لن يسود الإرهاب أبداً على التسامح
بقلم كابي طبراني
لا بدّ من إعتبار الهجمات الإنتحارية التي وقعت على كنيستين قبطيتين في القاهرة وطنطا في مصر وقتلتا 47 شخصاً على الأقل إعتداءات على مجتمع متحضّر ومُتسامِح. ولأنها وقعت في أحد أقدس أيام التقويم المسيحي، أحد الشعانين، وإستهدفت بطريرك الأقباط البابا تواضروس الثاني، فهي إهانة لجميع الأديان. وقد تبعت مباشرة هجمات إرهابية مماثلة في السويد، حيث قتل سائق شاحنة أربعة أشخاص، وفي روسيا، حيث قتل إنتحاري 14 راكباً في مترو سان بطرسبورغ. وفي هذه المناسبة، ننضم إلى الأصوات العديدة في هذه المنطقة والعالم، من جميع الأديان، في إدانة هذه الأعمال الشنيعة التي قتلت ليس فقط المُصلّين ولكن العديد من أفراد الشرطة والأمن المُكلَّفين بحمايتهم.
وقد ردّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بسرعة على الهجمات، مُعلناً حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر. كما أمر بنشر جنود لحماية “البنية التحتية الحيوية والمهمة”. وتهدف هذه التدابير المتزايدة، جزئياً، إلى ضمان قيام البابا فرانسيس، بزيارته المتوقعة إلى مصر خلال هذا الشهر.
لكن “داعش”، الذي تبنّى الهجمات المصرية، يريد أن يضع إسفيناً بين المؤمنين. وقد إنعكس ذلك في بيانه الخبيث الذي صدر بعد التفجيرات: “ليعلم الصليبيون وأذنابهم من المُرتَدّين بأن الفاتورة بيننا وبينهم كبيرة جداً، وسيدفعونها من دماء أبنائهم أنهاراً بإذن الله. فإنتظروا إنا معكم منتظرون”. لذا، على العالم أن يعمل بجدية ليضمن عدم تمكن هؤلاء المتطرفين من تحقيق المزيد من التوتر بين الأقباط والغالبية المُسلمة المصرية.
يجب أن ندعو هؤلاء الناس – الذئاب الوحيدة وأعضاء الخلايا الإرهابية الذين قد يعيشون بيننا – كما هم: جبناء. وينبغي أن نعيش حياتنا بالطريقة التي نختارها في تحدٍ لإيديولوجيتهم المشوّشة والهدّامة. وحتى عندما يختارون أهدافاً “ناعمة” شعبية مثل أماكن العبادة – وفي هجمات أخرى المطارات، ومناطق التسوق، والشواطئ، والمقاهي، والمطاعم – لن يتمكنوا من ردعنا عن متابعة حياتنا وعيشها طبيعياً.
نحن نقف إلى جانب مصر والسويد وروسيا وضد كل جهة تبث الحقد والكراهية والإرهاب. وسوف نؤيد على أفضل وجه القيم التي نتمسك بها من خلال إدانة المتطرفين ومضاعفة جهودنا للتصدي لرسائلهم السامة.