أكثر من التكنولوجيا، ينبغي على البنوك تبنّي الشفافية

كابي طبراني

بعد سنوات من مشاهدة نمو الإقتصادات الرقمية في أجزاء أخرى كثيرة من العالم، يبدو أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتبنّى الآن هذا المفهوم التقني المتقدّم وجعلته جزءاً من حياة مواطنيها اليومية. وعلى الرغم من التوقعات العامة والآمال المعقودة على هذه التقنيات، فقد أصبح من الواضح أن بعض الشركات، الذي يتعيّن أن تكون التكنولوجيا على الانترنت جزءاً لا يتجزأ منه، لا يزال غير مستعد أو مُهيَّأ لوصولها والتعامل معها.
في أوائل الشهر الجاري، كان بنك قطر الوطني في الدوحة هدفاً لعملية قرصنة، وأصبح بالتالي أحدث مصرف تصله السلسلة المستمرة من الهجمات الإلكترونية على المصارف عالمياً. الواقع إن تعرّضه لهجوم ليس من المستغرب، وذلك يعود إلى الإعتقاد السائد بأن الخليج منطقة غنية، وهذا يبدو أنه قد وضع المؤسسات هناك في خطر أكبر للإعتداءات الإجرامية على الإنترنت. ولكن ما يثير القلق والإستغراب هو السرعة البطيئة التي إستجابت بها إدارة بنك قطر الوطني على الهجوم. لقد إستغرق الأمر أياماً عدة للمصرف للرد، والإعلان بأنه نعم، لقد تعرّض لإعتداء إلكتروني وسُرِقت منه بيانات. علماً أن هذا البنك يتمتع بسمعة جيدة دولية و بتصنيف إئتماني مُرتفع يُعتبر من الأعلى في المنطقة من قِبَل عدد من وكالات التصنيف العالمية الرائدة مثل “ستاندرد آند بورز “(A+)، و”موديز ” (Aa3)، و”فيتش “(AA-)، و”كابيتال انتليجنس “(AA-).
إن عزوف البنك عن إصدار إعلان من السهل أن يُفهَم، وخصوصاً بأن هدف القراصنة الوحيد على ما يبدو كان لإلحاق الضرر بسمعة المصرف القطري. ولكن حق الزبون بمعرفة التهديدات لرفاهه المالي وتفاصيله الشخصية ينبغي أن يكون من مصلحة البنك للحفاظ على سمعته. إن العديد من الشركات في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – وليس فقط في القطاع المصرفي – يكافح مع هذه المسألة.
لقد حان الوقت للشركات العاملة في الإقتصاد الرقمي أن تفهم أن التكنولوجيا والأمن على شبكة الإنترنت، اللذين كانت تُعتبَر علاقتهما سابقاً ثانوية، مترابطان ويجب أن تضعهما في منزلة الأهمية القصوى. إذا كانت البنوك غير قادرة على توفير الأمن على الإنترنت كخزنة صلبة كانت تُوفَّر للأجيال السابقة، عندها ينبغي أن تتحمل العواقب إذا فشلت في التخفيف من تأثير أي خرق رقمي. لا يمكن لأي أمنٍ أن يضمن أن السرقة لن تحدث أبداً، لكن فشل المؤسسة في إبلاغ عملائها لا ينبغي أن يُغفَر بسهولة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى