هل يفعلها ترامب؟

بقلم كابي طبراني

يضغط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليتفوّق على نفسه ويكون شجاعاً كالعادة من خلال الإعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان.
إقترح نتنياهو هذا الطلب خلال مؤتمر صحافي مشترك مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في 6 كانون الثاني (يناير) الجاري، الذي كان يزور إسرائيل لمناقشة تداعيات قرار ترامب بسحب الوجود العسكري الأميركي من شمال شرق سوريا.
بالطبع، إن المرتفعات هي جزءٌ لا يتجزّأ من الأراضي السورية التي احتلتها إسرائيل خلال حرب الأيام الستة في العام 1967 ثم “ضمّتها” إليها في العام 1981. وقد رفضت القرارات الأممية المتتالية التي أصدرها مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة هذا الإحتلال الإسرائيلي غير القانوني وقرار الضمّ. لكن تل أبيب، كالمعتاد، تحدّت، وما زالت، الإجماع العالمي ضد إحتلالها وضمها للمرتفعات، حيث تعمل الآن على إتخاذ خطوة إستفزازية أخرى من خلال دعوة ترامب إلى الإعتراف بسيادتها على المرتفعات السورية.
في العادة، أيّ طلب إسرائيلي كهذا للإعتراف بضمّ الدولة العبرية لمرتفعات الجولان سوف يُنظَر إليه على أنه مجرد حماقة وخطوة متهوّرة لو لم يتم توقيته مع إحتلال دونالد ترامب للبيت الأبيض، الذي أقدم فعلياً على سابقة مُتجاوزاً بها الشرعية الدولية عندما اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل في العام 2017.
إن الخوف الأكبر يكمن في الإفتراض القائل بأن الرئيس ترامب قد يُكرّر إعترافه الشائن بالقدس كعاصمة لإسرائيل الآن من خلال الخضوع للضغوط الإسرائيلية مرة أخرى والإعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان وسيادتها عليها. ولا يُمكن لأحد أن يكون مؤهّلاً لفعل ذلك أكثر من ترامب، نظراً إلى سجلّه المثالي كبطل راسخ بالنسبة إلى القضايا والسياسات الإسرائيلية، خصوصاً في ما يتعلق بالأراضي العربية المحتلة، سواء في الضفة الغربية أو في المرتفعات السورية.
وإذا اتخذ الرئيس ترامب مثل هذا القرار، فإنه في الواقع سيدمّر كل الجسور الباقية والمتبقّية بين بلاده والعالم العربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى