الأزمة السورية وتداعياتها على “حزب الله”
عندما بدأت الأزمة السورية لم يبدِ “حزب الله” إلّا تأييداً سياسياً للرئيس بشار الأسد، ثم ما لبث هذا التأييد إلى أن تحوّل إلى إنخراط عسكري تدريجي حيث صار في ما بعد الأساس لصمود النظام في دمشق. وبعد مرور أكثر من أربع سنوات على بداية الحرب الأهلية في سوريا، ما هي تداعياتها على المنظمة الشيعية اللبنانية؟
بيروت – رئيف عمرو
بعدما بدأت حركة سياسية غير عنيفة وغير طائفية إلى حد كبير، تحوّلت الثورة السورية تدريجاً إلى حرب أهلية طويلة ودموية، كما إلى صراع إقليمي بالوكالة أو مباشرة ضم غالبية دول المنطقة والجهات الفاعلة غير الحكومية على حد سواء. اليوم، لا يزال الصراع السوري مدوَّلاً وعسكرياً ومجزَّأً بشكل عميق. تتميز ساحة المعركة الداخلية ببوتقة من الحركات السياسية والمسلّحة المختلفة. ولكن في حين أن تواجد وتشتت وإنتشار الجماعات المسلّحة داخل المعسكر المناهض لنظام الرئيس بشار الأسد معروفة، فإن النظام السوري أيضاً يعتمد على عدد من المنظمات الحليفة غير الحكومية، مثل مجموعات “المجتمع المدافع” السورية المحلية والمنظمات شبه العسكرية الأخرى الموالية للنظام؛ إضافة إلى الميليشيات الشيعية العراقية، وعلى الأخص، “حزب الله” اللبناني.
في الواقع منذ بداية الثورة في بلاد الشام، وقف “حزب الله” بشكل واضح مع نظام الأسد، متحوّلاً من تقديم الدعم السياسي والتضامن لكي يصبح واحداً من الأطراف المُحاربة. إن الأسباب الكامنة وراء نهج “حزب الله” في ما يتعلق بالحرب السورية الأهلية يرتبط بالتحالف الإستراتيجي التاريخي بين المنظمة اللبنانية الشيعية والنظام السوري؛ وبالأهمية الجيو-إستراتيجية للحفاظ على ما يُسمّى “محور الرفض / المقاومة” بين “حزب الله” و”سوريا” وإيران، وكذلك إلى قوة العلاقة الشخصية بين الأمين العام للمنظمة، السيد حسن نصر الله، والرئيس السوري.
ونتيجة لذلك، نما “حزب الله” أن يكون حليفاً أساسياً لنظام بشار الأسد. في هذه الأثناء تطوّرت المنظمة الشيعية على الصعيدين العسكري والسياسي، الأمر الذي أثّر في النهاية على نظرتها الإستراتيجية، وقدراتها ودورها – على حد سواء في سوريا وفي لبنان.
من الناحية العسكرية، زادت مساعدات “حزب الله” للنظام السوري بشكل كبير منذ العام 2011، وتحوّل إنخراطه من دور إستشاري أوّلي ومساعدات عسكرية محدودة إلى دعم عسكري كامل. من الناحية العملية، فقد شارك مقاتلو “حزب الله” في كلّ من العمليات الهجومية والدفاعية، وغالباً ما يرافقون الجيش السوري، وقد مثّلوا قوة مضاعفة رئيسية لنظام الأسد. على مدى السنوات الماضية، ساعد مقاتلو “حزب الله” في الواقع النظام على الفوز في عدد من الإنتصارات التكتيكية المهمة. بما في ذلك المعركة على بلدة القصير الحدودية والمواجهة الطويلة والدامية في منطقة القلمون.
وغني عن القول، بأن هذه المشاركة لفترات طويلة قد أثّرت بشكل مباشر في القدرات العسكرية والنظرة الإستراتيجية الشاملة للحزب. وفيما نما التدخل العسكري المباشر، فإن “حزب الله” يحتاج الآن إلى الحفاظ على وجود ما يقرب من 3،000-4،000 مقاتل على الأراضي السورية. هذا الرقم، على الرغم من أهميته، فهو ليس في حد ذاته غير مستدام بالنسبة إلى المنظمة، نظراً إلى الإقبال على صفوفه بعد العام 2006 وجهود التجنيد الأخيرة الجارية، إضافة إلى ما يُعتقَد أنها قواته القتالية التي تتراوح بين 20 ألفاً و30 ألف مقاتل (بين أعضاء بدوام كامل وأعضاء بدوام جزئي). على الرغم من ذلك، فقد كان “حزب الله” قلقاً حول عدد الضحايا بين صفوفه، الذين يُعتقَد أن عددهم يتراوح بين 1200 و1700 قتيل، إن لم يكن بسبب التداعيات العسكرية لهذه الخسائر، ولكن بالتأكيد بسبب التداعيات السياسية والشرعية السلبية. والإنتشار العسكري المتواصل يعني تكثيف نفقات المجموعة، مما أدّى إلى بعض الضغوط المالية.
كان “حزب الله” حتى الآن قادراً على تحمل التكاليف المالية والبشرية المتصاعدة للحرب. ولكن ليس هناك من ينكر أن تورطه في المستنقع السوري يحد من حريته في المناورة في ما يتعلق بمسارح عملياته الأخرى. على سبيل المثال، فإن ثمن تصعيد غير مقصود مع عدوه التاريخي، إسرائيل، سيكون أعلى في سياق التدخل العسكري الدائر في سوريا. لا يزال من المهم التأكيد على أن القدرات العامة للمجموعة للدخول في مواجهة مع إسرائيل لم تنخفض بشكل كبير، وما هو أكثر من ذلك، أن القدرات العسكرية للتنظيم في ساحة المعركة السورية قد زادت، خادمةً بمثابة ساحة تدريب صعبة وقيِّمة لمقاتليه.
إن عمق وطول فترة التدخل العسكري ل”حزب الله” في سوريا قد أثّرت أيضاً في مصالح المنظمة في ما يتعلق بالحرب وكذلك علاقتها مع نظام بشار الأسد. ببساطة، بعد وضع كل رأس المال السياسي، والمال والدم المراق للحفاظ على بشار الأسد في السلطة، فإن الرهانات عالية للغاية في تنظيم نصر الله. إن إنهيار النظام أو أي تحوّل سياسي يغيِّب ويُبعد تماماً الأسد ومستشاريه المُقرَّبين سيمثل خسارة كبيرة ل”حزب الله”؛ الأمر الذي سيهز مكانته وسلطته في لبنان، ويمكّن المعارضة الداخلية للتنظيم وربما يؤثر في علاقته مع المجتمع الشيعي اللبناني. لإلقاء السلاح ومغادرة سوريا من دون فقدان ماء الوجه أو رأس المال السياسي، فإن “حزب الله” يحتاج إلى إما (من غير المرجح) إنتصار الأسد، وصفقة سياسية تترك قسماً رئيسياً من النظام في السلطة، أو تقسيم فعلي يسمح للنظام السوري – بدعم من إيران و”حزب الله”- الحفاظ على السيطرة على جيب إستراتيجي في البلد.
في المقابل، خلق الوضع تبعية تكافلية بين النظام السوري و”حزب الله”: من ناحية يحتاج الأسد إلى مقاتلي “حزب الله” على الأرض فضلاً عن الدعم الإيراني لمواصلة الحرب، مما يؤدي إلى زيادة إعتماده على المجموعة اللبنانية الشيعية وعلى طهران. من ناحية أخرى، بسبب التكاليف الثابتة المتعلقة بخسارة سوريا، فإن “حزب الله” هو أيضاً في وضع حيث يحتاج إلى بقاء الأسد في السلطة. ومما لا يثير الدهشة، إن التورط في سوريا أيضاً يقوّي ويعمّق التحالف الإستراتيجي والعلاقة مع إيران، التي يحتاج الحزب إلى مساعدتها المالية أكثر من أي وقت مضى لدعم الجهود العسكرية والتي تلتقي أهدافها الجيو إستراتيجية في سوريا مع تلك ل”حزب الله”.
من وجهة نظر طهران، فإن الأمر لا يقل أهمية بأن يكون “حزب الله” قادراً على الإستمرار في دعم نظام بشار الأسد من دون الحاجة إلى الإنخراط أكثر في القتال على الأرض بشكل مباشر. نتيجة ثانوية مثيرة للإهتمام من التدخل العسكري ل”حزب الله” في سوريا هي الإشتراك الفعلي للتنظيم مع روسيا، إذ أن كلا الطرفين يقف على الجانب عينه من الحرب الأهلية. كان التدخل العسكري الروسي في سوريا بالتأكيد تطوراً مرحَّباً به بالنسبة إلى جميع الأطراف في جانب الأسد، بما في ذلك “حزب الله”، لأنه جاء بعد بضعة أشهر حيث كان بشار الأسد وحلفاؤه يخسرون المزيد والمزيد من المعارك إلى المعارضة المنظَّمة والمموَّلة بشكل متزايد أفضل . ولكن في حين أن الدعم الروسي في سوريا هو خبر جيد بالنسبة إلى “حزب الله”، فأنه قد يأتي أيضاً مع ثمن باهظ. على سبيل المثال، لقد أدت متانة العلاقات الروسية – الإسرائيلية والمناقشة العلنية للمصلحة المشتركة في “عدم تعارض” الأنشطة في سوريا إلى وضعٍ حيث أن العمليات الإسرائيلية المُعلَنة للروس ضد “حزب الله” يمكن أن تستمر حتى بعد تورط موسكو على الأرض، بينما حرية المناورة ل”حزب الله” للرد بحكم الأمر الواقع كان محدوداً. في الواقع، في حين أن لدى “حزب الله” وروسيا (وإيران في هذا الشأن) تقارباً في المصالح فورياً في دعمها للنظام السوري، في المدى الطويل فإن مصالحها الجيو-إستراتيجية المتميِّزة قد تؤدي إلى توترات أكثر، على سبيل المثال، “الخطوط الحمراء” المختلفة في ما يتعلق بالصفقات السياسية المقبولة لإنهاء الصراع.
لكن تورط “حزب الله” في سوريا لم يغيّر فقط علاقته مع حلفائه السابقين، مثل سوريا وإيران، فقد زاد أيضاً التنافس وخلَقَ أعداءً جدداً، سواء في سوريا وداخل لبنان. بسبب دوره العسكري في دعم الأسد، فإنه ليس من المستغرب أن نلاحظ أن قوات المعارضة المناهضة لنظام الأسد تنظر إلى “حزب الله” على أنه عدو رئيسي. على وجه الخصوص، أن الجماعات “السلفية الجهادية” تحتقر وتزدري وتستهدف “حزب الله”. وهذا صحيح بالتأكيد عندما يتعلق الأمر بجماعات مثل “جبهة النصرة” أو تنظيم “الدولة الإسلامية”: إنخرطت كلتا المنظمتين في عدد من المعارك الدامية ضد “حزب الله” وفي كلتا الحالتين زاد التنافس العسكري من خلال إعتقادهما بأن الجماعة، والطائفة الشيعية عامة، هي “مهرطقة” في تفسيرها للإسلام. وبالمثل، داخل لبنان، فقد أثار دعم “حزب الله” للنظام السوري ليس فقط توترات سياسية وطائفية بين الطائفتين السنية والشيعية، ولكن أدت أيضاً إلى العنف المباشر ضد جماعة “نصر الله” والطائفة الشيعية بشكل عام. بالفعل في السنوات القليلة الماضية كان هناك عدد من الهجمات المباشرة ضد التنظيم الشيعي بما في ذلك هجمات صاروخية ضد “آلضاحية” معقل “حزب الله” في الضاحية الجنوبية لبيروت؛ تفجيرات إنتحارية ضد أهداف شيعية و”حزب الله” وإيرانية وعمليات إستهدفت القوات المسلحة اللبنانية؛ على سبيل المثال، قامت كتائب عبد الله عزام التابعة لتنظيم “القاعدة” بقصف السفارة الإيرانية في بيروت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013؛ وإدّعت “جبهة النصرة” في لبنان المسؤولية، من بين غيره من الهجمات، عن تفجير إنتحاري دموي في حي العلوييين، جبل محسن، في طرابلس في كانون الثاني (يناير) 2015، وأخيراً، أعلن “داعش” عن مسؤوليته عن هجوم إنتحاري مأسوي في الضاحية الجنوبية لبيروت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015.
في هذا السياق، من الممكن أن نلاحظ كيف أن الإشتراك في الصراع السوري قد جعل “حزب الله” أكثر عرضة للهجمات المحلية، في حين ساهم بشكل عام في زيادة الإستقطاب في الساحة السياسية اللبنانية. بدوره أثّر ذلك في وضع “حزب الله” المحلي وصورته الوطنية، مع تشكيك خصومه السياسيين بقسوة بما إذا كانت التسمية التاريخية “المقاومة الوطنية” تم تمزيقها إلى الأبد والإستعاضة عنها ب”الميليشيا الطائفية”. ورداً على ذلك، إستثمر “حزب الله” في حملة سياسية للتأكيد على الصورة الذاتية كحركة مقاومة وطنية. في الواقع لقد كرر نصر الله في مرات عديدة أن “حزب الله” يعتبر نفسه مقاتلاً ومقاوماً ضد عدوين وطنيين، العدو الإسرائيلي القديم فضلاً عن “التهديد التكفيري” -الذي يحرص “حزب الله” للغاية على وصفه بأنه تحد وطني، وليس تحدّياً طائفياً.
وأخيراً، فقد كان للصراع السوري المستمر تأثيره أيضاً في إستراتيجية “حزب الله” في ما يتعلق بأقدم عدو له والأكثر تعقيداً، إسرائيل. هنا، مع ذلك، فإنه ربما يكون من المستغرب أن نلاحظ أن هذا الأثر لا يزال محدوداً. في الواقع لم يتغير أي شيء عميق في موقف المجموعة الشيعية وإستراتيجيتها في ما يتعلق ب”الحرب المقبلة مع إسرائيل”: منذ العام 2006 واصلت كل من إسرائيل و”حزب الله” في وقت واحد التحضير للصراع المقبل، مع المحافظة على مصلحة إستراتيجية في تأخير هذه المواجهة.
إن تورط “حزب الله” في سوريا لا يغيّر جذرياً المعادلة: إذا كان أي شيء، فإن المنظمة اللبنانية الشيعية هي الآن أكثر إهتماماً في تجنب الدخول في حرب شاملة مع إسرائيل وهي تقاتل في سوريا إلى جانب الأسد وفي لبنان ضد التهديد التكفيري. وحتى الآن قررت مجموعة نصر الله تحديد تربيع الدائرة بين مصلحتين إستراتيجيتين متنافستين: الرغبة في تجنب حرب كاملة مع إسرائيل وضرورة الحفاظ على ردع الأمر الواقع وعدم إعطاء صورة ضعيفة، داخلياً وخارجياً ضد العدو. ونتيجة لذلك، يبدو أن “حزب الله” قد إختار إستراتيجية العين بالعين، أو إنتقاماً محدوداً في ما يتعلق بالإعتداءات الإسرائيلية ضد الهجمات على معدّاته وأعضائه. على سبيل المثال، قوبل هجوم صاروخي في شباط (فبراير) 2014 ضد أهداف ل”حزب الله” على طول الحدود السورية اللبنانية بهجمات على مستوى منخفض على طول الخط الفاصل في الجولان وبتفجير عبوة ناسفة في منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها. وفي الآونة الأخيرة، رد “حزب الله” بسرعة نسبياً وبطريقة مماثلة بعد العملية الإسرائيلية التي ذكر أنها إستهدفت مقاتلين إيرانيين ومن “حزب الله” في الجولان السوري في شتاء العام 2015، مع التركيز مرة أخرى رده على طول مرتفعات الجولان ومزارع شبعا. ووقع أحدث هجوم اسرائيلي مبلّغ عنه ضد أهداف ل”حزب الله” في كانون الأول (ديسمبر) 2015 مع مقتل سمير القنطار، الذي كان إنضم إلى “حزب الله” بعد الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية في 2008 في عملية تبادل مع المنظمة اللبنانية الشيعية، والذي كان قد نشط في إقامة معقل للمقاومة في الجولان السوري. وقد أدّت طبيعة العملية الرفيعة المستوى ب”حزب الله” إلى معالجة موت القنطار علناً، مشيراً بأصابع الاتهام إلى إسرائيل وواعداً بالإنتقام، “مهما كان الثمن”، وقد نفذ وعده بتفجير سيارة مصفحة للجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا المحتلة. وفي الوقت نفسه، فإن فكرة أن القنطار سوف يُنتقم له “في وقت ومكان تختارهما المقاومة” يؤكد حقيقة أن “حزب الله” لا يزال يوازن حاجته إلى الرد مع عدم إهتمامه في حرب شاملة. وهذا قد يؤدي بالمجموعة إلى الإستثمار في عمليات خارجية.
وخلاصة القول، هناك شك في أن تظل الحرب الأهلية السورية تبعية للغاية ل”حزب الله” من حيث الإلتزام العسكري ورأس المال السياسي المحلي والدور الإقليمي. في الواقع، في السنوات القليلة الماضية، أدت المشاركة لفترات طويلة على الأرض في سوريا إلى إعادة تعريف علاقات “حزب الله” مع كل من حليفيه التاريخيين إيران ونظام الأسد، في حين أن تغييراً جزئياً على الأقل وقع في حساب التفاضل والتكامل الإستراتيجي في ما يتعلق بالخصم القديم إسرائيل. وفي الوقت عينه، كان على “حزب الله” أيضاً التعامل مع أعداء مكتسبين حديثاً، مثل تنظيم “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة”، في حين تعلم التعامل مع دول مثل روسيا. في المدى الطويل، فإن التطور المستقبلي للحرب الأهلية السورية سيؤثر كذلك في تطور “حزب الله” في المستقبل. إن الإستمرار الطويل للصراع من المحتمل أن يزيد ضجر الحزب من الحرب ويمكن أن يؤثر سلباً في وضعه العسكري وشرعيته السياسية. وفي الوقت نفسه، فإن “إتفاقاً تفاوضياً سيئاً” يمثّل أيضاً تهديداً كبيراً للمنظمة الشيعية، وإضعاف مكانتها في الداخل وإقليمياً. ونتيجة لذلك، فإن “حزب الله” – مثل الكثير من الأطراف الأخرى على الأرض – قد غرق في صراع – مستنقع يحتاج الحزب إلى وضع حد لتورطه فيه لكنه لا يمكنه أن يخسر.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.