قطر: زيادة الناتج يعززها تنفيذ المشاريع الكبرى
توقع خبراء أن يتواصل تسارع وتيرة نمو الناتج المحلي الحقيقي في قطر خلال العام الحالي، مع إستقرار إنتاج النفط وإستمرار النمو غير النفطي مرتفعاً، وفق تقرير لـ”مجموعة بنك قطر الوطني”. وكانت وتيرة نمو الاقتصاد القطري تسارعت في الربع الأول “مدفوعة بالنمو القوي في قطاعات البناء والخدمات المالية والتجارة والمطاعم والفنادق”، إستناداً إلى معطيات وزارة التخطيط التنموية والإحصاء.
وزاد نمو الناتج بالغاً 6.2 في المئة في الأشهر الثلاثة الأولى من السنة، مع “إتساع القطاع غير النفطي بنسبة 11.5 في المئة نتيجة التقدم السريع في تنفيذ المشاريع الكبرى”. وسُجلت هذه الوتيرة السريعة للنمو “على رغم تراجع الناتج المحلي للقطاع النفطي بنسبة 1.2 في المئة بفعل إنخفاض إنتاج النفط وإستقراره في منشآت الغاز الطبيعي المسال”.
وأوضح التقرير أن البيانات الجديدة حول الناتج “تتماشى مع توقعاتنا حول نموه بنسبة 6.8 في المئة هذه السنة”، ورجح إستمرار الوتيرة السريعة خلال عامي 2015 و2016، بفضل مواصلة تنفيذ المشاريع الكبرى، مع إرتفاع النمو بمتوسط 7.7 في المئة”.
ولاحظ أن النمو القوي في القطاع غير النفطي “ظل مدفوعاً بسرعة تنفيذ المشاريع الرئيسية للإستثمار في البنية التحتية منذ منتصف عام 2013، ما أدى إلى نمو لافت في قطاع البناء الذي توسع فعلاً بنسبة 19.6 في المئة في الربع الأول من السنة”. ورأى أن ذلك “يساهم بنسبة 2.3 في المئة في النمو الكلي”، كما أفضى “تزايد نشاطات المشاريع إلى إرتفاع مطرد في عدد الأيدي العاملة التي تُوظّف في قطر، ونتج من ذلك زيادة في عدد السكان نسبتها 11.6 في المئة حتى نهاية آذار (مارس) الماضي، وساعد ذلك بدوره على دفع النمو في قطاع الخدمات”.
وإستناداً إلى التقرير، “ساهمت الخدمات في نسبة 4.2 في المئة من النمو الحقيقي، وكان أداء قطاعات مثل الخدمات المالية والتجارة والمطاعم والفنادق جيداً”. وأكدت البيانات “استمرار التنويع الاقتصادي في قطر بعيداً من القطاعات النفطية”. ولم يستبعد أن يضطلع القطاع غير النفطي بـ”دور أكثر أهمية في دفع النمو الاقتصادي، مع توقعات بإستمرار إستقرار الإنتاج النفطي على المدى المتوسط”.
ولفت التقرير إلى أن مواصلة تنفيذ مشاريع البنية التحتية “يساهم مستقبلاً في الحفاظ على نمو مرتفع للقطاعات غير النفطية”، مشيراً الى مشاريع قيد التنفيذ، تحديداً مشروع مترو الدوحة ومشاريع كبرى في مجال تطوير البنية التحتية داخل العاصمة وحولها، مثل مشروع “مشيرب وسط الدوحة” ومشروع “لوسيل” في الشمال والطرق والشوارع السريعة الجديدة، فضلاً عن أعمال توسيع المطار الجديد.