مؤتمر في كندا يناقش بناء اقتصاد دولي متوازن
أقيم في مدينة مونتريال الكندية المنتدى الاقتصادي الدولي للأميركتين بمشاركة ما يزيد عن 3500 شخص من المؤسسات والشركات الكبرى وصناع القرار في العالم، لدرس جوانب متنوعة لتطوير الاقتصاد والصناعة والاستثمار والتنمية البشرية في العالم.
وتحت عنوان “بناء اقتصاد متوازن” عقدت الدورة الـ21 للمؤتمر وترأسها رئيس اللجنة التنفيذية المدير التنفيذي لشركة “توتال” النفطية، باتريك بويانيه، والمدير التنفيذي رئيس “هاني ويل” الأميركية، ديفيد م كوت، حيث جمعت نحو 190 متحدثاً من كبار المديرين التنفيذيين لشركات عالمية وخبراء في الاقتصاد والتنمية البشرية وأكاديميين.
وقال رئيس المنتدى نيكولاس ريميار في تصريح صحافي: “موقع كندا في السياسة والاقتصاد العالميين يمكّنها من أن تكون مكاناً مهماً لمؤتمر كهذا، وصلة وصل لفهم القضايا الاقتصادية والتنموية والبيئية وإيجاد الحلول لها في ضوء تباطؤ الاقتصاد في بعض دول أوروبا وأجزاء من أميركا الشمالية”، مضيفاً أن تنوع المواضيع المطروحة في المؤتمر مهم للإلمام بجوانب متنوعة من التنمية والتطوير.
وأضاف: “أهم ما في هذا المؤتمر هو تنوعه، نحن نضع حول الطاولة سياسيين وصناع قرار في شركات للطاقة ومؤسسات مالية ومنظمات للتنمية الدولية، وأشخاصاً من شركات يتحدثون عن الاستثمار ومساهمات في التنمية البشرية والصحة وحماية البيئة (…) نحاول أن نأتي بالأطراف التي لديها قضايا للحل وأفكار للابتكار التقني ونجمعها بالجهات صاحبة القرار وبأصحاب الأفكار. في هذا المؤتمر، لدينا شركات مثل توتال ومؤسسات ومنظمات مثل أوكسفام، والفرنكوفونية، وغرف تجارية وجامعات ومصارف دولية وشركات تقنية عالية، تجتمع وتطرح القضايا المتنوعة وأفكاراً للحل وللتطوير من الجوانب كافة”.
وتابع: “أعتقد أن من المهم جداً إنشاء علاقات حول العالم مع الأطراف المعنيين بتطوير الاقتصاد وتوازنه والتنمية، وفي هذا الإطار تأتي دول في الشرق الأوسط في مقدم اهتماماتنا لتوسيع التعاون معها وزيادة نسبة المشاركة (…) هدفنا للعام المقبل هو زيادة نسبة المشاركة من المنطقة العربية”.
يذكر أن موضوع إنتاج الطاقة ومصادرها وعلاقتها بالبيئة استحوذ على حيز مهم من المؤتمر. واستحوذت الجلسات المتعلقة بإنتاج النفط، في ضوء أسعاره المنخفضة وآثارها الجانبية في الاقتصاد العالمي، على اهتمام الحضور من مختلف الجنسيات والبلدان.
وأفاد مشاركون بأن ثلاثة مليارات شخص حول العالم لا يتلقون كميات كافية من الطاقة بينما يعيش أكثر من مليار شخص من دون أي شكل من أشكال مصادر الطاقة.
وأشار المدير التنفيذي لـ”توتال”، باتريك بويانيه، إلى وجود الكثير من التحديات التي تواجه العالم في ما يتعلق بإنتاج الطاقة والحفاظ على البيئة وتوازن الاقتصاد الدولي، في ضوء أسعار النفط المنخفضة والسوق غير المستقرة، مشيراً إلى أن الكثير من البلدان ربما تأثر بانخفاض الأسعار ومنها روسيا وإيران، ولكن الكثير من الدول الأخرى لم يتأثر.
وقال أمام الحضور: «الطاقة هي الحياة (…) في 2014 كان الوقود الأحفوري يمثل نحو 83 في المئة من مصادر الطاقة بينما تمثل المياه 5 في المئة (…) نحتاج إلى تنويع مصادر الطاقة، اليوم هناك نحو 1.2 مليار شخص حول العالم ليس لديهم أي شكل من أشكال الطاقة، هؤلاء لهم الحق في ذلك، التحدي هو أن نكون أقوى من ناحية الاكتفاء بالطاقة”.
وأشار متحدثون إلى أن انخفاض أسعار النفط سيؤثر في مستقبل السوق النفطية بسبب تراجع الاستثمار في القطاع نتيجة هذا الانخفاض وبالتالي نقص الأرباح المتوقعة وخصوصاً في الدول التي ترتفع نـــسبة الإنـــتاج فيها ومنها كندا.
وحذر مشاركون مثل المديرة التنفيذية لمجموعة “وارويك” للطاقة، كاثرين ريتشارد، من أن سوق النفط ليس من السهل توقع اتجاه سيرها و”خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار تداخل عوامل السياسة والاستقرار في الدول النفطية وتأثيرها في ارتفاع أسعار النفط وانخفاضها”. وأضافت: “اليوم انخفض إنتاج العراق بنحو 60 في المئة بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة (…) يجب أن نقرأ الأمور من كل جوانبها”.
وأشار مشاركون آخرون إلى أن تراجع الاستثمار وتأثيره في نمو السوق النفطية ومنتجاتها وتطويرها واليد العاملة فيها، سيظهر على المدى البعيد عندما تحاول السوق تعديل السعر وتعويض الاستثمار الذي خسرته والذي يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
ودعا جورجي بويس من شركة “بيبودي” إلى رفع الحظر عن تصدير منتجات النفط الأميركية، مشيراً إلى أن إنتاج الغاز الصخري ساهم في تغطية نسبة كبيرة من حاجة السوق الأميركية.