إستراتيجية بوتين في سوريا أساسها المبدأ السوفياتي: الإكتفاء المعقول

ما هي أهداف فلاديمير بوتين في سوريا وهل يمكن للرئيس بشار الأسد الإستفادة من هذه الضربات بعد تراجعه أمام المعارضة المسلحة والجماعات الإسلامية؟ وهل سينجح التدخل الروسي أم أنه سيواجه الفشل؟ للوهلة الأولى يتبين أن الذي يستفيد من هذه الضربات مختلف الجهات الفاعلة على الأرض المؤيدة للأسد لكن بمستويات مختلفة، فعسكرياً، تصب الغارات بلا شك في صالح النظام السوري، الذي وجد تعزيزاً من حليف قوي في حربه ضد المعارضة المسلحة. سياسياً، تفيد إيران الشيعية التي يمكنها خلق محور روسي- إيراني ضد الجهاديين السنة. أما من الناحية الديبلوماسية، فإنها تفيد روسيا التي تبدو وكأنها القوة الوحيدة التي تملك إستراتيجية ورؤية متماسكة.

"الجيش السوري الحر": أغارت عليه الطائرات الروسية
“الجيش السوري الحر”: أغارت عليه الطائرات الروسية

موسكو – باسم رحّال

كما تنبأ البعض، تدخلت روسيا في سوريا في أواخر أيلول (سبتمبر) الفائت. في عيون موسكو، هذه الخطوة قد أعادت مكانتها كقوة لا غنى عنها وإنهارت عزلتها الدولية من خلال تحويل الإنتباه عن أوكرانيا، حائزةً جراء ذلك على بعض التصفيق من الإتحاد الأوروبي، وربما تهيئة الظروف لتخفيف العقوبات. الأهم من ذلك، لقد خففت الولايات المتحدة من موقفها المتشدّد حيال الرئيس السوري بشار الأسد، الذي لم تعد إستقالته تُعتبَر شرطاً مسبقاً للتسوية.
لدراسة ما هو هدف موسكو في نهاية المطاف – كيف ترى النصر — وكيف ستصل إليه، على المرء أن يطرح بعض الإفتراضات. أولاً، الخلافات حول حكمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأهلية الكرملين بالنسبة إلى السياسة الأمنية الوطنية السليمة غير مستقرة ومتقلّبة. ولكن الأدلّة التجريبية تشير إلى أن بوتين، رغم أنه ليس بالضرورة لاعب شطرنج جيداً، لديه أسلوب منهجي لإدارة الأزمات والتفاعلات الإستراتيجية. فهو يسترشد بفهمه لماضي روسيا ولديه رؤى راسخة عن مستقبلها. وهو بالطبع ليس معصوماً، لذلك يدرس خياراته، ويغيّر مساره بالنسبة إلى الرد على الأحداث، ويبرهن على أهلية لاعب “الجودو” للإرتجال وإستغلال أخطاء خصومه.
ثانياً، لعبة النهاية المُفترضة التي تأمل بها موسكو تكمن في عودة الإستقرار إلى سوريا التي يمكن من خلالها أن تحافظ روسيا على وجودها الإقليمي. في البداية، سوف تحاول موسكو تأمين وتعزيز معقلها على الساحل السوري – في مرافق اللاذقية وطرطوس، حيث حافظت طويلاً على وجود. ويمكن لروسيا أن توسع موطئ قدمها من طريق زيادة قدرة المطار وتجهيز أحواض المرفأ من أجل إستقبال سفن حربية ونقل أكبر. كما أنها سوف تستخدم منصة إنطلاقها المُثلى لتزويد الأسد وقواته الخاصة في معركتهم لتحقيق الإستقرار وحماية حدود “سوريا الصغرى” أي المعاقل الحالية للنظام. وفي الوقت عينه، قد تبدأ موسكو بالسير نحو تسوية سياسية. سوف يدفع الكرملين على الأرجح أولاً لإستعادة الحدود السورية ما قبل الحرب. ومع ذلك، إذا بدا أن هذا الأمر غير قابل للتطبيق أو مخاطرة كبيرة جداً فسوف تكون راضية عن حدود “سوريا الصغرى”. وعلى الرغم من أن موسكو تفضّل بقاء الأسد في السلطة في كلا السيناريوهين، فمن المرجح بأنها لن تقف عائقاً أمام إستبداله طالما أن الحكومة الجديدة تقبل بحماية مصالح موسكو وتمكّن وتحقّق توقعاتها كقوة إقليمية.
ثالثاً، تُدرك موسكو أن وضعها في سوريا ليس قوياً جداً وقد يتحوّل التدخل إلى فشل ذريع. فهي على علم بالنتائج السيّئة التي واجهت الولايات المتحدة في مغامراتها الإقليمية وخصوصاً في أفغانستان وشمال القوقاز وأوكرانيا. وإذا أردنا الحكم من خلال الدراسات الدورية العسكرية الروسية والإقليمية في السنوات الأخيرة، فإن الخبراء والإستراتيجيين الروس لديهم صورة واضحة عن أفضل وأسوأ الممارسات خلال التدخلات العسكرية والحملات الجوية، على الرغم من أنه ليس واضحاً بعد ما إذا كانت هذه المعرفة سوف تُترجَم إلى سياسات.
إستراتيجياً، ركّز تعليق الخبراء الروس على حدود القدرة العسكرية الروسية الضخمة ضد عدو إيديولوجي. إن القوة الغاشمة يمكن أن تلحق ضربات قوية بالمقاتلين الجهاديين ولكن لا تستطيع فعل أي شيء للأفكار السلفية المتشدّدة. لذا فقد ناقش الخبراء الإستراتيجيون فقط كيفية خوض المعركة في سوريا والمخاطر المُنتظرَة والتكاليف المتوقَّعة. إن موسكو تدرك الصعوبات المحتملة التي تواجهها لإقناع الشعب الروسي والحصول على دعمه في حرب في بلد بعيد، وخصوصاً فيما يتواصل تراجع الإقتصاد الروسي وإستمرار القتال في “دونباس” في شرق أوكرانيا. وأخيراً، فإن الكرملين حساس بالنسبة إلى إهتمامات النخبة من رجال الأعمال حول الحكمة من هذه الخطوة، خصوصاً أن هناك أوجه تشابه محتملة لمغامرات روسيا (الإتحاد السوفياتي) في أفغانستان.
مع إمكانية حدوث أخطاء كبيرة وتداعيات، فإن قرار بوتين بالتدخل ربما كان محفوفاً بالمخاطر. حذراً من الإفراط، فإن الكرملين قد يكون يقوم بمحاولة إيجاد توازن صحيح محدّد بين التدخل بشكل ناقص أو مفرط. هنا، من المرجح أن يعتمد الكرملين نهجاً يتوافق مع المبدأ السوفياتي القائل بالإكتفاء المعقول، الذي وضّحه للمرة الأولى الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف بأنه مبدأ يعني في الأصل إيفاد القوة العسكرية اللازمة فقط للحماية ضد التهديدات الخارجية. وتطبيقه على السياق السوري، فإن المبدأ قد يعني الحدّ من حجم التدخل إلى الحد الأدنى الذي لا يزال يسمح لروسيا بنفوذ مشروع في بلاد الشام. في أوكرانيا، تعلّمت موسكو درساً صعباً حول حدود القوة – إن تدخلاً عسكرياً إضافياً لن يسمح لها أو يمكّنها من تسوية الوضع في “دونباس” في شرق أوكرانيا أبداً. في الواقع، فقد وُرِّطت روسيا في مزيد من المعارك التي لم تكن تتوقعها أو ترجوها. هذه المرة، الإكتفاء المعقول قد يمنع موسكو من عبور نقطة الذروة من التدخل — اللحظة التي يصبح بعدها التطبيق الإضافي للقوة غير مجدٍ.

تكتيكات التدخل

في تدخلها في سوريا، فقد سعت موسكو إلى أوسع تحالف ممكن. وحتى مع ذلك، فإن الجوهر العسكري للإئتلاف ضيّق جداً: القوات المسلّحة المتبقية للأسد، وقوات الحرس الثوري الإيراني (الباسدران)، و”قوات التعبئة الشعبية” الإيرانية (الباسيج)، و”حزب الله”، والميليشيات الشيعية في العراق، والحكومة العراقية.
في هذه الحملة، فإن موسكو على الأرجح تحاول تصميم عمليات الإئتلاف والإشراف عليها وتقوم بالتنفيذ كقوة مضاعفة على الخطوط الأمامية. بالإضافة إلى الدعم الديبلوماسي، فإن روسيا قد توفر التخطيط والمساعدة اللوجستية؛ والقيادة، والسيطرة على الإتصالات، وقدرات إستخباراتية؛ والدعم الجوي بالطبع. إن المكوّن الجوي للمهمة ربما يمكن أن يشمل قاذفات مقاتلة، وطائرات دعم وثيقة، ومروحيات قتالية ونقل، وطائرات من دون طيار — والتي سيتم نشرها كلها لدعم القوات الموالية للأسد. وقد تستخدم روسيا طائرات إعتراض لردع الغارات الجوية المُحتملة على أرض يسيطر عليها الأسد وأنظمة صواريخ سطح-جو وطائرات متقدّمة للدفاع عن جميع عناصر التدخل السريع.
في الوقت عينه، تمشياً مع مبدأ الإكتفاء المعقول، فمن المرجح أن تفوِّض موسكو معظم الحرب البرية لحلفائها. ويمكنها أن تشارك في تخطيط العمليات، وتبادل المعلومات، والإشارات الإستخباراتية والبصرية، وتحديد الأهداف. ولكن لا يبدو من المحتمل أن تتخذ كتائب من القوات الروسية مواقع عادية في دمشق. بدلاً من ذلك، من المرجح أن تعزز موسكو برامجها لتدريب وتقديم المشورة لوحدات الأسد، وهو ما تعتبره وتقدّمه، لأسباب سياسية وعسكرية، كقوة عسكرية أكثر فعالية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.
قد تكون موسكو على ثقة بأنه يمكنها تصميم حملة إئتلاف فعّالة، بناء على خبراتها في عشرات التدريبات التي أجريت مع “معاهدة الأمن الجماعي” و”منظمات شنغهاي للتعاون”. وحتى مع ذلك، فمن المرجح أن تكون قلقة حول إمكانية التشغيل المتداخل لقوات الإئتلاف. للتأكيد، على المستوى الإستراتيجي، فقد أفادت معلومات بأن إيران، وروسيا، وسوريا، وربما “حزب الله” والعراق، قد نسّقت بعض الجهود العسكرية منذ الصيف. من جهتها، فإن موسكو متآلفة مع القوات السورية، التي درّبتها وجهّزتها، وعلّمتها على مدى عقود، في حين أن لدى الأسد خبرة عميقة مع “حزب الله”. وقد تعاون كلا البلدين مع إيران. ولكن مجموعة الإئتلاف ليس لديها الكثير من الخبرة للعمل معاً ككل، كما أن معظم الأفرقاء لم يجرِ أبداً عمليات تحالف على نطاق واسع من قبل.
إن قدرة روسيا على تنسيق الأنشطة بين شركائها ستكون عنصراً أساسياً. وفقاً للمعلِّقين الروس، إن نجاح “داعش” يعود في معظمه إلى عجز الأسد على تركيز جهوده العسكرية ضد التنظيم الإرهابي، والتدابير غير الكافية السابقة للإئتلاف التي تقوده واشنطن، وعدم وجود تنسيق بين المتمرّدين. من خلال جلب بعض التركيز والعقلانية إلى حملة المكافحة ضد “داعش”، يسعى التحالف الذي تقوده روسيا إلى عكس مسار الحرب. نظراً إلى النظرية العسكرية الروسية الحالية، من المرجح أن تتخذ الحملة الجوية شكل ضربات على الأنظمة الثلاثة التي تُبقي التنظيم الإرهابي متماسكاً: سلسلة القيادة والسيطرة، وسلاسل التوريد، والمراكز الإقتصادية الجاذبية. فيما تحاول الضربات الجوية تفتيت “الدولة الإسلامية”، فإن العمليات البرية تسعى إلى تفكيك الجماعات المحلية الصغيرة من المقاتلين. الحملة لا تحتاج إلى أن تكون على نطاق واسع، فإنها تحتاج فقط إلى عكس الإتجاهات الحالية، وإظهار قوة النظام الحالي، وتسهيل الظروف لعملية سياسية.
في بعض الجوانب، من الجائز أن يُؤخذ تصميم الحملة أيضاً من إستراتيجية الجيل الجديد للحروب الروسية – وهي مجموعة من الأفكار حول تغيّر طبيعة الحرب التي تم تداولها في المجتمع الإستراتيجي الروسي تحت رعاية الرئيس الحالي لهيئة الأركان العامة، فاليري غيراسيموف. هذه الأفكار شكّلت بالفعل العقيدة العسكرية الروسية في 2014 والعمليات اللاحقة في أوكرانيا. إن هذا المفهوم يقلّل من دور العمليات العسكرية الواسعة النطاق التي كانت سائدة في حقبة ما بعد الحرب الصناعية، وبدلاً من ذلك يتم الجمع بين القوة الصارمة والقوة الناعمة عبر المجالات العسكرية والديبلوماسية والإقتصادية. وهذه العملية تستفيد من العمل غير المباشر، والعمليات الإعلامية، والقوات شبه العسكرية، وقوات العمليات الخاصة المدعومة بقدرات عسكرية متطورة. وإذا نُفِّذ بشكل صحيح، فإن هذا المفهوم يتوافق بشكل طبيعي مع مبدأ الإكتفاء المعقول.
في هذه الحالة، قد تقلّل موسكو من وجودها المرئي لأغراض محلية ودولية، واضعة بضبابية الخط الفاصل بين المشاركة والتدخل. هذا لا يعني، بالطبع، أن روسيا سوف لن ترسل عناصر ناشطة إلى أتون الحرب البرية. في الواقع، إذا “الرجل الصغير الأخضر” (“الناس المهذبين” في لغة الروسية) في القوات المسلحة الروسية، جنباً إلى جنب مع القادة الميدانيين في “دونباس” والمقاتلين الشيشان الموالين لروسيا بدأوا في الظهور في ساحات المعارك السورية، فلا ينبغي أن يكون ذلك مفاجئاً. خلافاً لما حدث في “دونباس” أو شبه جزيرة القرم، فإن هؤلاء المقاتلين لديهم مشاكل للإنخراط في المعارك هنا. مع ذلك، نظراً إلى خبراتهم وتدريبهم فيمكنهم أن يكونوا بمثابة قوة مضاعفة. وإذا نشرتهم روسيا فيما هي تضع في إعتبارها مبدأ الإكتفاء المعقول، فإنها يمكن أن تأمل في تجنب الرمال المتحركة في مستنقع سوريا على غرار “دونباس” وتحقيق شيء أقرب إلى حملة شبه جزيرة القرم الفعالة.

الكل من أجل هدف واحد؟

إن إطلاق الموجات أسهل من السيطرة عليها. بالنسبة إلى موسكو، إن الخطر الرئيسي في سوريا هو الإفراط في التوسع. خلال الطفرة الأولى ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، من المرجح أن يلتف التحالف حول هدف واحد مشترك. ولكن فيما تتتابع الحملة، وخصوصاً إذا إستقر الوضع في الأجزاء التي يسيطر عليها الأسد في سوريا، فإن مصالح أعضاء التحالف قد تتباعد. قد تسعى طهران ودمشق إلى نقل المعركة أبعد شرقاً وشمالاً، على أمل إستعادة كامل سوريا لنظام الأسد. وربما كانت لدى موسكو أهداف أكثر محدودية وستسعى إلى التحوّل إلى تسوية وتحقيق الإستقرار في أقرب وقت ممكن. إذا كانت موسكو غير قادرة على تسهيل التوصل إلى حل سياسي، ولا يمكنها فرض إرادتها على حلفائها، فإنها قد تتورط أكثر عمقاً في القتال. قد يحدث الشيء عينه إذا لم تتقدّم الحملة الحالية، لأي سبب من الأسباب، كما هو مخطط لها وتتطلب المزيد من الإستثمار. لا شك أن الكرملين يدرك أن تحالفه مع الأسد وإيران و”حزب الله” والعراق قد يحفز أهل السنة ضده وضد حلفه، حتى أنه قد يثيرهم ويدفعهم إلى التحالف مع “داعش” والجماعات المسلحة المتطرفة الأخرى. والخطر هو أن كل الكلام الإيجابي الذي قيل عن أن هدف موسكو هو القضاء على “داعش” غير صحيح، إذ أن قواتها لا تفرّق بين المتمردين المتطرفين والمعتدلين، وتعتبر جميع المقاتلين المناهضين للأسد إرهابيين — كما توضّح الأهداف من الضربات حتى الآن.
ويرتبط الخطر الثاني بإسرائيل. من المرجح أن تقف تل أبيب بحزم ضد أي نقل للأسلحة إلى “حزب الله” لتغيير قواعد اللعبة، وأنها لن تتسامح مع إمتداد القتال عبر حدودها. بأخذها هذا الأمر في الإعتبار فإن “حزب الله”، وإيران، ونظام الأسد خططت للعمل في المناطق التي تقع تحت المهمة الروسية وأقرب ما يمكن إلى القوات الروسية، محوّلتها إلى دروع بشرية. وقد قامت إسرائيل بغارات فوق الأراضي التي يحاول الروس الآن توسيع موطئ قدمهم إليها. كما أن المحادثات الأخيرة بين بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتفادي أي سوء تفاهم يؤدي إلى عمليات جوية وبحرية وكهرومغناطيسية عالجت جزئياً هذه القضية. إذا تحرك ذيل الكلب، فإن موسكو وتل أبيب ستواجهان خيارات صعبة. وقد أبدت اسرائيل عن حيادها تجاه الصراع، لكن من غير الواضح كيف سيقوم سلاح الجو الإسرائيلي بتحمل التشويش المحتمل، والهجمات السيبرانية، وتحديد مجاله الجوي للمناورة، أو ما إذا كانت موسكو قد قررت إقامة حاجز وقائي كهرومغناطيسي ومنطقة مكافحة تحرّم الوصول إلى المجال الجوي لمسرح عمليات التحالف المؤيد للأسد.
أخيراً، تدرك موسكو أنه لن يكون هناك تهديد مستمر فقط من التطرف المحلي. فهي تعرف أن أنشطتها في سوريا قد تحرّض على الكراهية بين عدد كبير من مواطنيها السنّة وكذلك تحفيز الجهاديين لجلب معركتهم الى قلب روسيا، وشمال القوقاز، وآسيا الوسطى. الواقع أن التطرف بين المجنَّدين المسلمين في الجيش الروسي صار فعلياً مصدر قلق بالنسبة إلى موسكو — والأمور يمكن أن تزداد سوءاً أكثر بكثير.
حتى لو كانت موسكو تدرك المخاطر وتريد تجنب نقطة الذروة من تدخلها، فإنه من غير الواضح ما إذا كانت الحملة الحالية في سوريا سوف تجري بسلاسة كما تعتقد روسيا. ومع ذلك، فإن الوضع يستحق الأخذ في الاعتبار القول المأثور القديم: روسيا ليست قوية أبداً كما يظن البعض وهي ليست ضعيفة أبداً كما تبدو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى