قطر: ميزة مهمة لتحويل الغاز إلى سوائل
الدوحة – هاني مكارم
ينبغي أن يساعد إرتفاع الطلب، وتوسيع مجموعة منتجات وتطبيقات جديدة مبتكرة لمنتجات تحويل الغاز إلى سوائل، قطر على الحفاظ على نموها في صناعة تحويل الغاز إلى سوائل، على الرغم من مسار إنخفاض أسعار المحروقات التقليدية.
في حين أنها تجذب علاوة سعرية بالمقارنة مع مشتقات النفط الخام المماثلة، فإن منتجات تحويل الغاز إلى سوائل أثبتت على أنها بديل شعبي في السوق بفضل مزايا الأداء، ونقائها الكيميائي، والخصائص الصديقة للبيئة.
ومع ذلك، فإن زيادة المنافسة لديها القدرة على تآكل بعض من حصة قطر لتسييل الغاز في السوق في المدى الطويل.
الواقع أن قطر قد رسخت مكانتها بإعتبارها الدولة الرائدة عالمياً في صناعة تحويل الغاز إلى سوائل، خالقةً مجموعة من الوقود السائل من الغاز الطبيعي، والتي يتم تحويلها إلى سلسلة أطول من المنتجات النفطية البارافينية للغاية. وتشمل المنتجات النهائية الديزل، والكيروسين، وزيت الأساس للتشحيم، والمدخلات اللازمة لإنتاج البتروكيماويات، ومواد التنظيف.
ومن المعلوم أن منتجات تحويل الغاز إلى سوائل هي عديمة الرائحة وخالية من الكبريت وغيرها من الشوائب التي توجد عادة في البدائل التي تعتمد على النفط الخام. كما أنها أرق، مما يساعد على تقليل الإحتكاك ومنع تراكم الملوثات والتلبد على الآلات.
لدى قطر مرفقان رئيسيان لتحويل الغاز إلى سوائل بسعة مجتمعة تبلغ أكثر من 170,000 برميل يومياً. وواحدٌ من المرفقين، “أوريكس لتحويل الغاز إلى سوائل” (ORYX GTL)، يستخدم تكنولوجيا معالجة درجات الحرارة المنخفضة التي طورتها شركة الطاقة والكيماويات في جنوب أفريقيا “ساسول”، والتي تدير المشروع بالإشتراك مع شركة قطر للبترول.
منشأة قطر الأخرى، “لؤلؤة لتسييل الغاز إلى سوائل”، تستخدم تكنولوجيا تملكها شركة “شل” وتم تقييمها وتصنيفها كأكبر محطة لتحويل الغاز إلى سوائل في العالم، حيث تنتج 140,000 برميل يومياً، أو أكثر من 80٪ من الناتج الإجمالي لتحويل الغاز إلى سوائل في البلاد.
ووفقاً لروب شيروين، المدير العام ونائب رئيس شركة شل قطر، فإن 2016 ستكون السنة الثانية على التوالي حيث ستؤدي أنشطة الصيانة الروتينية المخطط لها في النصف الأول من العام إلى إنخفاض إنتاج “لؤلؤة” إلى النصف لفترة من الزمن.
والأداء القوي لقطاع الصناعات التحويلية في دولة قطر في الربع الثالث من العام 2015 أبرز وأكد إرتفاع مساهمة تحويل الغاز إلى سوائل في الإقتصاد الأوسع.
كانت القيمة الإجمالية المضافة الحقيقية في القطاع 4.3٪ في الربع على أساس الربع السنوي، مدفوعةً في جزء كبير من إنتاج تحويل الغاز إلى سوائل، وفقاً للبيانات الصادرة عن وزارة التخطيط التنموي والإحصاء، مقارنة مع نمو في الربع على أساس الربع السنوي يبلغ 2.8٪ في الإقتصاد الأوسع .
وبينما ستنخفض المساهمة الإسمية لتحويل الغاز إلى سوائل هذا العام مع تراجع أسعار الطاقة والإغلاق الجزئي لمشروع لؤلؤة، فإن كلاً من الطلب وعرض قيمة تحويل الغاز إلى سوائل سيظل قوياً، وفقاً لشيروين الذي يضيف: “تتمتع منتجات تحويل الغاز إلى سوائل بميزة أنها تباع في سوق عالمية تنمو بإستمرار”.
فيندا فيلاكازي، رئيس شركة “ساسول” لتحويل الغاز إلى سوائل، الذي يدير العمليات في قطر ونيجيريا وأوزبكستان، وافق على أن الطلب على منتجات تحويل الغاز إلى سوائل من غير المرجح أن يتأثر بشكل كبير من إضطراب السوق، وقال: “في التطبيقات التي يتم إستخدامها، أثبت تحويل الغاز إلى سوائل أنه مفيد بالنسبة إلى الأثر البيئي والنوعية”. مضيفاً: “نحن لا نتوقع أن تتأثر سوق تسييل الغاز القطرية في مستويات الانتاج الحالية بشكل كبير من قبل قوى السوق الأوسع”.
وعلى الرغم من المرونة التي برهنتها، فإن صناعة تحويل الغاز إلى سوائل في قطر من المرجح أن تواجه منافسة متزايدة في السنوات المقبلة من المنتجين الجدد الذين يحرصون على الاستفادة من الطلب العالمي المتزايد.
في أواخر كانون الاول (ديسمبر) أعلنت شركة أرامكو السعودية عن خطط لتطوير مجمع رئيسي للغاز الصناعي في جازان، تبلغ قيمته 2.1 ملياري دولار والذي يتضمن مصنعاً لتحويل الغاز إلى سوائل من المقرر إفتتاحه في العام 2017.
في أمكنة أخرى، في نيجيريا يقترب مصنع لتسييل الغاز من الإنتاج الكامل، وتم إختيار مرفقين على نطاق أصغر في أميركا سيبدأ بناؤهما في وقت لاحق من هذا العام. ويجري أيضاً إستكشاف مشاريع أخرى لتحويل الغاز إلى سوائل في موزامبيق وأوزبكستان.
في هذه الأثناء، يستعد المنتجون لإستيعاب عودة إيران إلى سوق الطاقة الدولية. ويسعى قادة الجمهورية الإسلامية بنشاط إلى جذب الإستثمار الأجنبي إلى صناعة النفط والغاز النائمة لديها، وذكر بعض المعلومات بأن البلاد لديها خططاً لبناء محطة تجريبية لتسييل الغاز في جزيرة قشم. ومن المتوقع أن تأتي على خط الإنتاج في العام 2018، مع إنتاج أولي يبلغ 3000 برميل يومياً، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام المحلية.
في حين أن الإنتاج المُثبت الأولي سيكون جزءاً صغيراً بالنسبة إلى إنتاج تحويل الغاز إلى سوائل في قطر، فإن إيران لديها القدرة على توسيع قدراتها الخاصة – ومثل جيرانها في الخليج، تملك مواد خام وافرة لتزويد القطاع.
ومع ذلك، من المتوقع أن تواصل قطر الإستفادة من هيمنتها الثابتة في السوق العالمية، بعدما إستثمرت بشكل مكثف في مرحلة تطوير رأس المال الكثيف، والذي من شأنه أن يعزز مكانتها كمورد على خلفية إرتفاع الطلب على منتجات ممتازة لتحويل الغاز إلى سوائل.