كيف سيؤثر فيروس كورونا في بنوك الصين؟

بقلم برايان كابلين*

في أوقات الشدّة تلجأ الصين إلى مصارفها. هذه الطريقة هي التي استخدمتها الحكومة لزيادة الطلب على الإقتصاد في أعقاب الأزمة المالية قبل عشر سنين. لذلك، من المُحتمَل أن يتم إتباع الطريقة عينها مرة أخرى لدعم الإقتصاد لأنه يُعاني من انتشار فيروس كورونا.

تكمن المشكلة في أن البنوك ليست في وضع يؤهّلها المساعدة راهناً، لأن وضعها ليس كما كان عليه في الفترة 2008-2009، كما أنها ستتلقى ضربة مباشرة في موازناتها الناتجة عن فيروس كورونا، وهو وضع لم يكن كذلك في السابق.

يرى بعض المُتَنَبِّئين أن النمو الاقتصادي في الصين سينخفض ​​إلى أقل من 4٪ في الربع الأول من العام 2020 – إنخفاض نقطتين مئويتين عن التقديرات السابقة – وسيتبع ذلك المزيد من الفصول أو الأرباع البطيئة إذا لم يتم احتواء الفيروس. في هذه البيئة، تكون الشركات الصغيرة مُعرَّضة للخطر أكثر ويُمكن للبنوك أن تتوقع زيادة في القروض المعدومة. وقد توصّلت إحدى وكالات التصنيف إلى سيناريو أسوأ الحالات وهو 800 مليار دولار إضافية في صورة قروض رديئة أو معدومة تمنح نسبة قروض مُتَعثِّرة على مستوى البلاد تبلغ 6.3٪.

في 2008-2009، لم تتأثر موازنات البنوك الصينية بشكل مباشر، حيث أن الأصول الرديئة التي تسببت في الأزمة المالية كانت في معظمها تحتفظ بها البنوك الغربية. علاوة على ذلك، كانت تتمتع بوضع جيد، مع وجود الكثير من رؤوس الأموال الإحتياطية، مما يسمح لها تقديم قروض جديدة بقيمة مليارات الدولارات، والمساعدة على الحفاظ على معدلٍ مُرتفع للنمو في الصين في الوقت الذي تقلّص الإقتصاد العالمي واقتصادات الشركاء التجاريين الرئيسيين لبكين.

اليوم، على النقيض من ذلك، فإن الأرباح المصرفية الصينية تتعرّض لضغوط، وعلى الرغم من أن بنك الشعب الصيني جاهز لضخ سيولة هائلة في النظام المالي بالإضافة إلى خفض أسعار الفائدة، فمن غير الواضح ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستكون فعّالة مرة أخرى. سيكون المستثمرون حذرين من البنوك الصينية حتى يصبح الوضع أكثر وضوحاً.

هناك أيضاً آثارٌ وتداعيات طويلة الأجل على البنوك في كل مكان. هل مخاطر تمويل الشركات الدولية ذات سلاسل التوريد الطويلة مُسَعَّرة بشكل صحيح؟ تُظهر صدمة فيروس كورونا مدى هشاشة قدرة سلاسل الإمداد، وهي قد تكون عرضة لمجموعة كاملة من المخاطر. لذا تحتاج البنوك الدولية إلى النظر مرة أخرى بالنسبة إلى تعرّضها للمخاطر مع مراعاة هذه العوامل الجديدة.

  • برايان كابلين هو رئيس تحرير مجلة “ذا بنكر” (The Banker). يُمكن متابعته على تويتر على: @BrianCaplen
  • كُتِب هذا المقال بالإنكليزية وعرّبه قسم الدراسات والأبحاث في “أسواق العرب”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى