كِتابٌ مَفتوحٌ إلى الرئيسِ المُكَلَّف

العميد الركن الدكتور هشام جابر*

دولة الرئيس ” النجيب”،

تحيّةٌ واحترامٌ.

أما وقد وقع الخيار عليكم لتشكيل الحكومة الجديدة، وهذه بلا شك الفرصة الأخيرة لإنقاذِ ما يُمكِنُ إنقاذه من لبنان، حيث المواطن المقهور مُحبَطٌ يتطلع إلى الغد بعدم اليقين، ويتمنّى عليكم اختيار وزراءٍ أكفّاء، مُستَقلّين، مُحتَرَمين في الداخل والخارج، لا يستفزّون جمهورهم ولا أقطاب طوائفهم.

ويتمنّى أن يرى في الحكومة: وزيرَ اقتصادٍ يُوقِفُ الشجع؛ وزيرَ مالٍ يُعيدُ المال المنهوب؛ وزيرَ بيئةٍ يُعيدُ للأنهار نقاؤها وللبحيرة صفاؤها، ويُحوّل النفايات إلى نعمةٍ وليس نقمة.

يريد أيضاً أن يرى وزيرَ داخلية يُعيدُ للشرطي هيبته، ويستعيد آلاف المُرافقين من دون حق؛ وزيرَ زراعةٍ يزرع ويقطع، يزرع مليون شجرة، ويقطع أيادي العابثين.

ويحلم المواطن أيضاً بأن يكون هناك وزيرُ دفاعٍ يسعى إلى إنقاذ الجيش بتعزيزه على كل الصعد وإبعاده عن رَجس السياسية، ويُحّضِرُ لإستراتيجيةٍ دفاعيةٍ تُوقِفُ الجَدَلَ حول السلاح، وتُولَدُ بموافقة الداخل والخارج. يتمنّى الناس رؤية وزيرَ خارجية يُعيدُ إلى لبنان دوره العربي والدولي ووووو….

وهذا غيضٌ من فيض ما يريده اللبنانيون.

في وطننا قدراتٌ بشرية لا حدّ لها، وثرواتٌ لا مثيل لها، فإذا أحسنتم الخيار والاختيار نجحتم، وكانت الخطوة الأولى. ويُقال بالفرنسية:

“c’est le premier pas qui compte”، أي الخطوة الأولى هي المُهمّة.

فهل تستطيعون إعادة القضاء إلى استقلاليته وهيبته؟ وهل تستطيعون إقفال المزاريب والدكاكين؟

إذا كان الجواب نعم، فستدخلون التاريخ، وإلّا ستبقون على هامشه، وسيبقى لبنان بالتالي في دائرةٍ مُغلَقة تنزف دماً، وترشَحُ ألماً. أُعذروني على صراحتي وصدقي، “صديقك من صَدَقَك لا من صدَّقك”.

وفقكم الله وكان بعونكم في هذه المهمة التي يعتبرها كثيرون … مستحيلة.

  • العميد الركن الدكتور هشام جابر هو ضابط كبير مُتقاعد في الجيش اللبناني، ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة في بيروت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى