لا يا سيّد غوتيريس!

بقلم كابي طبراني

يقبع في السجون الإسرائيلية حالياً 6500 معتقل فلسطيني. ومن بين هؤلاء، يوجد 500 مسجون على ذمة الإدارة. ويعني ذلك أنهم إعتُقِلوا من دون أن توُجَّه إليهم أي تهمة حتى الآن، وهم مُحتَجَزون من دون أن يكون لديهم أي حق بالمطالبة بالإفراج عنهم بكفالة، كما لا يعرفون الشيء الأساسي الذي يجب أن يعرفه كل سجين – وهو تاريخ إطلاق سراحهم. الآن، هؤلاء ال500 ببساطة لا يعرفون تاريخ الإفراج عنهم. وبعدم معرفتهم ذلك فإنهم يُعانون شكلاً من أشكال التعذيب النفسي. وبالنسبة إلى سلطات الإحتلال فهو إحتجازٌ إداري.
من ناحية أخرى، أعلن أخيراً 1500 سجين فلسطيني الإضراب عن الطعام. لماذا؟ للمطالبة بحقوقهم – حقوقٌ مثل إنهاء دورة الإعتقالات الإدارية التي لا تنتهي. ويريدون أيضاً الحصول على حقوقهم الأساسية الأخرى، مثل: الهواتف، ليستطيعوا الإتصال بأسرهم، حتى لو كان من الضروري رصد هذه المكالمات، وضمان زيارات أكثر إنتظاماً لعائلاتهم لهم، وتحسين الرعاية الصحية، وإنهاء إستخدام الحبس الإنفرادي التعسفي – وهو شكلٌ آخر من التعذيب النفسي الذي تستخدمه إدارة الإحتلال.
الواقع أن المطالب معقولة وعادلة. ولو كانت إرتُكِبت هذه الإنتهاكات على سجناء في أي مكان آخر في العالم، لكان هناك إحتجاج صارخ ومُدَوٍّ. ويتوقع المرء عادة أن تقوم هيئات دولية مثل الأمم المتحدة، التي من المُفترَض أن تركّز على المظالم التي ترعاها الدولة، ببث ونشر القضية، والإدلاء ببيانات الإدانة، وبذل قصارى جهدها لوضع حدّ لهذا التضييق للعدالة وإساءة إستخدام السلطات القضائية والادارية والنفسية. ولكنها الأمم المتحدة – وصمتُها في الواقع يصمّ.
فلماذا الصمت، وعدم الإدانة، وعدم التفوّه بأي كلمة لدعم هؤلاء ال500 شخص المسجونين على ذمة الإدارة من دون أي تهمة؟ لماذا فقدت كلٌّ من الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان صوتها الجماعي للمدافعة عن ال1500 شخص الذين يحاولون إبراز مظالم السجناء؟ ولماذا لا يوجد إهتمام للأسباب الذي تم بموجبها إعتقال 6500 فلسطيني – الإحتجاج بنشاط والعمل ضد الإحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، وقمع الحقوق، وإخضاع شعب؟
الجواب، بكلمة واحدة، عن كل هذه الأسئلة هو: إسرائيل. والعلاقة بين تل أبيب والأمم المتحدة هي حقاً علاقة مُريحة. يوم الأحد، في 23 نيسان (إبريل) الجاري، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس فى نيويورك أمام المؤتمر اليهودي العالمي أنه سيقف ضد التحيّز المناهض لإسرائيل، وبأن إسرائيل يجب ان تُعامَل مثل أي دولة اخرى. لا يا سيد غوتيريس، أنت مخطئ تماماً. إن إسرائيل ليست مثل أي دولة أخرى. فطالما إستمرّت في إرتكاب مثل هذه المظالم وإحتلال أراضٍ عربية فإنها تستحق العُزلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى