هل ينجح المبعوث الخاص الجديد للأمم المتحدة إلى سوريا؟
بقلم كابي طبراني
قدّم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا إستقالته من منصبه، الذي سيتركه في نهاية هذا الشهر، بعد أربع سنوات من العمل المُضني.
ليس هناك من أمر جديد أو شيء مفاجئ في هذه الإستقالة، إذ أن دي ميستورا كان أمام حائط مسدود وقضية مُعقّدة وشائكة ومتعثّرة منذ حلّ مكان الديبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي في العام 2014، الذي إستقال أيضاً بعد محاولته عبثاً التوسط في تسوية سلمية في سوريا. وكان الإبراهيمي حلّ محل الأمين العام الراحل كوفي عنان، الذي قرر ترك مهمته نيابة عن المجتمع الدولي بعد ستة أشهر فقط من التعامل مع “مهمة مستحيلة”، على حد تعبيره.
من المؤكد أن التفاوض حول التوصل إلى تسوية سلمية للصراع السوري قد تبيَّن أنه مهمة مستحيلة فعلاً وأن العالم بأسره يعرف لماذا!
رحّب نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بتعيين المبعوث الجديد الديبلوماسي النروجي المخضرم “جير بيدرسن” ووعد بالعمل والتعاون معه شرط عدم تكرار “أخطاء” أسلافه! ولا شك أن العالم كله يعرف كل شيء عن “أخطاء” جميع مبعوثي الأمم المتحدة الخاصين لحل االنزاع السوري، لأنهم جميعاً رفضوا الإقدام على عمل ما يتطلبه الأمر والوضع لإنهاء الحرب الأهلية السورية.
لقد أراد جميع المبعوثين إيجاد حل مُبكر للنزاع السوري من طريق إعادة الديموقراطية التعددية وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان في سوريا. لا شيء اكثر و لا شيء أقل. لكن دمشق لم تتصالح مع نفسها لقبول هذه المبادئ الأساسية لإنهاء القتال في البلاد وأصرّت بدلاً من ذلك على حلّ عسكري، بمساعدة ودعم موسكو وطهران.
ويتولى بيدرسن في الوقت الحالي منصب سفير لبلاده لدى الصين، وشغل في سنة 2005 منصب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان، وفضلاً عن ذلك، مثّل بلاده لدى المنظمة الدولية في نيويورك.
ويُعَدُّ الديبلوماسي المُعيَّن حديثاً مِمَن خبروا شؤون الشرق الأوسط، فبين سنتي 1998 و2003 تولى تمثيل النروج لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، وقبل ذلك، كان من بين المشاركين في مفاوضات سرية ساعدت على التوصل إلى إتفاق أوسلو سنة 1993 بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
ويتجه بيدرسن إلى الإمساك بالملف السوري في الوقت الذي تُركّز الأمم المتحدة على كتابة الدستور السوري في مسعى إلى إحداث إنتقال سياسي في البلاد بالنظر إلى اشتراط بعض العواصم الغربية إنجاز هذه المهمة قبل بدء عملية إعادة الإعمار.
إن المدة التي سيستغرقها المُعَيَّن الجديد في منصبه كمبعوث خاص للأمم المتحدة إلى سوريا هي مسألة ظرفية في الوقت الراهن، ولكن كل المؤشرات تشير إلى أن مصيره لن يختلف عن مصير أسلافه. بالطبع نأمل أن نكون مُخطئين!