من طهران الى الموصل… إيران واللعبة الكُبرى في الشرق الأوسط

كل العيون حالياً شاخصة على معركة تحرير الموصل التي ستكون لها تداعيات كبرى على العراق والمنطقة لما تحمله بين ثناياها من منافسات قوية بين القوات المشاركة في المعركة، كما يشرح ويوضح التقرير التالي:

قوات "الحشد الشعبي": شيعية الهوية، إيرانية الهوى، ومحمية قانونياً من الحكومة
قوات “الحشد الشعبي”: شيعية الهوية، إيرانية الهوى، ومحمية قانونياً من الحكومة

بقلم أفشون أوستوفار*

وأخيراً وقعت معركة تحرير الموصل. إن القتال من أجل إزاحة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) من ثاني أكبر مدينة في العراق، التي إحتلّها في حزيران (يونيو) 2014، يَعِد، كما رأينا حتى الآن، بأن يكون مستنقعاً دموياً. الإنتصار في المعركة قد يستغرق أسابيع أو حتى أشهراً.
بالإضافة إلى تحديات الإستيلاء على المدينة، فإن العدد الكبير للجهات الفاعلة المعنية في “دراما” الموصل قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة عندما يتم القضاء على “داعش” وإزالته. من جهتها تدعم الولايات المتحدة تحالفاً يضم القوات العسكرية العراقية والميليشيات القبلية السنية. وتشارك أيضاً قوات البيشمركة الكردية وإلى حد كبير الميليشيات الشيعية، التي تقتصر مهمتها على تحرير القرى والبلدات خارج المدينة. وتهدف الخطة إلى إنهاء سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على محيط الموصل، والهجوم على المدينة من مختلف الزوايا، وترك ممر خروج مفتوح فيها للسماح ل”داعش” بالتراجع إلى سوريا. كما أن تركيا، التي لديها فعلياً قوات موجودة في شمال العراق لملاحقة قوات حزب العمال الكردستاني، ورَعَت وكلاء عراقيين من السنة، قد فشلت في تأمين دور رسمي وجدي في الحرب. ومع ذلك فإنها حشدت قواتها على طول الحدود التركية – العراقية وهددت بغزوٍ واسع النطاق في منطقة الموصل.
بإختصار، كل لاعب كبير له مصالح مختلفة في حملة الموصل، وسوف يرغب في دفع تلك المصالح فيما يحاول منع منافسيه من القيام بالشيء عينه.
ومن بين القوى الخارجية هناك، فإن إيران هي واحدة من الأكثر إثارة للإهتمام. خصمٌ رئيسي منذ أمد طويل للولايات المتحدة في العراق، فإن هدف طهران الفوري – مساعدة الحكومة العراقية على طرد “داعش” من الموصل ومن المناطق المحيطة بها– يلتقي الآن على الأقل جزئياً مع هدف واشنطن. ولكن في فوضى الشرق الأوسط اليوم، فإن تحقيق هذا الهدف البسيط سيقدم للجمهورية الإسلامية مجموعة من التحديات.

لا أصدقاء جدداً

منذ سقوط نظام صدام حسين في العام 2003، كانت إيران متورطة بشكل وثيق مع جارها العراق. حلفاء طهران من الشيعة العراقيين، الذين قُمِعوا لفترة طويلة في عهد صدام، يهيمنون الآن على السياسة في البلاد. بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية، التي تفتقر إلى الأصدقاء في المنطقة، فإن تحوّل العراق من دولة مجاورة معادية إلى حليف مشارك في الدين كان نعمة، والحفاظ على الدولة العراقية هو الآن واحدة من المصالح الأمنية الحيوية لطهران.
الواقع أن أساس القوة الإيرانية في العراق يكمن في دعم طهران للميليشيات الشيعية وقادتها الأقوياء سياسياً. لقد أمضى الحرس الثوري الإسلامي الإيراني ما يزيد على عقد من الزمن في تدريب، وتمويل، وتنظيم هؤلاء العملاء. اليوم، فإن الميليشيات تعمل تحت قيادة جزئية للواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس- نخبة الحرس الثوري المسؤولة عن العلاقات التي تتجاوز الحدود الإقليمية. إن الميليشيات المُدرَّبة من قبل فيلق القدس هي من الأنصار النشيطين لبشار الأسد في سوريا، وكانت مركزية بالنسبة إلى الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق، حيث إكتسبت سمعة طائفية.
وكانت هذه الميليشيات نعمة ونقمة في آن واحد بالنسبة إلى إيران. بعد إستيلاء “داعش” في العام 2014 على كثير من أراضي العراق، عمد الحرس الثوري الإيراني إلى المساعدة على إنشاء قوات تعبئة شعبية “الحشد الشعبي”، وهي منظمة مظلة للميليشيات الشيعية الرئيسية في العراق. ونظراً إلى أن “الحشد الشعبي”، قد تبنتها الحكومة العراقية قانونياً، فإن القوات الموالية لإيران إكتسبت مزيداً من الشرعية، وحرية أكبر للعمل، ودوراً بارزاً في الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”. وبالتالي فقد إكتسبت إيران ومعها الحرس الثوري نفوذاً أكبر في المشهد السياسي والأمني في بلاد ما بين النهرين.
لكن على الرغم من أن منظمة “الحشد الشعبي” كانت مركزية في الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، فإن إعتداءاتها المتكررة على المدنيين السنة إرتبط بإسمها وأساء إلى سمعتها. في المقابل، فقد تم تهميش “الحشد الشعبي” في الحملة الرئيسية على الموصل، في جزء كبير منه لأن واشنطن وأنقرة وآخرين يخشون بأن يعمد المقاتلون إلى الإنتقام من المدنيين السنّة في الموصل. ولما كانت هذه الميليشيات في معظمها عميلة للحرس الثوري الإيراني، فإن اللوم سوف يُوَجَّه إلى إيران في أي مشكلة تقع في العمليات الآتية. إن الخلافات الضيقة بين الميليشيات تجعل إيران تبدو في صورة سيئة، وتربطها بنوع من الطائفية التي ترفضها السلطات الإيرانية رسمياً – خصوصاً المرشد الأعلى آية الله خامنئي، الذي يدعو ظاهرياً إلى الوحدة الإسلامية على عموم التشيّع. (ليس كافياً، مع ذلك، لرفض الميليشيات).
وتريد إيران أيضاً الحفاظ على الحكومة العراقية كحليف. إن العراق ليس فقط إحدى الدول المجاورة ولكن أيضاً واحدة من دولتين صديقتين لإيران في العالم العربي، إلى جانب سوريا – الأسد. تتشارك بغداد وطهران العلاقات الإقتصادية، والمخاوف الأمنية من المملكة العربية السعودية والتطرف السنّي على نطاق أوسع، ولكن علاقاتهما يوترها في بعض الأحيان التقارب بين العراق والولايات المتحدة. إن واشنطن تُقدّم مساعدات إلى بغداد لا تستطيع طهران مجاراتها: في المجال العسكري وحده، فإن القوة الجوية والدعم البري الأميركيين قد ساعدا العراق على تحقيق مكاسب كبيرة ضد “داعش”. أما إيران وعملاؤها من الميليشيات فهما غير مرتاحين من تورط الولايات المتحدة في الحرب – لقد أدّى الضغط الأميركي على بغداد إلى إجبارها على تهميش الميليشيات في العمليات الرئيسية، وإعادة القوات والأعتدة العسكرية الأميركية إلى العراق. وقد حاولت طهران إستخدام عملائها الشيعة، الذين هددوا بإستهداف القوات الأميركية، لجعل العودة إلى البلاد تبدو غير جذابة بالنسبة إلى الولايات المتحدة. على الرغم من ذلك، فقد تنازلت إيران عن الدور المتقدم والرئيسي في الموصل الى الجيش العراقي المدعوم من أميركا.

المشاكل المستقبلية

إن مصالح إيران في العراق، مع ذلك، ليست واضحة: إنها تريد من الحكومة في بغداد والميليشيات الشيعية تحقيق النجاح على طريقتهما. يجب أن تستمر الميليشيات في توسيع نفوذها محلياً وفي قطاع الأمن في العراق. وبقدر ما تقع أراض ومواقع أكثر أهمية بشكل فعال تحت سيطرة الميليشيات (مثل القواعد العسكرية، والطرق السريعة، ونقاط التفتيش، ومعابر الحدود، والمدن الرئيسية والقرى)، سيكون من الأسهل على الحرس الثوري الإيراني القيام بعمله في العراق. مع ذلك، تريد إيران من الحكومة العراقية إعادة تأكيد سلطتها في الموصل، وأن تبدو هذه السلطة مشروعة للسكان السنّة في المنطقة. للقيام بذلك، يجب تجنب التجاوزات الطائفية. في الوقت الراهن على الأقل، كانت بغداد قادرة على الحفاظ على الميليشيات الموالية لإيران على هامش حملة الموصل.
من ناحية أخرى، إن التورط المحتمل لتركيا يزيد من تعقيد الأمور. على الرغم من أن لدى إيران علاقات مع تركيا أفضل من تلك التي مع المملكة العربية السعودية، فإن كلاهما أعداء في سوريا، وربما الآن في العراق، حيث يوجد مستشارون عسكريون أتراك يقومون بتدريب وكلاء. ورغم إعتراضات بغداد وطهران، فقد أكدت أنقرة أخيراً حقها في أن تشارك في تحرير الموصل. وقد حشدت أيضاً قوة كبيرة على طول الحدود التركية – العراقية، مُهدِّدة بأنها مستعدة للمضي قدماً نحو الموصل.
من جهتها تعتبر تركيا شمال العراق جزءاً من المجال الطبيعي لنفوذها، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد تحدث عن المطالبات التاريخية لبلاده على الموصل، وهي مقاطعة عثمانية سابقة. إن المشاركة في تحرير المدينة سوف تساعد أنقرة على دفع تلك المطالبات وتأمين تواجد عسكري دائم في شمال العراق. بغض النظر عن نهاية اللعبة، فإن توسعاً للوجود التركي في العراق سيُعتبَر تهديداً مباشراً للمصالح الإيرانية، وكغزوٍ غير شرعي من قبل الميليشيات والحكومة العراقية. في إشارة الى تهديدات تركيا وحشد القوات، قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي: “نحن لا نريد الحرب مع تركيا، ونحن لا نريد المواجهة مع تركيا … ولكن إذا حدثت المواجهة، فنحن مستعدون لذلك . سنعتبر تركيا عدواً وسنتعامل معها كعدو”.
مدينة تلعفر العراقية على بعد 40 ميلاً غرب مدينة الموصل، قد تكون نقطة إنطلاق للتوترات الإيرانية-التركية. أعطيت الميليشيات الشيعية المدعومة من قبل القوات الجوية العراقية زمام المبادرة في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة من “داعش”. وهذا الأمر لم يرق لأردوغان، الذي صرح أخيراً: “تلعفر هي قضية حساسة للغاية بالنسبة إلينا. نحن بالتأكيد لا نعتبر [تورط الميليشيات الشيعية] إيجابياً في تلعفر وسنجار”، وحذر “الحشد الشعبي” من ” إرهاب” المنطقة.
تلعفر هي مدينة مختلطة بين السنة والشيعة تتألف الى حد كبير من أصول تركية. وقد فر معظم الشيعة منها بعدما إستولى تنظيم “الدولة الإسلامية” على المدينة، وكثيرون، بمن في ذلك الأتراك، يشعرون بالقلق من ان قوات “الحشد الشعبي” الشيعية المنتصرة قد تنتقم من السكان السنة. وفي الوقت عينه، فقد إستجابت منظمة “الحشد الشعبي” بالنسبة إلى المشاركة التركية المحتملة في تلعفر بالقول إن أي قوات تركية ستُعتبَر عدوة، مع إعلان المتحدث الرسمي بإسم ميليشيا “عصائب أهل الحق” الموالية لإيران: “لدينا بالفعل خطط لمواجهة أي تدخل للقوات التركية”.
ويمكن لأكراد العراق أن يشكلوا مشكلة مماثلة. يتمتع كلٌّ من إيران والحرس الثوري بعلاقات عمل جيدة مع الزعيم الكردي العراقي مسعود بارزاني والبيشمركة؛ ومع ذلك فإن عملاء إيران الشيعة ليست لديهم علاقات جيدة مع الأكراد، حيث إشتبكوا فعلياً مع قوات البيشمركة مرات عدة. وهذه التوترات ستكون في الخلفية في أثناء عملية الموصل وفي أعقابها مباشرة. ولكن الموصل هي أكبر جائزة حتى الآن في حرب العراق ضد “داعش”، ويريد كل الاطراف الإستفادة من ذلك. وقد حذرت الميليشيات الشيعية بالفعل الأكراد والأتراك من الدخول إلى الموصل، ولكن من غير المرجح أن يستمع أحد منهما. وقد ذكر قادة البيشمركة أنهم لن يدخلوا المدينة، ولكن مع مشاركة الكثير من القوى المتنافسة لتضييق الخناق على المنطقة العامة نفسها، فإن إحتمال سوء الفهم الذي يؤدي إلى العنف يبدو مرتفعاً.
لتجنب المزيد من التصعيد، تحتاج إيران إلى تجنب الإشتباكات الخطيرة بين المصالح التركية والكردية والشيعية في الموصل. لذلك تفضّل الجمهورية الإسلامية أن تأخذ الحكومة العراقية المدينة. ولكن التوترات بشأن مستوى مشاركة الميليشيات الشيعية من المرجح أن تستمر مع إستمرار المعركة وفي أي فراغ أمني بعد “داعش”. في البداية على الأقل، التخلي عن السيطرة المباشرة للمدينة للقوات الحكومية العراقية، مع الحفاظ على دورٍ للميليشيات في المناطق المحيطة بها، من شأنه أن يمكّن إيران من الحفاظ على موطئ قدم في مسرح الموصل وضغط مصالحها عندما تحتاج إلى ذلك. لكن إحتلال الموصل من قبل أي قوة خارجية، سواء كردية أو تركية، سيكون لعنة بالنسبة إلى الحرس الثوري الإيراني، وعلى الأرجح ستقاومه الميليشيات بشكل صريح.

أيّ إيران؟

وراء كل هذه الحسابات يكمن توتر في قلب العلاقات الإيرانية-العراقية. إن حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني مسؤولة من الناحية النظرية عن السياسة الإيرانية في العراق. لكن تأثير روحاني الفعلي في بلاد ما بين النهرين هو في مركز ثانٍ بعيد من سليماني والحرس الثوري. في الواقع، يُعتبَر سليماني، بسبب وضعه المُبجَّل بين الميليشيات الشيعية، السياسي الإيراني الأكثر نفوذاً في العراق اليوم. وبسبب علاقة سليماني الوثيقة مع خامنئي، وتأييد الأخير لإستراتيجية الأول الإقليمية، فإنه ليس لدى روحاني أي خيار سوى أن يتبع مسار الحرس الثوري.
وهذا الأمر يُحدث فرقاً في ما يتعلق بسياسة إيران التي تتبعها فعلاً في العراق. بالمقارنة مع الحرس الثوري الإيراني فإن حكومة روحاني هي أكثر ميلاً نحو التسوية، وتفضّل التأثير الذي يأتي من خلال علاقات شرعية مع قادة وحكومات أجنبية أخرى. وروحاني إستثمر في الميليشيات الشيعية أقل بكثير من الحرس الثوري الإيراني، وعلى الرغم من أن تلك الجماعات قد تخدم مصالح إيران، فإنها تأخذ أوامرها من سليماني. ولو يستطيع روحاني الحصول على مزيد من السيطرة على سياسة إيران في العراق، فإن المرء يتوقع أن يرى إهتماماً أقل بوضع العملاء من الميليشيات لصالح إنخراط أكثر وضوحاً على مستوى الدولة. ومن شأن ذلك أن يضع المزيد من التباعد بين إيران والقوات شبه العسكرية في العراق، وجعل طهران أقل مسؤولية وذنباً لسلوكها.
وينبغي أيضاً أن يُنظَر إلى التنافس بين روحاني والحرس الثوري في سياق السياسة الداخلية الإيرانية. لقد هيمن الحرس الثوري منذ فترة طويلة على السياسات الإيرانية في الشرق الأوسط، كما أن حكومة روحاني لم تتحداه بشكل جدي في تلك الساحة. ومع ذلك، فقد تصارع روحاني مع الحرس الثوري الإيراني على مجموعة من القضايا الأخرى، من الإتفاق النووي إلى توسيع التجارة مع الغرب. تلك المنازعات السياسية والخلافات الايديولوجية الأكبر بين المتشددين والإصلاحيين المعتدلين تغّذي حالياً الإنقسام السياسي في الجمهورية الإسلامية.
حصل المعتدلون في إيران على مكاسب ضخمة منذ وصول روحاني إلى السلطة، وخصوصاً التمثيل في البرلمان ومجلس الخبراء، وهو هيئة دينية يمكنها تحديد من هو المرشد الأعلى المقبل. هذه المكاسب مهددة في الصميم مع المتشددين، بما في ذلك الحرس الثوري الإيراني، الذي سوف يكون حريصاً على هزيمة روحاني في الإنتخابات المقبلة في حزيران (يونيو) 2017. إن الإجراءات ذات الطابع الحربي من قبل الحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك التحرش العدواني بالسفن البحرية الأميركية في الخليج العربي والعديد من الإعتقالات لحاملي الجنسية المزدوجة، قد تكون جزءاً من حملة لتقويض جهود روحاني للتعاطي الدولي مع الغرب.
هل يمكن للحرس الثوري إتباع نهج مماثل في العراق؟ إن توسيع الحرب في بلاد ما بين النهرين لا يتناسب مع مصالح الحرس الثوري في الوقت الحاضر لأن هزيمة “داعش” تحتاج إلى القوة الجوية والمساعدات العسكرية الأميركية، ولكن يُمكن أن يكون لذلك معنى في سياق تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة أو تركيا في سياق ما بعد “داعش”. يمكن للسياسة المثيرة للجدل في عام الإنتخابات في إيران أيضاً أن تزيد من إحتمالات المغامرة لدى الحرس الثوري، كما أن حدوث تصعيد في الصراع في العراق من طريق تركيا أو الميليشيات الشيعية يمكن أن يؤدي إلى ذلك.
إن معركة الموصل هي الخطوة الأكثر أهمية في حرب العراق ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” حتى الآن. كل اللاعبين الرئيسيين في المنطقة يريدون تحرير المدينة، ولكن المصالح المتنافسة تجعل أي سيناريو ما بعد “داعش” محفوفاً بالمخاطر. لقد تمكنت إيران حتى الآن من تحقيق توازن مصالحها بين الحكومة في بغداد وعملائها الشيعة، ولكن تقاطع المطالبات التركية والكردية والشيعية بالنسبة إلى الموصل والمناطق المحيطة بها، جنباً إلى جنب مع الخصومات السياسية في الداخل، قد يجعل المحافظة على فعل التوازن هذا صعباً جداً.

• دكتور أفشون أوستوفار هو مؤلف كتاب “Vanguard of the Imam: Religion, Politics, and Iran’s Revolutionary Guards”، وأستاذ مساعد في شؤون الأمن القومي في كلية الدراسات العليا البحرية في مونتيري بولاية كاليفورنيا.
• كُتِب هذا الموضوع بالإنكليزية، وعرّبه قسم الأبحاث والدراسات في “أسواق العرب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى