لَقَبٌ تستحقه الشارقة

بقلم هيكل مهدي

إسأل أي مقيم منذ فترة طويلة أو مواطن في دولة الإمارات العربية المتحدة تسمية الإمارة في تلك البلاد التي تتمتع بأغنى عرض ثقافي، ربما لن تُفاجأ بسماع هذا الجواب: الشارقة. تُعد الإمارة والمدينة موطناً لمجموعة متنوعة من العروض الثقافية، بدءاً من “السوق المركزي” ذي السحر الغامض، والمعروف بإسم “السوق الأزرق”، إلى عجائب متحف الحضارة الإسلامية، ومنطقة التراث وأكثر من ذلك بكثير. كما تستضيف المدينة كل عامين “بينالي” الذي يضم فعاليات الفن المعاصر الشهير عالمياً، الذي أقيم هذا العام في حزيران (يونيو) الفائت، وبطبيعة الحال، معرض الكتاب السنوي، الذي يُعتبر الآن واحداً من الأكبر في العالم.
في أواخر حزيران (يونيو) الفائت إختارت اللجنة الدولية لعواصم الكتاب العالمية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الشارقة عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019، تقديراً لدورها البارز في دعم الكتاب وتعزيز ثقافة القراءة، وإرساء المعرفة كخيار في حوار الحضارات الإنسانية، لتُسجّل الشارقة بذلك لقب أول مدينة خليجية تنال هذا اللقب، والثالثة في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط.
وجاء إختيار اللجنة، التي إجتمعت في مقرّ الإتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات في لاهاي، للشارقة إعترافاً بالجهود الكبيرة التي تقوم بها الإمارة في مجال نشر ثقافة القراءة على المستويين العربي والدولي، حيث رصدت اللجنة حجم العمل الثقافي الذي تقوم به الإمارة للنهوض بالكتب والقراءة وتكريس حضورها لدى جميع أفراد المجتمع.
وتختار اليونسكو منذ العام 2001 العاصمة العالمية للكتاب إستناداً على معايير محددة، حيث يُمنَح اللقب للمدينة التي تُقدّم أفضل برنامج على مدار عام بأكمله بهدف تعزيز ثقافة القراءة والكتب، وتشمل المعايير إتساع نطاق وأثر البرامج الثقافية وجودة الفعاليات التي تُطرَح من قبل الدول للنهوض بالكتاب والقراءة.
وتُعدّ الشارقة المدينة التاسعة عشرة على مستوى العالم التي تحصل على لقب العاصمة العالمية للكتاب بعد مدريد عام 2001، والإسكندرية 2002، ونيودلهي 2003، وأنتويرب 2004، ومونتريال 2005، وتورينو 2006، وبوغوتا 2007، وأمستردام 2008، وبيروت 2009، ويوبليانا 2010، وبوينس آيريس 2011، ويريفان 2012، وبانكوك 2013، وبورت هاركورت 2014، وانشيون 2015، وفروتسواف 2016، وكوناكري في 2017، وأثينا 2018.
وبهذا التكريم تُضيف الشارقة إلى سجلها الحافل بالإنجازات لقباً جديداً، إذ نالت لقب عاصمة الثقافة العربية لعام 1998 وعاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2014 وعاصمة للسياحة العربية للعام 2015.
مبروك للشارقة لقبها الجديد والذي إستحقّته عن جدارة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى