البنوك قلقة من معركة العملات الأميركية – الصينية

بقلم براين كابلين*

من المُحتمل أن تقع المصارف في مرمى النيران إذا أصبح تدفق رؤوس الأموال، كما تنبأ بعض الخبراء، ساحة المعركة التالية بين الولايات المتحدة والصين. ما هو على المحك هي هيمنة الدولار الأميركي وما إذا كانت الصين قادرة على إنشاء مجالٍ نقدي لعملتها الوطنية بنجاح، حيث يلعب الرنمينبي الرقمي المُقترَح دوراً رائداً.

الخطر هو أنه في محاولة مقاومة طموحات بكين، تفرض القوى الغربية قيوداً على التدفق الحر لرأس المال، الأمر الذي يتسبّب في تعطيل الأسواق المالية ومنع البنوك من العمل دولياً.

مايكل هويل، المدير الإداري لشركة الأبحاث “كروس بوردِر كابيتال” (Cross Border Capital)، نشر كتاباً جديداً بعنوان “حروب رأس المال: صعود السيولة العالمية” (Capital Wars: The Rise of Global Liquidity)، رسم ووصف فيه التوسّع الهائل في الأموال والائتمان منذ أوائل العقد الأول من القرن الحالي حيث لعبت السيولة الصينية بشكل متزايد دوراً كبيراً.

هذه العملية غير متوازنة بطرق عدة، أولاً، من خلال الحجم الهائل للسيولة التي تبلغ 130 تريليون دولار أميركي، أي ما يزيد بمقدار الثلثين عن الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وثانياً، إن حجم الدين  البالغ ثلاثة أضعاف الناتج المحلي الإجمالي يعني أن هناك فجوةً سنويةً ضخمةً سيتم تمويلها؛ وثالثاً، تقوم الصين، كدولة ناشئة، بتصدير كميات هائلة من رأس المال إلى الدولة الأكثر ثراءً، الولايات المتحدة (على شكل مشتريات سندات سيادية) في عكس التدفق الرأسمالي الأكثر شيوعاً.

في عالم مليء بالسيولة، ومع استجابة البنوك المركزية لأزمة “كوفيد-19” من خلال ضخ المزيد، فإن أسعار الأصول مبالغٌ فيها بشكل مصطنع ولا تعكس القيمة الحقيقية والعادلة.

أحد المخاوف الرئيسة هو أنه في الوقت الذي تتصارع فيه الصين والولايات المتحدة حول تفوّق العملات وأسعار الأسهم والسندات، بالإضافة إلى الإئتمان المصرفي، فإنهما تَعلَقان في الإضطراب. يرى “هويل” أن توسيع مجلس الاحتياطي الفيديرالي (الأميركي) خطوط مبادلة الدولار مع عدد من البلدان في آذار (مارس)، باستثناء الصين، كان محاولة لاحتواء الصين اقتصادياً و “المُعادل الإقتصادي لحلف الناتو”.

في مقال على موقع “لينكد إن” (LinkedIn) يقول: “… من غير المُحتمل أن يرى اليوان مساراً مُستقيماً للهيمنة، لأن التهديد الوجودي الذي يُشكّله على النظام المالي الغربي بأكمله سيُثير قوى جيوسياسية مُعاكِسة ويحث على الأرجح محاولاتٍ لوقف التدفق الحر لرأس المال. هذا التهديد بـ”ذروة السيولة” يُمكن أن يَحدّ من قدرة مؤسساتنا المالية في القطاع الخاص على توسيع موازناتها العمومية. إلى جانب ذلك، قد ينخفض معدل التبادل وتزداد مخاطر عدم السيولة، ما يزيد من احتمالات المزيد من الإضطرابات المالية”.

لقد فاقمت أزمة “كوفيد-19” في كل هذه التوترات الكامنة. ويبدو أنها لن تختفي حتى عندما تتم السيطرة على الوباء.

  • براين كابلين هو رئيس تحرير مجلة “ذا بنكر” (The Banker). يمكن متابعه على تويتر: @BrianCaplen
  • كُتِب هذا المقال بالإنكليزية وعرّبه قسم الدراسات والأبحاث في “أسواق العرب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى