الأفلام العربية العشرة التي بهرت مهرجان “كان” السينمائي على مر العصور

يبدو أن 2016 كان عاماً جيداً حتى الآن لتمثيل السينما العربية في المحافل الدولية، حيث شهد ترشح فيلم “ذيب” لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي ليصبح أول فيلم عربي يصل إلى هذه الجائزة، وأيضاً هذا العام شارك صناع الأفلام العرب بعدد جيد من الأفلام في مهرجان “كان” وإن كان ذلك خارج المنافسة الرئيسية.

من فيلم إشتباك للمخرج محمد دياب: دراما متعددة الشخصية
من فيلم إشتباك للمخرج محمد دياب: دراما متعددة الشخصية

“كان” – جوزيف فهيم

في تشريحهم لمهرجان “كان” السينمائي الدولي لهذا العام، لاحظ المحلّلون غياباً صارخاً للموضوع ذات الصلة الأكثر في المناقشات الفرنسية الحالية: العلاقة بين فرنسا والعالم العربي في أعقاب الهجمات الإرهابية على باريس في تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت. و”كان” يبقى نادياً حصرياً يقتصر على أبرز السينمائيين في العالم، حيث أن الغالبية العظمى منهم هم من خريجيه — كين لوتش، أوليفييه أساياس، بيدرو ألمودوفار، كريستيان مونجيو، وغيرهم. إن الجوانب المختلفة للمهرجان عوّضت عن هذا الإغفال والسهو، بعرض عشرة أفلام عربية معظمها للجيل الثاني من الفرنسيين العرب.
تصدر أفلام الوفد العربي في مهرجان “كان” هذا العام “إشتباك” للمخرج المصري محمد دياب، وهو دراما متعددة الشخصية صوِّرت بكاملها في سيارة ترحيلات تابعة للشرطة بعد الإطاحة بالرئيس “الإخواني” محمد مرسي في 2013 في مصر، وهو من بطولة مجموعة من نجوم الدراما والسينما الذين أُثبتوا قدرتهم على تقديم فَنّ مختلف عن السائد في الوقت الحالي على رأسهم نيللي كريم وهاني عادل وأحمد مالك والطفل أحمد داش، ومن تأليف خالد دياب ومحمد دياب. وإنضمت إلى دياب المخرجة الفلسطينية مها الحاج (من عرب 1948) بفيلمها الأول، “أمور شخصية”، وهو دراما محلية تركز على ثلاثة أزواج من أجيال مختلفة يتصارعون مع الزواج والأحلام المُحبطة والمنفى. وقد أكدت المخرجة على هوية الفيلم الفلسطينية رغم التمويل الإسرائيلي، وتم تصويره في فلسطين ولغته هي العربية، وهو من بطولة ميساء عبد الهادي، دريد لداوي، عامر حليحل، حنان حلو، زياد بكري، سناء شواهدة ومحمود شواهدة.
وشارك أيضاً في فاعلية نصف شهر المخرجين فيلم “إلهيات” للمخرجة المغربية هدى بنيامين، وهو كذلك فيلمها الطويل الأول، وتأخذنا المخرجة إلى الضواحي حيث نتعرف على دينا التي تعيش في حي يسكنه متشددون وكذلك تنتشر فيه التجارة غير المشروعة على رأسها المخدرات، وتقرر الإنغماس في هذا العالم المتوحش. كما شارك الفيلم الجزائري “قنديل البحر” في المهرجان ضمن فعالية “نصف شهر المخرجين” أيضاً وهو من إخراج داميان أونوري، حيث يقدم رؤيته لوضع المرأة في المجتمع الجزائري وذلك من خلال قصة أم شابة تسمى نفيسة يتم الاعتداء عليها من مجموعة من الرجال على شاطئ البحر. ومن جهته أتبع الممثل الفرنسي الجزائري الذي تحوّل إلى مخرج رشيد دجيداني فيلمه الدرامي “رانغان” (Rengaine) في 2012 بفيلم “تور دو فرانس”، وهو فيلم شارك فيه الممثل الفرنسي جيرار دوبارديو ويروي قصة مغني “راب” عربي شاب الذي يشكل فرقة مع أستاذه الفرنسي في السباحة.
وفي قسم “أسبوع النقاد”، شارك فيلم “ربيع” اللبناني، وهو من تمثيل بركات جبور وجوليا قصار وميشال أضباشي وتوفيق بركات بمشاركة جورج دياب، وإخراج فاتشي بولجورجيان. وتدور أحداث الفيلم حول الشاب ربيع إبن الأربعة والعشرين عاماً وهو ضرير ويعمل موسيقي، وعندما يقدّم أوراقه ليسافر مع فرقته إلى أوروبا يكتشف إنه مُتبنّى، ويبدأ في البحث عن أصوله.
كما عُرض فيلم “شوف” وهو الفيلم الثامن للمخرج التونسي كريم دريدي، والثالث الذي تدور أحداثه في شوارع مرسيليا، وهو إنتاج فرنسي – تونسي مشترك. ويأخذنا المخرج هنا إلى عالم المخدرات والعنف في ضواحي مرسيليا، وبدلاً من الإستعانة بممثلين محترفين قام بإستخدام شباب من أبناء المناطق التي تدور فيها أحداث الفيلم. وأقام عدد من ورش التمثيل لمدة عامين لتحسين أدائهم. و”شوف” كلمة عربية عامية ولكن لها معنى مختلفاً لدى عصابات مرسيليا حيث تعني الشخص المسؤول عن مراقبة الحي وعينه الساهرة، وتدور الأحداث حول سفيان الشاب في العشرينات الذي هرب من الحي العنيف للدراسة، ولكن يعود له مرة أخرى لينتقم لأخيه المقتول بسبب تجارة المخدرات.
وفي قسم الأفلام المستقلة “ACID” تم عرض الفيلم اللبناني “من السماء” للمخرج وسام شرف وهو فيلمه الروائي الطويل الأول، ويتناول قصة مقاتل سابق فُقِد لفترة طويلة وكان يُعتقَد أنه مات، ولكن يعود ويواجه التغييرات الكبيرة التي حدثت في أسرته وبلاده خلال غيابه. وتم تصوير الفيلم بموازنة محدودة للغاية وخلال 15 يوماً فقط، ويركّز على الحرب الأهلية اللبنانية ولكن بصورة غير مباشرة، بل إستغل الكوميديا والهزلية في تقديم فكرة المخرج.
من ناحية أخرى، يبدو أن مهرجان “كان” يتبع خطى مهرجان “برلين” في التركيز على القصص العربية، وهي لفتة يراها المراقبون بأنها إقرار بالبروز المتزايد للسينما العربية، والتي في النهاية صارت ناضجة.
مع ذلك، إن نظرة أعمق في تاريخ التمثيل المتكرر للمنطقة في مهرجان “كان” يُظهِر أنه منذ أوائل دورات أعرق مهرجان سينمائي في العالم، كان للسينما العربية تأثير لا يُمحى ووزناً. وفي ما يلي قائمة أفضل عشرة أفلام عربية عرضها مهرجان “كان”، والتي تتسق في الموضوعات، والجمالية، والسرد. وهي مجموعة متنوعة من الروائع المذهلة الخفية التي تنتظر من يكتشفها، التي تمثل مدخلاً إلى سينما واسعة، وغنية وإلى حد كبير غير مصنفة.

10. الحرام (1965). المخرج: هنري بركات

الحرام هو فيلم دراما مصري من إنتاج 1965، كتب قصته يوسف إدريس، وأخرجه هنري بركات ،وهو من بطولة فاتن حمامة وعبد الله غيث وزكي رستم. وقد تم ترشيحه لنيل جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان في العام 1965، كما تم تصنيفه في المركز الخامس ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في إستفتاء النقاد.
ويروي الفيلم قصة عزيزة التي تعمل وزوجها عبد الله ضمن عمال التراحيل. ويصاب الزوج بالمرض الذي يُقعده عن العمل. وذات يوم يشتاق الزوج إلى أكل البطاطا فتذهب عزيزة لتقتلعها من الأرض، ويفاجئها هناك أحد شبان القرية فيعتدي عليها وتحمل منه وتنجح في إخفاء حملها عن الأعين. وكان من المعروف أن علاقتها الزوجية معدومة بسبب مرض زوجها، لذا عندما تلد مولودها تخاف أن يفضحها صراخه فتقتله من دون وعي أو قصد وهي تحاول أن تسكته. ومن ثم تعود إلى العمل متحمّلة آلام جسدها ولكنها تصاب بحمى النفاس وتموت.

9. الغريب الصغير (Le Petit Étranger ) (1962). المخرج: جورج ناصر

فيلم “الغريب الصغير” الثاني لجورج نصر وأول فيلم لبناني باللغة الفرنسية، رُشِّح لنيل السعفة الذهبية في مهرجان “كان” السينمائي ولقي في تلك الفترة إستحسان النقاد.
وعلى الرغم من ذلك، فلم يتح للفيلم في حينه أن يُوزَّع في بيروت إذ لم تكن الصالات ترغب في عرضه في ظل شيوع موجة السينما التجارية. كما أن الفيلم لم يوزع في باريس؛ ما دفع المنتج ماريو عرقتنجي إلى حض المخرج على إضافة مشاهد ساخنة إلى القصة طمعاً في تأمين توزيع الفيلم، من دون أن ينجح في ذلك ويبدو أن المخرج عارض الأمر منذ البداية.
ويعتبر فيلم “الغريب الصغير” وثيقة صادقة عن المجتمع الريفي اللبناني في ذلك الحين، ونال إستحسان النقاد لمستواه الفني وجمالياته؛ إذ أنه صُوِّر على طريقة سينما الواقعية الإيطالية الجدية في خمسينات القرن الفائت.
يتناول الفيلم قصة شاب مثالي يتخلى عن حلمه بأن يصبح طيارًا قبل أن يسقط في فخ الثقافة الفاسدة لمرحلة ما قبل الحرب الأهلية في لبنان.
وكان نصر أول مخرج عربي غير مصري يُرشَّح لأعلى جائزة في مهرجان “كان”، ولكن أعماله باتت طي النسيان إلى حدٍّ كبير الآن. و”الغريب الصغير” يُعد أفضل أعماله.
ويحتل نصر موقعاً ريادياً في السينما اللبنانية؛ لأنه ينتمي إلى الجيل الذي أسس سينما وطنية لم تكن موجودة آنذاك صناعة أو إنتاجاً أو تقليداً وهو أول من تخرّج من الولايات المتحدة في السينما وعاد ليطبق ما درسه في لبنان.

8. على حافة الهاوية (2011). المخرجة: ليلى الكيلاني

مخرجة الوثائقيات المغربية ليلى الكيلاني حققت قفزةً لها في صناعة الأفلام مع هذا الفيلم الشجاع الذي يتناول دراما الجريمة حول فتاتين تعملان في مصنع وتجدان نفسيهما تنزلقان إلى عالم الجريمة في الدار البيضاء. إن إستخدام الكيلاني للأداء غير المهني يطمس عن عمد الحد الفاصل بين الخيال والواقع؛ لترسم صورةً قويةً أصيلةً لجيل ما بعد الألفية في المغرب، الذي يكافح للعثور على مكانٍ وهويةٍ في عالم العولمة الجديد.

7. ريح السد (1986). المخرج: نوري بوزيد

ريح السد شريط سينمائي تونسي من إخراج نوري أبو زيد. فاز بالتانيت الذهبي لأحسن شريط طويل في أيام قرطاج السينمائية لسنة 1986، وشارك في المسابقة الرسمية في مهرجان “كان” السينمائي في السنة ذاتها.
وقد وضع المخرج التونسي المخضرم بوزيد السينما التونسية على الخريطة لأول مرة مع هذا الفيلم المثير للجدل بشكلٍ كبير الذي يروي قصة نجار شاب من مدينة صفاقص، يتبع نصيحة والديه بالزواج؛ إلا أنه لا يزال مصدوماً منذ الطفولة بعد أن إغتصبه أحد المكلفين بتعليمه المهنة هو وصديقه. الفيلم تعرض لواحدة من أكبر المحرمات في الثقافة العربية.

6. وقائع سنين الجمر (1975). المخرج: محمد لخضر حامينا

فيلم درامي تاريخي للجزائري محمد لخضر حامينا، وهو الفيلم العربي الوحيد الفائز بجائزة السعفة الذهبية في 1975، متفوّقاً على أفلام لمارتن سكورسيزي، وفيرنر هيرتسوغ، ومايكل أنجلو أنطونيوني، مع أول إنتاج محلي كبير حول حرب الإستقلال الجزائرية. ويُعتبر “وقائع سنين الجمر” قطعة من الفن البروليتاري السوفياتي المتنكر في زي ملحمة هوليوودية، والذي دار حول وقائع تاريخ الجزائر النضالي، الذي غطته مساحات الدماء الحمراء من أجل نيل الإستقلال والحرية، والنظم التي تمارس القمع وتجهض حقوق الإنسان أينما كان. كما صور الفيلم الحياة القبلية في جبال الجزائر، والتي كانت تعيش على حياة التنقل في الصحراء والرعي، ثم لم تلبث أن تحوّلت الصحراء إلى ساحة للقتال والجهاد المستميت من أجل نيل الحرية المضرجة بالدماء، ويغلب على الفيلم روح التراجيديا، حيث سادت فيه مناظر البؤس والألم والمجازر الدموية لمئات من المواطنين.
وقد هوجم الفيلم بشراسة من قبل اليمين الفرنسي بعد ظهوره الأول، وما يزال قائماً بوصفه واحداً من الإنجازات السينمائية العربية الأهم.

5. خارج الحياة (1991). المخرج مارون بغدادي

ربما يكون فيلم “بيروت الغربية” لزياد الدويري هو الفيلم الأكثر شهرة حول الحرب الأهلية اللبنانية، ولكن “خارج الحياة” لمارون بغدادي، الذي رُشّح لنيل جائزة السعفة الذهبية والفائز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان “كان” السينمائي في العام 1991، هو أكثر نضجاً. مستندًا إلى قصة حقيقية عن إختطاف وتعذيب مصور فرنسي من قبل ميليشيا لبنانية في بيروت، فإن “خارج الحياة” هو شهادة من بغدادي عن الحرب والرجولة، وهي التيمة التي تميّز أفلامه. يلتقط بغدادي ببراعة الفوضى والبلبلة في البلد الذي ينزلق إلى الجنون، فيما يشكك في دور الصحافة في وقت النزاع.
بعد ربع قرن على صدوره، فإن “خارج الحياة” لا يزال وثيقة مثالية للمأساة التي لا تزال تطارد النفسية اللبنانية.

4. صمت القصور (1994). المخرجة: مفيدة التلاتلي

يتناول الفيلم قصة غامضة عن إبنة خادمة في سن المراهقة (النجمة هند صبري في أول ظهور لها على الشاشة) تنشأ في منزل أرستوقراطي في نهاية الحكم الاستعماري الفرنسي في تونس. وهذه الشابة التي تُدعى عليا هي مغنية وتحمل من علاقتها العاطفية برفيقها الذي يطلب منها الإجهاض.
وتعلم عليا بنبأ وفاة سيدها السابق الأمير علي، فتعود، لتعزية عائلته، إلى القصر الذي نشأت فيه. وبعودتها إلى هناك تتسابق ذكريات أمُها التي كانت خادمة فيه كما كانت طبٌاخة ورفيقة وراقصة. وتتذكر أيضاً طفولتها حيث كانت وُلدت من أب مجهول الهوية وكل ما نتج من ذلك من حيرة وأسرار في القصر.
وقد عُرض “صمت القصور” في مهرجان “كان” في 1994 ونال جائزة وتنويهاً خاصاً من لجنة التحكيم. ويُعتبر الفيلم الآن معيارًا في السينما العربية، وساهم في ترسيخ سمعة التلاتلي بإعتبارها إحدى المخرجات الأكثر تأثيراً في تاريخ المنطقة.

3. يد إلهية (2002). المخرج إيليا سليمان

“يد إلهية” هو فيلم فلسطيني مُشبَع بالإشارات والرموز. وهو من إخراج الفنان الفلسطيني إيليا سليمان، وإنتاج مشترك (فرنسي، فلسطيني، مغربي، ألماني) في العام 2001، مدته ساعة وإثنتان وثلاثون دقيقة. وقد حصل الفيلم علي جائزتين، جائزة لجنة التحكيم في مهرجان “كان” السينمائي في العام 2002، وجائزة “سكرين” العالمية في مهرجان السينما الأوروبية لفيلم غير أوروبي.
والفيلم هو سجل حب وألم.. قصة حب بين فتي فلسطيني من سكان الأرض الفلسطينية 1948 (إيليا سليمان) وفتاة فلسطينية من سكان الضفة الغربية (منال خضر) يلتقيان في سيارة فارهة علي حاجز إسرائيلي (نقطة تفتيش)، ويراقبان الوجع المتناثر والمعاناة علي حواجز الإحتلال الإسرائيلية.
الفيلم هو حكاية علاقة الفتي الفلسطيني (إيليا) مع الفتاة الفلسطينية (منال) علي الحاجز الإسرائيلي (حاجز الرام). كيف يلتقيان وتتشابك أيديهما في علاقة حسية حميمية حيث تتناقض هذه المشاهد الودية بين الحبيبين مع وقائع البغض التي تحدث علي الحاجز. يشاهد الحبيبان مشاهد إذلال وعنف للركاب الفلسطينيين الذين يرغبون بزيارة القدس. فيطيّر الفتى العاشق من نافذة سطح سيارته بالوناً عليه صورة ياسر عرفات أقلق الجنود علي الحاجز، لكن عرفات (علي البالون) إستطاع الافلات من حاجز المحتل وطلقات الجنود، وهكذا يزور عرفات المرسوم علي البالون الأحمر القدس بكنائسها ومساجدها ويستقر علي قبة مسجد الحرم القدسي.
إيليا سليمان الفلسطيني هو المخرج العربي الأكثر أصالة و”يد إلهية” ما يزال واحدًا من الأفلام العربية الأكثر راديكالية حتى الآن. تميز “يد إلهية” بتنسيق العمل والصوت بدقة لتسليط الضوء على العبثية الهائلة للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. مقارنةً مع أعماله الأخرى، فاللهجة هنا هي شرسة، والنكتة هي تهكمية، والصور خيالية وسوريالية.

2. الأرض (1969). المخرج: يوسف شاهين

الأرض هو فيلم مصري درامي من أخراج يوسف شاهين، مأخوذ عن رواية الكاتب المصري عبد الرحمن الشرقاوي التي كتبها في العام 1953، ويعتبر أحد أهم أفلام السينما المصرية. وفي إحتفالية مئوية السينما المصرية في العام 1996 تم تصنيفه في المركز الثاني ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في إستفتاء النقاد.
تدور أحداث الفيلم في إحدى القرى المصرية في العام 1933 التي يفاجأ أهلها بقرار حكومي بتقليل نوبة الري إلى 5 أيام بدلاً من 10 أيام، فيبلّغ العمدة الفلاحين أن نوبة الري أصبحت مناصفة مع أراضي محمود بك الإقطاعى، فيجتمع رجال القرية للتشاور ويتفقوا على تقديم عريضة للحكومة من خلال محمد أفندي ومحمود بك الذي يستغل الموقف وتوقيعاتهم لينشىء طريقاً لسرايته من خلال أرضهم الزراعية، ولكن يثور الفلاحون -وعلى رأسهم محمد أبو سويلم- دفاعاً عن أرضهم ويلقون الحديد في المياه، فترسل الحكومة قوات الهجانة لتسيطر على القرية بإعلان حظر التجوال، ويتم إنتزاع الأراضي منهم بالقوة، ويتصدى محمد أبو سويلم لقوات الأمن وبتم سحله على الأرض وهو يحاول التشبث بالجذور.
شاهين الأسطوري، المخرج السينمائي الأكثر شهرةً في العالم العربي، يعرف بقطعته الفنية الرائعة “محطة مصر” في العام 1958، لكن هذه الملحمة الريفية تعد الصورة المحبوبة له في العالم العربي حيث برع الفنان الراحل محمود المليجي في أدائه لدور أحد صغار المزارعين الذين يواجهون ملاك الأراضي من أجل وصول المياه إلى أراضيهم قبل ثورة العام 1952.

1.الليلة الأخيرة (1964). المخرج: كمال الشيخ

يُعرَف كمال الشيخ على نطاق واسع بأنه هيتشكوك المصري — شخصية فريدة في السينما العربية الذي لم تُرَ مثل أفلامه الجنائية خارج المنطقة. فيلمه المشهور “حياة أو موت” في العام 1955 — أول فيلم مصري يتم تصويره خارج الإستوديوهات — هو عمله الأكثر شهرة، مما جعله يصل إلى المنافسة الرئيسية في مهرجان “كان” السينمائي، لكن، الليلة الأخيرة، هذا العمل المليء بالغموض النفسي المثالي هو الذي كان تحفته الدائمة. تلعب فاتن حمامة دور إمرأة في منتصف العمر التي تستيقظ ذات يوم لتجد نفسها أنها كبرت 15 سنة ومتزوجة من زوج شقيقتها. وتدور أحداث الفيلم حول محاولة تلك المرأة البحث عن ماضيها وحياتها السابقة، ومعرفة سبب التجربة الغريبة التي مرت بها.
الليلة الأخيرة هو مثال على كلاسيكية السينما المصرية غير المألوفة في الغرب – فيلم ذو إدراك عميق، وذكي جداً ومسلٍّ بشكل كبير وهو لا يزال صالحاً لكل زمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى