ليس هناك من منتصر في حرب اليمن بل خاسر أكبر

بقلم كابي طبراني

يبدو حالياً أن هناك بصيصَ أمل في الأفق لجمع الجانبين المُتناحرين في اليمن إلى طاولة المفاوضات بهدف إنهاء القتال الذي أوقع البلاد في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
هناك الآن أكثر من 12 مليون يمني يتضوّرون جوعاً وعلى شفا المجاعة، وخصوصاً الأطفال منهم. وقد إنضمت أميركا أخيراً إلى الأمم المتحدة ودول أخرى في ممارسة الضغط على الجانبين لإنهاء الحرب. وفيما دعا وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس إلى وقفٍ فوري لإطلاق النار بين التحالف الذي يتزعمه السعوديون والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، كان المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، مشغولاً بعقد محادثات مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الرياض ورئيس اللجنة الثورية الحوثية محمد علي الحوثي في صنعاء، وسط أصوات متزايدة تدعو إلى عقد محادثات لوقف إطلاق النار في السويد في وقت مبكر من الشهر المقبل.
لا يوجد منتصرون في هذا النزاع المسلح المأسوي الذي دام ثلاث سنوات، لكن هناك خاسراً أكبر هو الشعب اليمني. ومع عدم وجود أي أمل في تحقيق نصر عسكري من قبل أيّ من الجانبين، فإنه ينبغي أن يكون هناك وحيٌ هبط على الطرفين المتحاربين لإعطاء فرصة للسلام.
الجهود السابقة فشلت في إنهاء الحرب. في العام 2016، كانت هناك جهود للتوصل إلى وقف إطلاق النار ولكن من دون جدوى. في أيلول (سبتمبر) من هذا العام، كان هناك جهد جريء آخر من قبل الأمم المتحدة لجلب الجانبين إلى طاولة السلام في جنيف، ولكن تلك المحاولة العقيمة تعثّرت أيضاً عندما رفض الحوثيون الحضور.
وراهناً، تغيّرت الظروف في اليمن إلى الأسوأ، ويُدرك كلا الجانبين الآن أن النصر لم يعد ممكناً. وقد التزم الطرفان الآن بقبول وقف إطلاق النار أولاً، ثم التوصل إلى اتفاق سلام يستند إلى تنازلات معقولة من الجانبين.
يجب أن تكون الرياض وطهران من جهتهما قد توصلتا إلى قرار واقتناع بأن استمرار الحرب اليمنية لن يؤدي إلى انتصار حاسم لأيٍّ من الجانبين. ومن المؤسف أن الأطراف المتحاربة لم تستطع أن تُدرك في وقت سابق أن القتال على حساب الشعب اليمني لن يؤدي إلى النصر لأيّ منها. ولكن كما يقول المثل، أن يأتي الحلّ متأخّراً أفضل من ألّا يأتي أبداً.
هناك الآن أملٌ متزايد في أن يجتمع الطرفان في السويد في الشهر المقبل، حيث سيصلان إلى اقتناع مُتجدّد بأن اليمن بحاجة ماسة إلى حل سياسي بدلاً من حل عسكري. ومع هذا التغيير في الحالة الذهنية، قد تنتهي معاناة الشعب اليمني ومحنته في النهاية.
قولوا “إن شالله”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى