تحديات تواجه تجارة الساعات السويسريّة
لم تعد تجارة الساعات السويسرية تعيش مجدها السابق، ما دفع مديري شركة “سواتش” الدولية إلى الطلب مراراً من المسؤولين في حكومة برن، إقتراح حلول عملية تجنباً لتسريح آلاف الأيدي العاملة في قطاع بات حساساً، بعدما كان من القطاعات الأكثر ربحية.
وأُجبرت علامات تجارية صغيرة، خصوصاً تلك المعنية بتجارة الساعات، على إقفال أبوابها من دون سابق إنذار، بعدما أفلست. وتراجعت عام 2015، أرباح تجارة الساعات السويسرية الدولية أكثر من 3.3 في المئة. وخلال الشهرين الأولين من العام الحالي، ازداد هذا التراجع إلى نحو 5.6 في المئة. وعزا خبراء سويسريون هذا الانهيار إلى تراجع أسواق هونغ كونغ، التي تعتبر الزبون الرئيسي للساعات السويسرية. وتراجعت مبيعات الساعات السويسرية منذ مطلع السنة نحو 28 في المئة مقارنة بالعام 2015. وكانت الساعات الفاخرة في هونغ كونغ مخصصة للبيع في أسواق الصين، ما يعني أن تجار هونغ كونغ كانوا يشترون الساعات السويسرية بسعر معيّن، ويبيعونها في الأسواق الصينية بأضعاف هذا السعر، لا سيما الفاخرة منها. لكن، بعد التدابير الصينية الصارمة الرامية إلى مكافحة شتى أنواع الفساد والرشى، خضعت الحدود بين هونغ كونغ والصين لإجراءات جمركية تنفذ للمرة الأولى، ما حدّ من قدرة تجار هونغ كونغ على تسويق الساعات الفاخرة إلى الصين أو تهريبها.
وأفاد محللون في جامعة “سان غالن”، بأن شركات إنتاج الساعات السويسرية مقسّمة اليوم إلى قسمين، الأول قادر على المنافسة وإنتاج كميات محدودة من الساعات، حتى الفاخرة منها، المخصصة للتصدير، والثاني قادر أيضاً على المنافسة دولياً، ويستطيع إنتاج كميات غير محدودة من الساعات. وفي ما يتعلق بالقسم الأول، فإن هوامش الأرباح لديه انهارت في العامين الماضيين أكثر من 60 في المئة، ما أدى إلى إفلاس شركات كثيرة. أما القسم الثاني، الذي يضم “سواتش غروب” و”ريتشمن” وغيرهما، فيتمتع بسيولة مالية ممتازة ومكانة تجارية عالمية لا تهتز بسهولة. وعلى رغم تراجع أرباحها، إلا أنها ما زالت تتجاوز مليار فرنك سويسري (1.024 مليار دولار) سنوياً. ولافت أن الأوضاع المالية لشركات أخرى، مثل “روليكس” و”باتيك فيليب”، تشهد انتعاشاً جيداً.
ولفت مراقبون في وزارة العمل السويسرية، إلى أن أوضاع العاملين في قطاع صناعة الساعات المحلية انقلبت رأساً على عقب، إذ في حين نجحت شركات الساعات في إيجاد 10 آلاف وظيفة بين عامي 2009 و2014، ها هي اليوم تجد نفسها مجبرة على تسريح عدد كبير من الموظفين، بلغ حتى اليوم نحو ألفي موظف.