرحها، ولا يطرح المذيع سؤالَه، إِلَّا “مُضرَّجًا” بكلمات أَجنبية. وحتى ضيوف البرامجِ والإستفتاءاتِ يتلكَّأُون عن الجواب بلغة واحدةٍ سليمةٍ فيلجأُون عمْدًا وبإعتزازٍ إِلى كلماتٍ أَجنبية يُـلْقونها بِــرَطانةٍ أَجنبية.
هذا ليس دليلَ علْمٍ ولا ثقافة ولا حضارة، بل تشَبُّثٌ مَرَضِيٌّ بعُقدة نقصٍ دُونيةٍ تجاه الأَجانب أَن يُسْقِطَ أَيُّ لبنانـيٍّ كلمةً في لغته فيستعيضَ عنها بالأَجنبية، بينما لا أَسهل من إِيصال المعنى في جملةٍ متّصلةٍ متواصلةٍ موصولةٍ بِــلُــغَـةٍ بسيطةٍ واحدة.
وتزيد من هذه التشوُّهات اللغوية ظاهرةُ وسائط التواصل الإجتماعي فتختلطُ في كلام مستخدميها جميعُ اللغات بتعابيرَ هجينةٍ مؤْذيةٍ في أَحرفٍ لاتينيةٍ طوّعوها ليُزاولوا دردشاتهم في لغة غَريـبَـةٍ أَين منها الــ”السابير” (Sabir)، وهي لغةٌ خليطةٌ كان التجار والبحّارة والسجناء والعبيد والمهجَّرون في القرون الوسطى يُضطرُّون مرغَمين إِلى إستخدامها كي يتواصلوا مع أُناس غرباء من جنسياتٍ ولُغاتٍ أُخرى.
أَنا لستُ ضد اللغات الأَجنبية منفردةً والتكلُّم بها في لغةٍ واحدة، فهذا غنى في الثقافة والإنفتاح على المعارف، لكنني أَستهجن هذا الخلْط الـمِسْخ في إستعمال ثلاث كلمات من ثلاث لغات في جملة واحدة كالقول السائر: “Hi… Kifaq? Ça va?” يعيدُنا إستخدامُها إلى لغة التجار الرُحَّل في القرون الوسطى، فنعود إلى عصور ظَلامية من اللغة والتعبير.
وأَعرف، والكثيرون ممن سافروا وعايَنوا يعرفون، أَنّ الإِنكليزي لا ينسى تعابير إِنكليزية فيستعين لها باليابانية، والفرنسيَّ لا ينسى تعابير فرنسية فيستعين لها بالإِسـﭙـانية، والسويديَّ لا ينسى تعابير سويدية فيستعين لها بالعربية.
إِن وطنَ الإِنسان لغتُه يحملُها معه أَينما إرتحل، وكلُّ لغة أَجنبية يكتسبُها، غنًى إِضافـيٌّ يرفُدُهُ، لكنه لا يَـحِلّ مكان لغته الأُم، مثلما أَيَّةُ بقعةٍ في الأَرض لا تعوِّض عن الأَرض الأُم. والمواطن الذي في بلاده “يَغتربُ” عن لغتها ليستعير لغةً أُخرى، يصبح خارجَ لُغته ولا يدخل وطن اللغة الأُخرى فيُمسي لقيطًا في اللامكان. ومَن ينطق بِلُغَةٍ لقيطةٍ يعتبرها لغةَ العصر السليمة (بينما هي في الواقع مزيج بشِعٌ من الفرنكولبنانية والأَنكلولبنانية والعَرَبُولبنانية) فتركيزُه الذهنيّ سَيَؤُول به إِلى التشتُّت في مجاهل اللامكان.
لذا أَرى في هذا الخليط الهجين خطَــرًا على اللغة والعقل بـمزْج لغاتٍ عدّة في جملة واحدة عند التكلُّم، أَو المخاطبة، أَو عند الإِجابات في الإِعلام المرئي والمسموع، وخصوصًا في المجالس الخاصة. وكلمة “الخطَر” هنا، لم أَستعملْها إتّـفاقًا بل عمْدًا، ليقيني أَنّ في خلْط الكلمات الـمحلية بالأَجنبية خطَـرًا على العقل، لأَن اللغةَ بنتُ العقل، واللسانَ إبنُ اللغة، وتاليًا كلُّ خلْطٍ في الـمحكيّ الـمحليّ بالكلام الأَجنبي دليلُ كسَلٍ في اللسَان يعكس كسَلًا في العقل لأَن في الإستسهال بإستخدام كلمةٍ أَجنبية يتكاسَل العقل في إِيجاد مُرادِفها باللغة الـمحكية الـمحلية، وهو ما لا يحصَل عند الكتابة أَو التكلُّم منبريًّا بالعربية الفصحى التي لا تَسمح بهذا الخلْط العجيب الهجين.

كسَلُ اللغة تَكاسُلُ العقل

حين يتكاسَل العقلُ الناظِمُ الكلامَ، يتكاسَل التفكير ويتكاسَل المنطق. وهذا التكاسُلُ الـمُـتناسِل يـجرُّ رخاوةً في سائر الدُرَب الـمعرفيةِ ما يؤَدِّي: فرديًّا إِلى الفوضى، جَـماعيًّا إِلى الميوعة، وإجتماعيًّا إِلى التفكُّك.
لا أَقول هذا تعصُّبًا للمحكية اللبنانية أَو رفضًا اللُغةَ الأَجنبية. أَنا أَحترمُ مَن يخاطبني بلُغةٍ أَجنبيةٍ كاملة فأُجيبُه بها لأَنه يستخدم عقله بإِيجاد المرادِفات الأَجنبية في لغتها، وأَحترم مَن يخاطبني بلُغةٍ مـحليّةٍ مَـحكيةٍ كاملة فأُجيبه بها لأَنه يستخدم عقله بإِيجاد المرادِفات الـمحكية اللبنانية في لغتها. أَما أَن يَـفوتَه مصطلحٌ في الـمحكية اللبنانية فيستبدلَه، غوايةً أَو تَـــرَفًا، بمصطلح أَجنبي من لُغة أُخرى أَو بِـمصطلحات عدَّة في لغات أُخرى (كأَن يمزج محكــيّــته اللبنانية بالفرنسية أَو بالإِنكليزية أَو بكلتيهما معًا في جملة واحدة) فدليلُ كسَلٍ عقليٍّ خَـطِـرٍ وليس أَبدًا دليلَ ثقافةٍ لُغويةٍ واسعة.
من هذا الخطَر مثلًا: يكبر الولد على لُغة الخادمات الأَجنبيات في البيت بعباراتِهنّ المكسَّرة الهجينة لأَنهنّ لا يُتقنَّ لغتَنا فينشأُ الولد لا يُتقن لغتَهُنّ ولا يُتقن لغتَه.
أَو يكبَر الولد على حظْـرٍ قاسٍ في المدرسة من التكلُّم باللغة الـمحكية الـمحلية.
أَو يكبَر الولد على لغة حاضناتٍ لبنانيات تَـمنَعُهُنّ ربةُ البيت اللبنانيةُ من مُـخاطبة الولد بالـمحكية اللبنانية ويفرضْن على الحاضنات مخاطبةَ الولد باللغة الأَجنبية.
أَو يكبَر الولد على أَهله يخاطبونه دائمًا بالأَجنبية كأَنما عيبٌ أَن ينمو على لغته الـمحكية الأُمّ.
أَو يكبَر الولد على لغة الإِعلام يتابع بها مذيعًا يَطرح السؤَال مَـخلوطًا بلُغاتٍ أَجنبية، أَو مذيعةً تَـمُدُّ حديثًا مـخلوطًا بكلمات أَجنبية، وينسحب الأَمر تلقائيًّا على إِجابات ضيوف البرنامج أَو الإستفتاء مَـخلوطةً بكلماتٍ من لغات عدّة، فتنتقل ظاهرة الخلْط اللغوي من المجتمع إِلى الإِعلام، ومنه إِلى إِعلانات الطرُقات الـمخلوطةِ الكلمات، وإِلى إِعلانات الحفلات المخلوطة اللغات، وإِلى “مَـخلوطة” لُغوية هجينةٍ رَخوةٍ خَطِرة تُنذِر بتفكُّكِ مُـجتمعٍ يبدأُ انهيارُه الحضاري بكسَل لسانه الذي يستجيب لعقله الكَسول.
بلى، وأُكرِّر: تدميرُ المجتمع يبدأُ من تدمير لُغته.
اللغةُ وطنٌ كامل، متى انخلَطت لغتُهُ الـمحكيّة – تَـرفًا أَو كسَلًا – بكلماتٍ من سواها غريبةٍ، ينخلط الوطنُ الأَصلي بالسوى الغريب، فيكونُ ما كان ذاتَ مرحلةٍ من أَمْر روما التي قَــتَــلَــتْــها الفوضى حينَ غرقَت مشلولةً بين جحافل الغرباء.
اللغةُ تراثٌ، حفاظُنا عليه حفْظٌ هويَّــــتَنَا، واللغةُ وطنٌ يبدأُ حفْظه من الحفاظ على ذاكرته.
من هنا أَنّ في الحفاظ على لغتنا الأُمّ حفْظَ وطنِنا، والحفاظُ على وطننا يـبدأُ من إِيماننا بأَن اللُغة… تراثٌ ووطن.

• هنري زغيب هو شاعر، أديب وكاتب صحافي لبناني، ألّف كتباً عدة بينها: “في رحاب الأخوين رحباني”، “سعيد عقل … إن حكى”، “ربيع الصيف الهندي”، “لغات اللغة: نُظُم الشعر والنثر بين الأصول والإبداع”، “على رمال الشاطىء الممنوع”، “داناي …مطر الحب” وغيرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى