خطة إستثمارية عشرية لجعل السعودية واحدة من أفضل أربع وجهات ترفيهية في آسيا

في خطتها الإستثمارية للسنين العشر المقبلة، أعلنت الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية عن نيتها استثمار ما يقارب 64 مليار دولار في قطاع الترفيه في المملكة (ما يوازي 4.6 مليارات دولار في السنة) لتحويل المملكة إلى واحدة من أفضل الوجهات الترفيهية في آسيا.

تركي بن عبد المحسن آل الشيخ: سيتعيّن على القطاعين العام والخاص العمل معاً

الرياض – راغب الشيباني

تعمل المملكة العربية السعودية على تعزيز مكانتها كوجهة رياضية وترفيهية إقليمية رئيسية من خلال استضافة سلسلة من الفعاليات البارزة، كجزء من استراتيجية تهدف إلى تعزيز مساهمة قطاع الترفيه في الناتج المحلي الإجمالي، حيث أعلنت الهيئة العامة للترفيه في المملكة خطة عشرية تستثمر بموجبها 64 مليار دولار في قطاع الترفيه.
في 3 شباط (فبراير)، جرت آخر جولة في أول بطولة للغولف في المملكة، وهي البطولة السعودية الدولية، التي أقيمت في نادي “رويال غرينز” للغولف والنادي الريفي في مدينة الملك عبد الله الإقتصادية.
وهذه البطولة، التي فاز بها لاعب الغولف الأميركي داستن جونسون وأطلقت مجالاً دولياً قوياً، كانت جزءاً من الدورة الأوروبية، وتم بثها عالمياً عبر شبكات التلفزيون الدولية التي غطت الحدث.
ويرى سعيد الجزار، المدير العام لشركة “رويال غرينز”، أن نجاح هذه البطولة سيشجع على الأرجح على إقامة المزيد من الأحداث في المستقبل وستعمل على تعزيز قطاع الترفيه الأوسع.
“تهدف المملكة إلى تنويع عروضها السياحية، ورياضة الغولف هي سوق جديدة غير مُستغَلّة مع الكثير من إمكانات الصعود. وأنا على ثقة من أن الحماسة التي ظهرت في هذا الحدث يُمكن أن تُنقل وتُحوَّل إلى أنشطة أخرى فيما يستمر الإقتصاد في التحوّل”، قال ل”أسواق العرب”.
إلى جانب بطولة الغولف، إستضافت البلاد سلسلة من الفعاليات الترفيهية في الآونة الأخيرة، بما في ذلك حفل كبير أحيته الفنانة الأميركية ماريا كاري في أواخر كانون الثاني (يناير) وحدث سباقات “الفورمولا E” في الرياض في الشهر الذي سبقه، والذي تضمن أيضاً حفلات موسيقية من أعمال دولية لديفيد غويتا و”بلاك آيد بيز”.

استراتيجية جديدة لتحويل السعودية إلى مركز ترفيهي عالمي

هذه الأحداث تتوافق مع استراتيجية تم إطلاقها أخيراً تهدف إلى تطوير صناعة الترفيه في البلاد.
كشفت الهيئة العامة للترفيه في 22 كانون الثاني (يناير)، عن خطة جديدة تهدف إلى تحويل المملكة إلى واحدة من أفضل أربع وجهات ترفيهية في آسيا وبين الأماكن العشرة الأفضل للترفيه في العالم. وتزامن الإعلان مع إطلاق منصة “عيشها” “Enjoy_Saudi” للأحداث والتطبيقات النقالة، والتي ستُحدد جميع الفعاليات الترفيهية والرياضية والثقافية التي ستُقام في المملكة.
لتحقيق هذه الأهداف، سيتعين على القطاعين العام والخاص العمل بشكل وثيق معاً لتطوير قطاع الترفيه وتعزيز مساهمته في الإقتصاد حسب قول تركي بن عبد المحسن آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه عند إطلاق المبادرة.
وتتضمن الاستراتيجية خططاً لبناء المسارح وغيرها من الأماكن الفنية والثقافية القائمة على الأداء، ودعم المعارض والعروض المحلية والدولية، واستضافة المزيد من الأحداث الرياضية وتشجيع الألعاب الرياضية الأقل تقليدية مثل الألعاب الإلكترونية.
وأبعد من ذلك، إن هذه التطورات تتوافق مع رؤية الحكومة الأوسع للمجتمع السعودي.
إن أحد الأهداف المحددة في “رؤية 2030″، هي خطة التقدم الاجتماعي والاقتصادي التي تم إطلاقها في العام 2016، والتي تتمثل في زيادة إنفاق الأسر على الأنشطة الثقافية والترفيهية إلى 6٪ من جميع النفقات من المستوى الحالي البالغ 2.9٪.

التوسّع في صناعة الترفيه يوفر فرص الإستثمار

يؤدي التركيز على توسيع صناعة الترفيه والتسلية إلى زيادة فرص الإستثمار لكل من الشركات الأجنبية والمحلية.
من جهتها وقّعت الهيئة العامة للترفيه إتفاقات أولية تتعلق بتوفير الخدمات مع شركات دولية مثل “باليتش” (Balich) الإيطالية، التي تقوم بخلق وتصميم وإقامة الأحداث والعروض الحية؛ وشركة الترفيه اليابانية “أفيكس” (Avex)؛ وشركة إنتاج المسرح “برودواي للترفيه” (Broadway Entertainment).
وفي الوقت نفسه، شهد قطاع الرياضة والسياحة والترفيه زيادة كبيرة في الشركات المحلية الجديدة التي تسعى إلى تلبية احتياجات السوق الآخذة في التوسع.
وقال خالد طاش، وكيل المحافظ للتسويق والإتصال في الهيئة العامة للاستثمار في المملكة العربية السعودية، في شباط (فبراير) لوسائل الإعلام أن حوالي 500 شركة جديدة أُنشئت خلال الـ 12 شهراً الماضية في قطاع الترفيه وحده.
وقال إنه من المرجح أن يستمر هذا الإتجاه، حيث من المتوقع أن تدخل العديد من الشركات ذات الصلة بالسياحة إلى السوق في المدى القصير مع نمو الطلب.
على وجه الخصوص، يتوقع المسؤولون أن تشهد السوق زيادة في النشاط في مختلف قطاعات صناعة الترفيه، سواء من أجل توفير المحتوى وإدارة الأحداث، ولكن أيضاً لخدمات الدعم مثل الأغذية والمشروبات، والضيافة، وتكنولوجيا المعلومات والإتصالات والبناء.
وتجدر الإشارة إلى أن القطاع الترفيهي في المملكة قطاع وليد يحتاج إلى كثير من الرعاية حتى ينضج ليكون قطاعاً فعالاً من الناحية الإجتماعية والإقتصادية. وفي بلد لا تزيد أعمار نصف سكانه على خمسة وعشرين عاماً، ترتفع جدوى الاستثمار في القطاع الترفيهي. وكما هي الاستثمارات المرتبطة في الرؤية السعودية، فإن الاستثمار في هذا القطاع هو استثمار ذو مدى طويل، ولذلك يجب الأخذ في الاعتبار التوجه العالمي للقطاع الترفيهي، وهو توجه يميل كثيراً إلى الوسائل الرقمية، حتى مع زيادة بعض القطاعات الأخرى، كدور السينما.
والنجاح في صناعة الترفيه في المملكة مرتبط بعوامل عدة، تشمل ربط التوجه العالمي بالميول المحلية للترفيه، مع الأخذ بالاعتبار أن لبعض القطاعات الترفيهية ميزات أكثر، كونها تُضيف إلى اقتصاد البلد بشكل أكبر، من دون اعتماد كبير على ما تُصدّره دول العالم من منتجات ترفيهية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى