إبن خلدون وحُكمُ السَفَلة والأقزام؟
عرفان نظام الدين*
ما زلنا نتساءَل كلّ يوم عن أصلِ العلل وأسباب وصول أمّتنا إلى ما وصلت إليه من أحداثٍ وانهيارٍ وإفلاسٍ، وصولاً الى جهنّم التي بُشِّرنا بها في الآونة الاخيرة في لبنان بعد أن أدمَنت الأجيال المُتلاحِقة مشاهدَ لشريطٍ دامٍ مُتواصلٍ يُقزّز الانفس ويُثير السخط .
ينطبق على هذا الوضع ما جاء في وصية إبن خلدون الخطيرة: لا تولوا أبناء السَفَلة والسُفَهاء قيادة الجنود لأنهم إذا أصبحوا من ذوي المناصب اجتهدوا في ظُلمِ الأبرياء وأبناء الشُرفاء وإذلالهم بشكلٍ مُتَعمَّد نظراً إلى شعورهم المُستمر بعقدة النقص والدونية التي تلازمهم.
وقد اتبع أمير الشعراء أحمد شوقي إبن خلدون في تحذيراته عندما قال:
صاغوا نعوتَ فضائلٍ لعيوبهم فتعذَّر التغييرُ والإصلاحُ
فالفتكُ فنٌّ والخداع سياسةٌ وغِنى اللصوصِ براعةٌ ونجاحُ
وأختم مع معارضة لقصيدة أحمد شوقي التي أبدعت فيها أُم كلثوم “سلوا قلبي” ألّفها الشاعر المُبدع سيّد حجاب الذي يصفه بأنه شعر الحلمنتيشي وقال فيها:
سلوا قلبي وقولوا لي الجوابَ
لماذا حالُنا أضحى هبابا
لقد زاد الفسادُ وسادَ فينا
لم ينفع فيه بوليس أو نيابة
وشاعَ الجهلُ فينا
حتى أن بعض العلماء لم يفتح كتابا
وكنّا خيرُ خلقِ الله صُرنا
في ذيلِ قائمةٍ وفي غايةِ الخيابة
وبعد هذا الوصف لا زيادة ولا كلام؟
- عرفان نظام الدين هو كاتب، صحافي ومُحلّل سياسي. كان رئيساً لتحرير صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية.