مركز التراث في اللبنانية الأَميركية: برنامج تراثي غنيٌّ و”بطرس البستاني بقلمه”

كما كل عامٍ مع مطلع الموسم الجامعي الجديد، أَعلن مركز التراث اللبناني في الجامعة اللبنانية الأَميركية عن برنامجه للعام الجامعي 2019-2020 في لقاء صحافي وإِعلامي بحضور جمهور أكاديمي وفكري وثقافي وعمداء وأساتذة من الهيئة التعليمية في الجامعة.

إفتتح اللقاءَ رئيسُ الجامعة الدكتور جوزف جبرا معتبرًا أن “مع إطلالة كل عامٌ جامعي يطالعنا هنري زغيب ببرنامج لـمركز التراث اللبناني يولّدُ شَغَفًا لدى متابعيه لـمعرفة ما ستُفْتحَ عليه سِتارَتُهُ، وماذا سيَحمِلُ مَسْرَحَهُ من كنوزٍ فكريةٍ، ثقافيةٍ، تراثيةٍ، وطنيةٍ بامتياز. لكأنه مرصودٌ على الالتزام بالرصيد الحضاري اللبناني الذي لا يشحُّ، فإذا بالبرنامج كل عام يكرّس هذا الالتزام ببرنامج يصير ضوءًا كشّافًا ينير لـمحاتٍ من مَـجْدِ هذا اللبنان الذي لـم يكن في التاريخ إلَّا شُعلَةَ إنسانيةٍ حضارية متَّقدَة”.

وختم مخاطبًا زغيب: “عزيزي هنري، نشاطُك يُتعبُنا لغزارة نِتاجِهِ، إلّا أنه يُشْعِرُنا بالفخر: أولًا لأننا لبنانيون، وثانيًا لأنك جزء عزيز وفاعل من هذه الـمؤسسة التي هي الجامعة اللبنانية الأميركية. كوفِئْتَ، وبالتوفيق دائمًا”.

ثم عرض مدير المركز هنري زغيب برنامج هذا العام مستهلًّا بالقول: “من عادة الخريف أَن تتساقطَ فيه أَوراقُ الشجر لتعودَ فتُورقَ في الربيع. ومن عادة مركز التراث اللبناني أَن تُورقَ أَوراقُه في الخريف، لتُواعدَ روَّاده على أَوراق لا تتساقط في موسم الـمطر. فعامًا بعد عام، وفيما الحصادون يجمعون الأَغمار في موسم الحصاد، تَــتَـمَوسَم أَنشطةُ الـمركز على بيدر هذه الجامعة الكبرى، فَتَتَسَنْبَلُ الـمواعيد وَيَتَبَيْدَر منبر الجامعة ندواتٍ وبرامجَ ومنشوراتٍ ومرايا تراث، حتى لتغدو أَشْهُر السنة عناقيدَ بركةٍ وخيرٍ من أَرض تراثنا اللبناني الـمبارَك”.

وبعدما أطلق الكتاب الجديد “المعلم بطرس البستاني بقلمه” للدكتور هيام ملّاط لمناسبة الذكرى المئوية الثانية لولادة صاحب “دائرة المعارف”، أعلن عن “تنظيم المركز المؤتمر الدولي الخامس حول جبران خليل جبران نهار الخميس المقبل 3 تشرين الأول في معهد العالم العربي في باريس، وعن ندوة في 17 الشهر المقبل حول “بيبلوس لؤْلؤَة لبنانية بحرًا وبرًّا وتاريخًا” في متحف قرداحي – جبيل وهو بات في إدارة الجامعة اللبنانية الأَميركية. وفي مطلع العام 2020 يصدر كتاب: “تسريح الأَبصار في ما يحتويه لبنان من الآثار” للأَب اليسوعي هنري لامنس، عن طبعته الأُولى سنة 1903. وفي يوم اللغة العربية يهيِّئُ المركز احتفالًا برائد المسرح العربي مارون نقاش في مقاطعَ مختارةٍ من مسرحياته الثلاث على مسرح الجامعة، كما يهيِّئُ مسابقة بين طلاب الجامعات في لبنان لأفضل ملصق عن التراث اللبناني. وفي ختام العام الجامعي يُصدر المركز كتاب الشاعرة الأميركية باربرة يونغ “هذا الرجل من لبنان” بعدما نالت الجامعة حقوق ترجمته وإصداره باتفاق خاص مع ناشره النيويوركي كنوف. وتواصل مجلة “مرايا التراث” صدورها نصف السنوي حاملة لكل عدد وجوهًا جديدة من تراث لبنان”.

وختامًا عرض الدكتور هيام جورج ملَّاط مضمون كتابه الجديد عن المعلم بطرس البستاني معتبرًا أن “مراجعةً موثَّقة لمؤلفات المعلم بطرس تكشف ميزات فريدة جسّدها في القرن التاسع عشر جعلَت منه صاحب مشروع ثقافي طليعي رائد شامل متكامل هادف إلى رفع مستوى الثقافة والتربية لدى المجتمع اللبناني والعربي في القرن الأسبق، بالتطرق إلى جميع أبواب الفكر والثقافة والصحافة المعروفة، واكتشاف آفاق جديدة جعلته صاحب مدرسة فكرية تميزت بالحداثة وحب التسامح والوطن… وهذا الكتاب مراجعة موثقة لمؤلفاته، عرفاناً بقيمته المضافة وإبراز عطاءاته في مجتمع كان في تلك الحقبة تواقاً إلى الأدب والفن والثقافة، فجعله المعلم بطرس مجتمعاً رائداً ومتقدماً في لبنان والعالم العربي”.

وفي ختام اللقاء تـم تقديم الكتاب هدية إلى الحضور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى