على الأمم المتحدة التوقف عن تلقي الأوامر من الأسد
كابي طبراني
تحتاج الأمم المتحدة إلى إجراء مراجعة شاملة لعمليات الإغاثة في سوريا بعد صدور تقرير شاركت فيه أكثر من 50 مؤسسة من مجموعات المجتمع المدني الإنسانية الذي يُدين المنظمة الدولية لكونها متواطئة مع النظام السوري في المعاملة السيئة الصادمة التي يمارسها على شعبه.
يفيد فحوى التقرير أن الأمم المتحدة قد فقدت حيادها وكانت مستعدة لقبول سيطرة حكومة دمشق على عملها في بلاد الشام أكثر بكثير مما كان مطلوباً أو مناسباً بسبب قلق المنظمة من الوضع السيىء في البلاد وإستعدادها لفعل أي شيء للوصول إلى الناس الذين يحتاجون إلى المساعدة.
ويذكر التقرير أنه مباشرة في بداية الحرب، هدّدت حكومة بشار الأسد االمنظمة الدولية بإلغاء ترخيصها والإذن بالعمل داخل سوريا وسحب تأشيرات موظفيها غير السوريين اذا حاولت وكالاتها إرسال مساعدات الى المدينة الجنوبية درعا التي كانت تحاصرها قوات الحكومة.
ومنذ ذلك الحين “إستخدمت الحكومة السورية هذا التهديد للتلاعب في: أين، كيف ولمن تستطيع الأمم المتحدة إيصال المساعدات الإنسانية”.
يقول التقرير المدمّر بأن ثقافة الإمتثال لنظام الأسد قد وفّرت لحكومته قدرة فعّالة على رفض توصيل المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمرّدون، مما مكّنها من إستخدام الحصار كسلاح في الحرب (إقرأ موضوع الغلاف).
من جهتها نفت الأمم المتحدة ما ورد في التقرير، وقالت أنه “يسيء إلى عمل عمال الإغاثة الإنسانية الوطنية والدولية”، في حين أضافت أيضاً أنها لم تتوقف أبداً عن “إتهام الأطراف في النزاع، بما في ذلك الحكومة السورية، بإعاقة عمل الأمم المتحدة الإنساني في سوريا”.
ومع ذلك، قال الرئيس السابق لمفوضية الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين في دمشق أن الفشل المنهجي في الإستجابة التي تقودها الأمم المتحدة عنت أن المساعدات لم تُعطَ على أساس الحاجة، كما يجب أن يكون، ولكن المنظمة قد سمحت إلى حد كبير للنظام ووكلائه السيطرة على الإستجابة لبرنامج بمليارات الدولارات.
والشيء المثير للقلق بشكل خاص في التقرير هو أنه في نيسان (إبريل) الفائت، وصلت نسبة 12 في المئة فقط من المساعدات الغذائية المُقدَّمة إلى دمشق إلى الأراضي التي هي خارج سيطرة الحكومة، وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي.
لا يتناول التقرير المساعدات التي تقدمها المنظمة الدولية إلى الدول المجاورة ولكنه يجعل من الواضح أن النظام السوري كان عديم الضمير تماماً لأن الأسد قد إكتشف أن الأمم المتحدة لن تفرض أية عقوبات على النظام خوفاً من منع وكالاتها من الوصول إلى الأراضي التي لا يسيطر عليها أو يحكمها، وبالتالي فهو يبقى مطمئناً إلى أنه سوف يستمر في تلقي المليارات من الدولارات في صورة مساعدات من الأمم المتحدة بصرف النظر عما يفعل.
هذا الوضع يجب أن ينتهي في أقرب وقت.