وطنٌ يَستَحِقّ الكبير هنري زغيب
في نيسان/ إبريل 2009 منح الرئيس اللبناني آنذاك، العماد ميشال سليمان، الشاعر والأديب هنري زغيب “وسام المعارف من الدرجة الأولى”. لكن يبدو أن خطأً بروتوكولياً قد حصل، فلم يُبَلَّغ زغيب يومها، وبالتالي لم يتسلّم الوسام.
وعند ظهور هذا الخطأ قبل أيام لدى مديرية المراسم في القصر الجمهوري، بادر الرئيس سليمان إلى تكريم الشاعر زغيب ثانيةً بكتابة التالي:
“أنبَلُ الأوسِمَةِ وَأعظَمها قِيمَةً وَأصدَقها تقديرًا، تِلك التي كالنهرِ يَنبَعُ ويَهدُرُ من المَصْدَرِ قاصِدًا المَصَبّ من غير استئذانٍ ولا استعطاءٍ ولا استجداء!
هكذا مِن فِكرِ وقلبِ المانِح سَلَكَ،في نيسان ٢٠٠٩، وِسام المعارِفِ من الدرجَة الأولى دَرْبَهُ واستقَرَّ في مُسْتَحِقّات الشاعِر الكبير هنري زغيب، دون عِلْمٍ ولا تبليغ، إلّا بعد عَقْدٍ وسَنَتَين! دون ضجيجٍ واحتفاليات!
وٍسامٌ لا تمَلُّق ولا تَزَلّف فيه، معاييرُهُ قناعَةُ وإرادةُ المُقَلِّد وجدَارَة وكفاءَة المُقَلَّد…
رَجُل الأدَبِ والفِكر والشعر لا وِسامَ يَكْفي لِتزيين صَدْرِه!
ولا اعتذار يُعَوِّضُ التأخير!
ولُبنانُ وطنٌ يَستَحِقّ الكبير هنري زغيب”.
مَن هو؟
وُلِدَ هنري زغيب في صربا – جونية. تخرّج من كلية الآداب في الجامعة اللبنانية وحصل منها على “ليسانس” في الأدب العربي. درّس على مدى سبع سنوات الأدب العربي والترجمة والتعريب وتاريخ العلوم عند العرب والفلسفة العربية في أكثر من معهد. في العام 1972 بدأ الكتابة الصحافية في “النهار” اللبنانية، وفي العام 1975 إنتقل إلى مجلة “الصياد” ليرأّس قسمها الثقافي.، وما لبث بعد عامٍ، أي في 1976، أن انتقل إلى مجلّة الحوادث حيث استلم رئاسة القسم الثقافي فيها وبقي فيها لمدة أربع سنوات. في العام 1979 تفرّغ للكتابة في جريدة “النهار” فقط ولا يزال حتى اليوم فيها. في العام 1988 سافر إلى الولايات المتحدة حيث ألقى خلال إقامته سلسلة من المحاضرات والأمسيات الشعرية، وصدر له في واشنطن كتاب مختارات من قصائده في اللغتين العربية وترجمتها الإنكليزية. عمل بالتدريس الجامعي في الولايات المتحدة وذلك في جامعة جورج تاون في واشنطن وفي جامعة فلوريدا في ميامي. في العام 1994 عاد إلى لبنان نهائياً وأسّس لجنة الأوديسا الشعرية الأدبية واستأنف إصدار مجلته الشعرية (الأوديسا)، التي كانت تصدر في بيروت بين 1982 و1984، وكان أوقفها عندما سافر إلى أميركا، وهي مجلة شعرية لا تنشر إلاّ القصائد الجديدة أو دراسة عن الشعر، ولا تنشر قصة ولا مسرحية ولا مقالة، فهي مخصصة للشعر فحسب.
وهو الآن:
- الرئيس المُنسِّق لمنطقة لبنان والعالم العربي في “الاتحاد العالمي للدراسات الجبرانية” (جامعة ميريلاند- الولايات المتحدة) منذ 2006 حتى اليوم.
- رئيس “مركز التراث اللبناني” في “الجامعة اللبنانية الأَميركية” (منذ 2002 حتى اليوم).
- رئيس دائرة المنشورات الجامعية في “الجامعة الأَميركية للعلوم والتكنولوجيا” (منذ 2006 حتى اليوم).
- رئيس تَحرير مَجلة “أَجنحة الأَرز” ومديرُها المسؤول (تصدر عن “طيران الشرق الأَوسط”) منذ 1996 حتى اليوم.
- كاتب الزاوية الأُسبوعية “أَزرار” (صباح السبت) في جريدة “النهار” (منذ 1995 حتى اليوم).
- كاتب في مجلة وموقع “أسواق العرب” (لندن) (منذ 2018 حتى اليوم).
- صاحب البرنامَـجَين الإِذاعيَّيْن “نقطة على الحرف” و “حرفٌ من كتاب” (تعليق بصوته في إِذاعة “صوت لبنان”، منذ 2004 حتى اليوم).
من مؤلفاته (20 كتاباً):
هذا الرجل من لبنان، في رحاب الأَخوين رحباني، الياس أَبو شبكة: من الذكرى إِلى الذاكرة، نزار قباني… متناثراً كريش العصافير، سعيد عقل… إِن حكى، جبران خليل جبران – شواهد الناس والأمكنة، على رمال الشاطئ الممنوع، لغات اللغة، نقطة على الحرف، ربيع الصيف الهندي، حميميات، منصّة، تقاسيم على إيقاع وجهكِ، In Forbidden Time، صديقة البحر، من حوار البحر والريح، سمفونيا السقوط والغفران، إيقاعات، كـتاب – الأخوين رحباني: طريق النحل، أَنتِ… ولْـتَـنْـتَـه الدُّنيا.
يُذكَر أن الأكاديمية العالمية للشعر كانت منحت هنري زغيب في العام 2019 جائزة “كاتولو” في مدينة فيرونا الإيطالية.