أزمة اللاجئين السوريين في لبنان يبحثها باحث أجنبي في كتاب
في ضوء النقاش المتصاعد عن اللاجئين السوريين في لبنان لا بد من إعادة قراءة ومناقشة الكتاب الذي أصدره الباحث روبرت رابل بعنوان “أزمة اللاجئين السوريين في لبنان” الصادر بالإنكليزية عن دار “لنهام: لينزنغتون بوك”.
لندن – محمد سليم
يناقش كتاب روبرت رابل الموجز تدفق اللاجئين من سوريا إلى لبنان وتأثيره في الديموغرافيا والاستقرار والأمن والبنية التحتية للدولة المضيفة. ويعتبر كتابه، الذي كان عميقاً في بحثه، الآثار الطويلة الأجل على لبنان الذي يضم قرابة مليوني لاجئ سوري وفلسطيني يشكلون أكثر من ثلث سكان البلاد ويعرضون للخطر بقاءها كدولة.
بهدف رسم “صورة واضحة لمأساة مزدوجة تتكشف في لبنان”، يُركّز رابِل على النتائج المترتبة على بلد لم يُشفَ بعد من صدمة الحرب الأهلية الطويلة (1976-1990) والتدخل الأجنبي الواسع. كما يضيف اللاجئون السوريون الجدد عبئاً آخر ثقيلاً على عبء قضية اللاجئين الفلسطينيين التي لم يتم حلها منذ 70 عاماً.
يُقدم كتاب “أزمة اللاجئين السوريين في لبنان” إحصائيات ممتازة عن سرعة وصول اللاجئين السوريين إلى لبنان وتوزيعهم الجغرافي وظروفهم المعيشية. ويلاحظ رابل بقلق الأوضاع السيئة للاجئين السوريين في المناطق الأكثر ضعفاً في لبنان، في البقاع والشمال. وهو يعزو أسباب الأزمة إلى ضخامة مشكلة اللاجئين، ونقص التمويل الأجنبي، والحكومة اللبنانية غير المتعاطفة، والبيروقراطية البطيئة. لقد أثر تدفق اللاجئين في كل ركن من أركان لبنان.
على الرغم من فائدته، فإن الكتاب يعاني من خطأ رئيسي واحد: ثلثه تم تخصيصه للاجئين والإرهاب. لا يمكن إغفال الإرهاب، لكن الحقيقة تبقى أن لبنان هو من بين أكثر الدول أمناً في الشرق الأوسط. ويقارَن سجله في مكافحة الإرهاب بشكل إيجابي مع العديد من الدول الأوروبية، ربما لأنه ليس الهدف الرئيسي للجماعات الإسلامية. ويحدد رابل ذلك من خلال إظهار الروابط الهزيلة بين اللاجئين السوريين والمنظمات الإرهابية. لكن كان من الأجدى التركيز على الآثار غير المواتية للاجئين على الصيغة السياسية اللبنانية الحساسة.