الكويت تحتاج إلى حوار فعّال مع المعارضة الجديدة

بقلم كابي طبراني

بعد الإنتخابات العامة التي جرت في 26 تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت، تواجه الكويت فترة طويلة من عدم الإستقرار السياسي مع فوز المعارضة وحلفائها ب24 من أصل 50 مقعداً في مجلس الأمة (البرلمان)، وغالبية المنتخبين قالت بصراحة أنها ستعارض أي تدابير تقشّف حكومية لتعزيز العائدات غير النفطية. وهذا يعني أنه سيكون أصعب بكثير على الحكومة العمل مع البرلمان الجديد لتمرير ما تقول عنه إصلاحات حيوية فيما هي تكافح مع الإنخفاض الحاد في إيراداتها – بفضل هبوط أسعار النفط.
وعلى الرغم من النتيجة، فإن الحكومة سوف تكون لديها غالبية عملية إذ أن جميع الوزراء يتحوّلون تلقائياً إلى أعضاء في البرلمان، وبالتالي فإنهم سيعززون التصويت لصالح الحكومة، حتى لو كان من طريق عدد صغير. وقد حدث التحوّل الكبير لأن المعارضة قد أوقفت مقاطعتها للإنتخابات البرلمانية، التي كانت بدأتها بعد الإنتخابات السابقة وذلك للإحتجاج على تغيير نظام التصويت.
ما يقرب من نصف نواب المعارضة الناجحين هم من مجموعة مرتبطة بجماعة “الإخوان المسلمين” والسلفيين. إن قوة المعارضة في البرلمان الجديد تعني بأنها ستعمل بثقة أكبر، وفي كثير من الأحيان سوف تستجوب وزراءً، وقد تشعر بأنها مستعدة لإستخدام قوتها ربما للتصويت على تنحيتهم من مناصبهم كما فعل البرلمان في الماضي.
يأتي مجلس الأمة الجديد في الوقت الذي تواجه الكويت أزمة موازنة هي الأكثر حدّة منذ سنوات. لقد إنهار دخل النفط، الذي يوفّر نحو 95 في المئة من الإيرادات الحكومية، بنسبة 60 في المئة خلال العامين الماضيين، وهذا يعني أن الحكومة إضطرت إلى تسجيل أول عجز في موازنتها بلغ 15 مليار دينار كويتي (55.17 مليار دولار) في العام الفائت، بعد 16 سنة من الفوائض.
هذا هو السبب الذي من أجله تريد الحكومة خفض الدعم عن الوقود وخدمات الغاز والكهرباء وغيرها في محاولة لخفض العجز، وهذه الخطة لا تحظى بشعبية حيث يخشى الناخبون التكاليف الإضافية التي ستهبط عليهم. وتريد الحكومة أيضاً فرض ضرائب على الشركات وخصخصة بعض المؤسسات المملوكة للدولة لمساعدة الدولة الغنية بالنفط على الحصول على دخل جديد بعد تراجع أسعار النفط الخام، إلّا أن البرلمان الجديد لا يريد أن يساعد في هذه العملية على الإطلاق.
الواقع أن التحدي بالنسبة إلى الحكومة والمعارضة سيكون في إيجاد وسيلة للعمل معاً بشكل بنّاء. إن آخر شيء تحتاج إليه الكويت في هذه المرحلة هو مأزق سياسي مع تركيز كلا الجانبين على إنتقاد الآخر في حين تفقد البلاد توازنها وحتى ذاتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى