سكان غزة يستنجدون بالشمس للتغلب على إنقطاع الكهرباء

يلجأ سكان غزة إلى الشمس بشكل متزايد لتوفير إحتياجاتهم من الطاقة، وذلك في مواجهة أزمة إنقطاع التيار الكهربائي لفترات تتراوح بين 8 و12 ساعة يومياً.
ولا يقتصر السبب على أن اللوحات الشمسية أقل تكلفة في المدى البعيد، ويمكن الإعتماد عليها بصورة أكبر، لكنها في بعض الحالات – كما هي بالنسبة إلى تامر البرعي- أصبحت أساسية للبقاء على قيد الحياة. وقال البرعي (40 عاماً) الذي عانى من إضطرابات حادة في النوم أثرت على تنفسه وإحتاج إلى إستخدام أسطوانة أوكيسجين للتنفس أثناء الليل: “بالنسبة إلي، الطاقة لا تتعلق فقط بالإضاءة أو الترفيه. إنها مسألة حياة أو موت”. إعتاد البرعي دفع نحو 18 ألف شيقل (4600 دولار) كل عام لتوفير إمدادات الوقود لتشغيل مولد يساعد على تجنب إنقطاع الكهرباء في الليل أو النهار. والآن صار يعتمد على اللوحات الشمسية التي تساعده على خفض التكلفة في المدى البعيد. وأضاف: “دفعت خمسة آلاف دولار لتمديد طاقة شمسية لكل إستخدامات البيت وهذا يوفر لي راحة تمتد لسنوات”. قبل ثلاث أو أربع سنوات لم يكن بوسع كثير من سكان قطاع غزة البالغ عددهم قرابة مليوني نسمة مجرد التفكير في اللوحات الشمسية، لكن خلال العامين الماضيين ومع انخفاض أسعار تلك اللوحات أصبح الأمر أكثر يسراً. فالمدارس والمستشفيات والمتاجر والبنوك وحتى المساجد بدأت بتركيب لوحات فوق أسقفها في مختلف أنحاء القطاع الذي تعرض لأضرار بالغة في العام 2014 بسبب الحرب. وقال نبيل معروف المدير العام لشركة “رينيويل باور” للهندسة والمقاولات ومقرها غزة أن الطلبات في إزدياد وتصل للآلاف، بينما لم يكن قبل عامين ليفكر في أكثر من 12 عميلاُ. وتابع معروف أن غالبية التجهيزات بما في ذلك البطاريات وأجهزة التحكم مستوردة من الصين حيث تصنعها شركات أميركية وكندية وألمانية. وتستورد هذه التجهيزات من خلال إسرائيل التي تسمح بعبورها إلى غزة من خلال أحد المعابر. وتتراوح كلفة النظام بين 1500 و30 ألف دولار، بحسب كمية الطاقة التي يحتاجها الناس. ولغزة ثلاثة مصادر معتادة للطاقة بواقع نحو 60 ميغاواط تنتجها محطة الطاقة الوحيدة في القطاع و30 ميغاواط تستورد من مصر و120 توفرها إسرائيل. وربما توفر الطاقة الشمسية – المتوفرة على مدار العام في غزة بسبب موقعها في شرق البحر المتوسط – للقطاع درجة من الإستقلال في قطاع الطاقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى