لماذا يريد النظام السوري نسف مفاوضات جنيف؟
كابي طبراني
قبل أن تبدأ محادثات السلام السورية في 14 آذار (مارس) الجاري في جنيف، بدا أن النظام في دمشق عازم على إفشالها أو، حسب بعض المتابعين، يريد تسييرها حسب أجندته.
حتى قبل وصول المجموعات إلى سويسرا، أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن النظام “لن يتحدث مع أي شخص يريد أن يناقش موضوع الرئاسة. بشار الأسد هو خط أحمر”. (عبارة مختارة بعناية لتعكس إعلان باراك أوباما عن “خط أحمر” بالنسبة إلى إستخدام الأسلحة الكيميائية، التي إستعملها النظام من دون عقاب).
من خلال إصراره على هذا “الخط الأحمر”، يعرف النظام السوري أنه قد أخرج المفاوضات عن مسارها، فضلاً عن إفشال إمكانية معقولة لعملية سلام. قد لا يتحدث زعماء المعارضة وأنصارهم بعد الآن عن رحيل الأسد كنقطة بداية للمناقشات – كما كانوا يفعلون – لكنهم يرونه وجهتهم الأساسية ويعتبرونه هدفهم النهائي، سواء تم إنجازه من خلال إنتخابات رئاسية حيث لن يكون الأسد مرشحاً أو من خلال عملية إنتقال مُحدّدة بإشرافه، حيث تؤدي إلى مرشح توافقي. ولكن بعد تصريح المعلم الأخير قد يكون كل ذلك لم يعد على الطاولة، وبالتالي يكون النظام أجهض أي أمل في سلام حقيقي.
ربما كان ذلك لن يكون مشكلة لو أن هناك بديلاً. لكن ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، قال قبل أيام فقط أنه “لا توجد خطة بديلة”.
مضيفاً بأن “الخطة البديلة هي مجرد إستمرار الصراع الرهيب الذي سوف يذهب إلى ما لا نهاية”. إن نظام الأسد يعرف ذلك، ويعرف أن المجتمع الدولي ليس على إستعداد لمتابعة أي مسار آخر غير المفاوضات – أزمة اللاجئين أصبحت كبيرة جداً لكي تستطيع أوروبا إحتواءها أو التعامل معها، والعالم، بعد خمس سنوات، أنهكته الحرب الأهلية في البلاد وصار مُتعباً منها. تقريباً أي حلّ يمكن بيعه كإنتصار سيكون مقبولاً.
النظام يراهن على هذا، ولكنه يتجاهل عنصراً أساسياً: أن الشعب السوري لن يوافق. من دون عملية سلام حقيقية، فإن الحرب ببساطة ستستمر قدماً. المجتمع الدولي لا يمكنه أن يفرض سلاماً مبتوراً – يجب عليه التوصل الى إتفاق حقيقي يكون مقبولاً من غالبية السوريين. خلاف ذلك، فإن السلام سوف يفشل، مهما أعلن وأراد المشاركون في جنيف.