نسرين بلوط تؤرّخ التقاليد والقيم الإجتماعية للقرن التاسع عشر عبر قصة حب مستحيلة
صدرت عن دار ناريمان للطباعة والنشر والتوزيع بالتعاون مع شركة الناشرون للتوزيع في بيروت، رواية جديدة للكاتبة اللبنانية نسرين بلوط بعنوان “الخطيئة”حيث تدور أحداثها في لبنان أيّام الإحتلال العثماني، وتحديداً في مدينة زحلة بين عامي 1840 و 1875.
ويتمحوَر موضوع الرواية حول مجزرة تلك المدينة البقاعية التي حدثت في العام 1860، بعد سلسلة من الإضطرابات بين الفلاحين والإقطاعيين. وتتطرّق المُؤلفة بلغة عربية أدبية جميلة إلى ثورة طانيوس شاهين (إستُبدل الإسم ببطرس) حيث كان الإقطاع يُرهق أعناق الفلاحين ويحثّهم على المقاومة والتمرّد.
وتُركّز الرواية في معظمها على الفتاة الإرستوقراطية المارونية ميرا شاور من زحلة، التي تكون المحور الأساسي في الأحداث؛ تلك الفتاة التي إتخذت الكهف ملاذاً لها للتقرب إلى الله ليحتويها ولكنها تقترف الخطيئة بسبب وقوعها في عشق شاب درزي يغدر بها. وتدخل في متاهة من التردّد بين بقائها في الدير والخروج إلى الحياة. تثور تارة على الله ثم تندم. حيث تتواتر المواقف الإنسانية الصعبة والّتي تجبرها على الهرب من الدير والعودة إليه ثلاث مرّات. والنهاية تكون صادمة نوعاً ما للزّمن الّذي عاشت فيه ميرا وهي تدلّ على بداية ثورة إنسانية على المذهبية والإقطاعية على حدّ سواء.
وكما قال الدكتور مازن حيدر: “لقد تنقلت الكاتبة في روايتها بين العقل والروح مُحاولةً رسم ظلال القلب، فعبر التقاليد والقيم الإجتماعية التي فرضها العقل في زمن الرواية، اي القرن التاسع عشر والحرب الاهلية اللبنانية الاولى، والمؤسسات الدينية التي بسطت سلطتها عبر إسم الروح، نجد بطلتنا ميرا تنتقل بين العالمين محاولة إقتفاء أثر الحب الذي رسم لها درب جلجلة إمتد على مدار الرواية من دون أن يوصلها الى الصلب في النهاية”.
رواية نسرين بلوط، عمل أدبي وثقافي جيد، يُثري المكتبة العربية والعقل الذي يتوق إلى القراءة.