تباطؤ الاقتصاد العالمي باقٍ

ربما يكون صندوق النقد الدولي “متفائلاً جداً” بتوقعاته المرتفعة للنمو العالمي في العام 2016″، وفقاً لتحليل شركة “آسيا للاستثمار” الذي رصد “عوامل متنوعة تشير إلى زيادة تباطؤه”. وإعتبر أن انتعاش الاقتصادات المتقدمة “سيفضي إلى مزيد من القلق في السياسة المتبعة، وإحتمال أن يزيد زعزعة الأسواق المالية والاقتصادات الناشئة”.
وأشار تحليل أسبوعي للأسواق الناشئة في آسيا، إلى أن صندوق النقد خفّض تقديراته للنمو العالمي هذه السنة وللمرة الثانية 20 نقطة أساس في حزيران (يونيو) الماضي وفي الشهر الجاري من 3.5 إلى 3.1 في المئة”. وعزا السبب في ذلك إلى “التباطؤ الصيني وتراجع أسعار السلع الأساسية التي تركزت في معظم أنواع السلع هذه السنة، وأخيراً التطبيع الوشيك للسياسة النقدية الأميركية والذي يستغرق وقتاً أطول مما كان متوقعاً، في وقت لا يزال مجلس الاحتياط الفيديرالي قلقاً إزاء الأجواء المعاكسة محلياً وخارجياً”.
ولفت التحليل إلى أن “توقعات الصندوق بالنسبة إلى النمو المرتقب لعام 2016 والتي خفّضها بمقدار 20 نقطة أساس، لا تزال أعلى من تلك المقدّر تسجيلها هذه السنة وهي 3.6 في المئة”. وأوضح أن آسيا الناشئة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “شهدت أقل خفض لهذه السنة مقارنةً بالاقتصادات النامية بمقدار 10 نقاط أساس، في حين لم تسجل أي خفض لعام 2016، ويُعزى ذلك إلى “المخزون المالي الكبير لديها”.
ولاحظ تحليل “آسيا للاستثمار” أن “آسيا الناشئة هي المنطقة الوحيدة الأخرى التي يُتوقع أن يتباطأ فيها نمو الاقتصاد في العام 2016، وتستمر الصين في التباطؤ مؤدية إلى هبوط الرقم القياسي الذي تشكله، مع الأخذ في الاعتبار سيطرتها على أكثر من ثلثي إنتاج المنطقة، وتأثيرها العميق في بقية الدول من خلال التجارة والاستثمار والقنوات المالية”.
ويشهد اقتصادا تايلند وسنغافورة تسارعاً هذه السنة، لكن الصندوق لم يلغِ “إمكان تعافي معظم هذه الدول العام المقبل”. وماليزيا هي الدولة الوحيدة التي يتوقع لها أن “تتباطأ العام المقبل نتيجة اعتماد اقتصادها على النفط”.
وعلى رغم توقع “تباطؤ آسيا من 6.8 في المئة عام 2014 إلى 6.5 في المئة هذه السنة، و 6.4 في المئة عام 2016، يُتوقع “حصول المنطقة على حصة أكبر من الإنتاج العالمي لجهة القيمة الاسمية. وتُعتبر الزيادة بمقدار 250 نقطة أساس في الحصة العالمية وبنسبة 21.9 في المئة، الأكبر على الإطلاق”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى